مصر

وزيرة التخطيط والتعاون الدولي: التكامل بين الدبلوماسية الاقتصادية وآليات التخطيط لدفع جهود التنمية

ويجري حالياً وضع اللمسات النهائية على الأحكام التنفيذية لقانون التخطيط

دكتور. عقدت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعاً تفصيلياً مع إيلينا بانوفا المنسقة المقيمة لمكتب الأمم المتحدة في مصر، وممثلي نحو 20 وكالة ومنظمة دولية، بالإضافة إلى ممثلي العالم. البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية، حيث استعرض الاجتماع إطار التنمية الاقتصادية وإجراءات حوكمة النفقات الرأسمالية وناقش الأولويات المستقبلية لتحسين جهود التنمية الاقتصادية.

وفي بداية اللقاء تحدث د. رانيا المشاط ممثلة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وأشارت إلى مشاركتها في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي بواشنطن، والتي شهدت مناقشات فعالة بين صناع القرار من مختلف دول العالم، حول إصلاح الهيكل المالي العالمي وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي والتصدي للتهديدات الناجمة عن تغير المناخ والأمن الغذائي.

واستعرضت المشاط إطار الاستدامة والتمويل للتنمية الاقتصادية، الذي تعمل الوزارة من خلاله على تحقيق نمو اقتصادي نوعي ومستدام، من خلال ثلاث محاور رئيسية: صياغة سياسة تنمية اقتصادية تعتمد على البيانات والحقائق لتوفير المعلومات، وتشجيع المناقشات حول الاحتياجات والتحديات. الفرص وكذلك سد الفجوات في مختلف المجالات وضمان آليات رصد وتقييم قوية لتتبع التقدم وتحسين النتائج؛ ثانيا، بناء اقتصاد مرن وتحسين استقرار الاقتصاد الكلي من خلال تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لزيادة القدرة التنافسية وتحسين بيئة الأعمال؛ وثالثاً، تعبئة وتعظيم استخدام التمويل المحلي والخارجي لتحقيق التنمية المستدامة من خلال إطار عمل. إطار تمويلي وطني متكامل يحسن تخصيص الموارد للقطاعات ذات الأولوية ويحفز استثمارات القطاع الخاص.

وأوضحت أن الإطار الجديد يهدف إلى عكس التكامل بين التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وإظهار مسارات النمو المستدام، وترجمة الاستراتيجيات الوطنية إلى مشاريع تنموية مؤثرة في مختلف القطاعات حيث تتكامل عملية تطوير منظومة التخطيط في الشراكات الدولية، التي تقدم التمويل والمساعدة الفنية لتحقيق التنمية الاقتصادية.

وفيما يتعلق بصياغة سياسات التنمية الاقتصادية مدعمة بالأدلة والبيانات، أوضح وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن قانون التخطيط الجديد لعام 2022 ولائحته التنفيذية، والتي يجري إعدادها حاليا، تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال تعزيز إضفاء الطابع المؤسسي بشكل أساسي على نهج أكثر استراتيجية وقائم على الأدلة في عملية التخطيط، والتأكد من أن القانون يتطلب استخدام تحليل شامل للبيانات، والمتابعة المنتظمة ومواءمة الأولويات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة.

وأشار المشاط إلى جهود الدولة في مجال حوكمة الاستثمارات العامة، لافتاً إلى هيكل الاستثمارات العامة في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/24، والتي خصصت 42% للتنمية البشرية والاجتماعية و37% للتنمية الصناعية والبنية التحتية و21% للتنمية المحلية. كما أشارت إلى اتجاهات الاستثمار في التنمية البشرية والاجتماعية خلال العقد الماضي.

وأوضحت أن الحوكمة وزيادة كفاءة الإنفاق الرأسمالي تشمل ثلاث مراحل: التخطيط الاستثماري بتحديث معايير تقييم المشاريع، وتطوير منهجية احتساب الاستثمارات الخاصة، وتحسين تكامل المعلومات الجغرافية وتفعيل برامج التنمية المحلية، ومرحلة تخصيص الاستثمار من خلال تطوير التمويل. صيغة لسد الفجوات التنموية في المحافظات وما يتبعها من تنفيذ هذه الاستثمارات.

كما أشارت إلى أن معادلة التمويل هي إطار تمويلي يعزز التوزيع العادل للموارد، موضحة أن هذه المعادلة تتضمن استهداف الاستثمارات الحكومية بشكل أكبر نحو المناطق الأكثر احتياجا وأيضا مؤشرات صحة الإنسان والتنمية لكل محافظة تشمل الوزن النسبي المحافظات الحدودية وكذلك الاستثمار المباشر في المجالات التنموية.

واستعرضت المشاط جهود الوزارة في التنسيق مع الجهات والوزارات لوضع الإجراءات التنفيذية لإدارة النفقات الرأسمالية والحفاظ على سقف للاستثمار العام يشمل الموارد المحلية والتمويل الخارجي.

وفيما يتعلق بالاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل التنمية في مصر والتي تم إعدادها بالتعاون مع الأمم المتحدة، أشارت المشاط إلى أن الوزارة عرضت الاستراتيجية خلال قمة المستقبل على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح أنه يتماشى مع السياسات والاستراتيجيات الوطنية مثل البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، ووثيقة سياسة ملكية الدولة، وإطار التمويل العام المستدام. كما تدعم الاستراتيجية جهود الدولة في مجال التنمية المستدامة وتركز على القطاعات ذات الأولوية مثل الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة والنقل والصرف الصحي وتغير المناخ وتمكين المرأة.

وشددت على أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة من خلال التمويل الفعال للتنمية، وأشارت في هذا السياق إلى أهمية عقد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إسبانيا في يونيو 2025 كجزء من الجهود الرامية إلى دمج مفهوم التنمية. التمويل العادل في إصلاحات الهيكل المالي الدولي لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفيما يتعلق بالسياسات والإجراءات الحكومية خلال الفترة المقبلة، أكد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عزم الحكومة المصرية على مواصلة تنفيذ التدابير والسياسات الفعالة التي تدعم استقرار الاقتصاد الكلي وتحسين إدارة الاستثمارات العامة، مع التركيز على خلق مساحة لمشاركة القطاع الخاص مع ضمان تخصيص الموارد بكفاءة للقطاعات الرئيسية.

وأكد ممثلو وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، خلال اللقاء، التزامهم المتجدد بدعم رؤية الحكومة وتوجهاتها لتعزيز التنمية الاقتصادية وترسيخ أسس استقرار الاقتصاد الكلي.

ومن جانبها، أكدت إيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، التزام الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها بدعم جهود الحكومة المصرية في مختلف المجالات، وتسخير كافة الخبرات والجهود والموارد اللازمة لتحقيق الأهداف الوطنية. الأولويات مع الأجندة الدولية، منوهاً بأهمية منصات الحوار المستمر بين وزارة التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي وشركاء التنمية بهدف تنسيق الرؤى ومتابعة تطورات التعاون المشترك وتحقيق الأهداف ذات الصلة.

كما أشار ممثلو البنك الإسلامي للتنمية والبنك الدولي ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة إلى أهمية جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لتحقيق التكامل بين نظام التخطيط والتعاون الدولي دعما للتنمية الاقتصادية، وأشاروا إلى الشراكة الاستراتيجية مع مصر والاستعداد لمواصلة التعاون لتعزيز العلاقات المشتركة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى