فن وثقافة

من أين استوحى كريستوفر نولان شخصية الجوكر في the dark knight ؟

على الرغم من مرور سنوات على ظهور الجوكر (هيث ليدجر) في تحفة المخرج كريستوفر نولان، فيلم The Dark Knight، الذي عُرض في يوليو 2008، إلا أن هذه الشخصية لا تزال تحظى بالمتابعة والمحبة، وبالفعل لديها قاعدة جماهيرية ضخمة تجسده شخصية الجوكر. لاحقًا لم يعد محبوبًا عند مقارنته بالممثل الراحل وعند مقارنته بتصوير الشخصية الرائعة التي قدمها نولان في فيلمه.مؤخراً، كشف نولان الحائز على جائزة الأوسكار عن أمر يتعلق بشخصية الجوكر، وهو أن تصوير هيث ليدجر لشخصية الجوكر كان مبنياً على إحدى لوحات الرسام العالمي فرانسيس بيكون الثلاثية.قال نولان: “في وقت ما خلال سنوات مراهقتي، خلال رحلة ميدانية إلى معرض تيت في بريطانيا، رأيت ملصقًا لمعرض استعادي لأعمال بيكون يظهر فيه وجه من إحدى لوحاته الثلاثية”. “جذبتني ملامحه المخططة الشاحبة، ولم أنساها أبدًا”.وأضاف: «زينت اللوحة جدراناً مختلفة في مختلف الشقق التي كنت أعيش فيها حتى أصبحت في حالة من الفوضى. وبعد سنوات، عرضت اللوحة على هيث ليدجر بينما كان يستعد للعب دور الجوكر في فيلم The Dark Knight، وسرعان ما انبهر بإنسانيته المعذبة التي تتألق في اللوحة، وقد أثر ذلك في هذا. رسم الكثير منها يرجع إلى مكياج الشخصية.قال نولان إن أعمال بيكون تلهمنا بطرق عديدة، ليس أقلها أنها تذكرنا بأن مجرد توضيح السرد يعني تفويت القوة التي يمكن أن تحققها الإيماءات اللاواعية وصناعة الصور البديهية.جاءت هذه التصريحات على هامش وافتتاح معرض فرانسيس بيكون: الحضور الإنساني في معرض الصور الوطني في لندن، ويعد نولان أحد الشخصيات المبدعة العديدة الرائدة التي تحدثت عن تأثير بيكون على حياتهم وممارساتهم الفنية.قال نولان: “ربما لهذا السبب أرى بيكون كمصور لتشوهات المادة في أعماله”. “يبدو الأمر كما لو أن بيكون أراد أن تتمتع اللوحة نفسها بالغموض المثمر للرسم التخطيطي ليتجاوز الحرفي ويربطنا بالإمكانيات العاطفية المضمنة في الألوان.”ولد فرانسيس بيكون في دبلن، أيرلندا، عام 1909 لأبوين إنجليزيين. توفي فجأة نتيجة نوبة قلبية ناجمة عن نوبة ربو حادة. وكان وقت وفاته في ذروة قدرته الفنية رغم تجاوزه الثمانين عاما.اشتهر برسم الوجوه الفردية للأشخاص، على عكس أي أسلوب فني آخر، بوجوه شفافة وغير واضحة وخطية وغير متماثلة، وكأنها مشوهة.يقول عنها المخرج اللبناني إبراهيم العريس في مقال: «لقد اختار واحدة من أخصب مراحله وأعمقها لتكون أشهر أعماله، وهو الموضوع الذي ربما يبدو الأكثر وضوحاً نظراً لأنه يكاد يكون موجوداً في الغالبية العظمى من الناس». اللوحات التي رسمها الفنانون: الوجه الإنساني!» لكن الوجه الإنساني الذي رسمه بيكون لم يكن أبداً هو نفسه الذي رسمه مئات الفنانين الآخرين، فبالنسبة له ظهرت هذه البطاقات من خلال شفافية الوجوه نفسها ومن خلال اللحظة التي نتعرف فيها الروح بوجهها، وليس هوية صاحبها بملامح وجهه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى