مصر

لا يسخر قوم من قوم.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبل

واختارت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة المقبلة “لا يسخر أحد من أحد”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله لجمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو جعل الناس يمجدون قدسية الإنسان وليس التنمر عليه أو السيطرة عليه أو إيذائه أو ربطه بعيب لنقده أو الاستهزاء به بالألفاظ، التصرفات أو الإيماءات، سواء كان ذلك في الواقع بين الناس أو في العالم الافتراضي (وسائل التواصل الاجتماعي).

وأضافت الوزارة أن عناصر الخطبة تهدف إلى إظهار احترام قداسة الإنسان، والتحذير من التنمر والسخرية، وخطورة التنمر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:

«الحمد لله رب العالمين. ولك الحمد كما تقول، ولك الحمد، سبحانك لا نقدر حمدك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وهو الإله الوحيد الصمد، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله الله عز وجل أرسله نعمة للعالمين، وختاماً على الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وسلم. وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

الإنسان هو بناء الله وخلقه. فهو سبحانه خلقه بيده، وأكرمه وأقدره، وفضله على كثير ممن خلق. فأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب التي تهتدي به، ومن أجله خلق الدنيا والآخرة، وسخر له ما في السماوات والأرض جميعاً بنفسه.

أيها السادة، إن هذا المخلوق المكرم بعزّة الله تعالى محفوظ من أن يخدش أو يجرح أو يذل. ولذلك حرم الله تعالى كل أشكال السخرية والتسلط والسخرية من الإنسان وجرم كل أشكال القدح والقذف والازدراء: “ولا تنابزوا بالألقاب في الإيمان” ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. .}

فهل رأيتم أيها الأعزاء هذه النهيات المتواصلة والمتلاحقة المسجلة في التنزيل الكريم عن كل ما من شأنه أن ينال من كرامة الإنسان وعظمته ويحط من شأنه؟! “لا تسخروا، لا تضغطوا، أو تطلقوا على بعضكم البعض أسماء.” انظر إلى هذا الاستنتاج المفجع! {بئس الاسم الفسق في الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}.

السادة المحترمون! وهي حرمة الإنسان التي تقابل حرمة يوم عرفة، وحرمة شهر ذي الحجة، وحرمة مكة! استمع إلى هذا البيان النبوي الصارم: “إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم مقدسة لكم. كيومك هذا في أرضك في شهرك هذا.

كيف يجرؤ الإنسان على أن يحتقر شخصًا يحترمه الله؟ وكيف يجرؤ على الاستهانة بمن مجده الله؟! يصبح الشخص متنمرا عندما يسخر من مظهره أو لون بشرته أو طوله أو وزنه أو جنسه أو لغته أو حالته الاجتماعية سواء من خلال كلمة بذيئة أو فعل جارح أو لفتة مسيئة أو صورة ساخرة أو محتوى مسيء أو ضار مواقع التواصل الاجتماعي حيث يكون التنمر أكثر شدة؛ إنها خطيئة مكونة من التنمر والسخرية والقذف واحتقار الناس والسخرية منهم كلها مجتمعة فوق بعضها البعض!

السخرية تفرق القلوب وتخترق القلوب وتدل على تراجع الفطرة وقلة التواضع. يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: “”كفى بالرجل من الشر أن يحقر أخاه المسلم”، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: “”وإنهم”” فيقولون: يا ويلتنا ما بال هذا الكتاب؟ لا يترك منهم صغيرة ولا كبيرة. “

أخي العزيز! ألم تعلم أن هذا الشخص الذي تعرض للسخرية والتنمر قد يكون أثمن عند الله وأنبل عند الناس؟! فهو أطهر ضمير، وأطيب قلبا، وأحسن الأعمال. مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل معه: ما رأيك؟ قال: والله إنه إذا خطب كان خيرا له تزوجه، فإن شفع كان له أن يشفع، سلم عليه، فمر رجل آخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم: «ما رأيك؟» فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، إذا خطب فلا يتزوج، وإذا قال فلا يسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم: «خير من ملء الأرض هكذا».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى