نعيم قاسم.. من هو أمين عام حزب الله الجديد؟
أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الثلاثاء، انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما له. وهو يخلف الراحل حسن نصر الله الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر من العام الماضي.
وجاء في بيان قيادة الحزب: “انطلاقاً من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، والتمسك بمبادئ حزب الله وأهدافه، ووفقاً للآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، صوت مجلس شورى حزب الله على انتخاب أمينه العام”. سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله يحمل الراية المباركة في هذه المسيرة ويسأل الله تعالى أن يوفقه في هذه المهمة العظيمة لقيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية.
وأضاف البيان: “نتعهد بالتعاون مع الله تعالى وروح شهيدنا الأعلى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله والشهداء ومقاتلي المقاومة الإسلامية وشعبنا الصامد الصابر الوفي”. وأهداف مسيرتها وأن تبقى شعلة المقاومة مشتعلة ورايتها مرفوعة عاليا حتى تحقيق النصر”.
* نائب أمين سر حزب الله سابقاً
وكان نعيم قاسم نائباً للأمين العام لحزب الله، الذي يتمتع بقاعدة واسعة ونفوذ في الطائفة الشيعية في لبنان.
وتولى منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ تولي عباس الموسوي منصب الأمين العام للحزب عام 1991، وبقي في هذا المنصب بعد اغتيال الموسوي الذي خلفه الأمين الراحل. العماد السيد حسن نصرالله عام 1992.
كما ترأس قاسم مجلس العمل البرلماني التابع لحزب الله، الذي يتابع كتلة الوفاء للمقاومة والعمل التشريعي لممثليها وحركتها السياسية.
* نشأته
هو نعيم بن محمد نعيم قاسم، من مواليد فبراير 1953 في منطقة بسطة التحتا في بيروت. وهو متزوج وله ستة أبناء، أربعة أولاد وبنتان. ولد والده محمد في مدينة كفر فيلا في منطقة التفاح جنوب لبنان.
درس حتى المستوى الأعلى في الحوزة العلمية، حيث درس على يد كبار علماء الشيعة في لبنان. وكان ذلك بمناسبة دراسته الأكاديمية في الجامعة اللبنانية عام 1971، وحصل خلالها، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، على إجازة في الكيمياء باللغة الفرنسية من كلية التربية في الجامعة.
حصل قاسم على درجة الماجستير في الكيمياء من الجامعة اللبنانية عام 1977، ثم بدأ التدريس وعمل مدرساً في صفوف المدارس الثانوية الرسمية لمدة ست سنوات، وهو خريج دار المعلمين التابعة لوزارة التربية.
وخلال فترة وجوده في الجامعة، ساهم هو ومجموعة من الشباب في تأسيس “الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين” مطلع السبعينيات، بهدف تسيير العمل الطلابي ونشر الأفكار الإسلامية في الجامعات والمدارس.
*أحد مؤسسي حركة أمل
انضم إلى حركة المستضعفين، أفواج المقاومة اللبنانية (أمل)، عندما أسسها الإمام موسى الصدر عام 1974. شارك في أولى الاجتماعات التأسيسية للحركة في مختلف مناطق لبنان، وتولى منصب نائب المسؤول الثقافي المركزي لحركة أمل.
ارتقى السلم التنظيمي للحركة وأصبح مسؤولاً عن التدريس والثقافة، حيث كان أحد أمناء المجلس القيادي للحركة بعد اختفاء الإمام الصدر في ليبيا وتولى السيد حسين الحسيني السلطة. رئاسة الحركة سنة 1978.
استقال من الحركة بعد الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني في 11 شباط (فبراير) 1979، ليواصل دراساته الحوزوية ونشاطاته الدعوية الإسلامية، ويلقي الدروس والمحاضرات في عدد من المساجد والحسينيات في بيروت وضواحي المنطقة الجنوبية.
* تأسيس حزب الله
وبعد لقاءات بين اللجان الإسلامية ومن خلفه حزب الدعوة الإسلامية فرع لبنان مع علماء منطقة البقاع وحركة أمل الإسلامية عام 1982، تأسس حزب الله، وكان نعيم قاسم أحد المشاركين المؤسسين في هذه الاجتماعات ساهم لتأسيس حزب الله.
شغل منصب عضو مجلس شورى الحزب لثلاث فترات، تولى في البداية مسؤولية النشاط التربوي والكشفي في بيروت، ثم نائباً لرئيس المجلس التنفيذي، ثم رئيساً له.
* مهام أخرى
قاد نعيم قاسم العمل السياسي من موقعه في قيادة حزب الله، وكان له العديد من الظهورات الإعلامية والصحفية، كما كتب مقالات ومقابلات ومحاضرات.
ألف العديد من الكتب، أشهرها كتاب “حزب الله” الذي يحدد أهداف الحزب وتاريخه ورؤيته السياسية في مواضيع مختلفة، وتُرجم إلى أكثر من سبع لغات.
ويحافظ على علاقة مباشرة ومستمرة مع الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله منذ أكثر من 35 عاما من خلال موقع عملي مشترك في مجلس شورى الحزب واجتماعات ومشاورات مستمرة ومتابعة للتطورات.
وإلى جانب عمله السياسي يظهر قاسم في عدة قنوات تلفزيونية ويتحدث في مواضيع دينية وثقافية.