العالم

من الزراوي إلى أبابيل.. مسيرات المقاومة الفلسطينية التي أرهقت دولة الاحتلال وفاجأت العالم ‬

وفي خطوة فريدة وغير متوقعة، أعلن حزب الله اللبناني هجومه على معسكر اللواء الجولاني الإسرائيلي في مدينة بنيامينا شمال الأراضي المحتلة، بسلسلة من المسيرات الهجومية رداً على مجازر 2014 التي ارتكبتها إسرائيل في بيروت والبقية. لبنان أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة العشرات.

وقال الحزب إن طائراته بدون طيار عالية الجودة تمكنت من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون أن يتم اكتشافها، والوصول إلى هدفها والانفجار في الغرف التي كان يستعد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي للمشاركة في الهجوم على لبنان، بحسب ضباط كبار.

وأكد بيان حزب الله أن المسيرة جاءت ردا على سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة على حيي النويري والبسطة في العاصمة بيروت وبقية المناطق اللبنانية، وهدد إسرائيل بالمزيد من الهجمات إذا واصلت مهاجمة لبنان.

في غضون ذلك، وصف هيرتسي هاليفي، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الهجوم بأنه صعب ومؤلم، وذلك أثناء تفقده القاعدة.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانييل هاجري: “سنحقق ونحقق في الحادثة التي دخلت فيها طائرة مسيرة إلى القاعدة دون سابق إنذار. التهديد الذي تشكله الطائرات بدون طيار هو التهديد الصعب الذي واجهته إسرائيل منذ بداية الحرب “هجمات حركة المقاومة الفلسطينية حماس”.

لكن ماذا نعرف عن المسيرات التي طورتها حماس؟

وكما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير سابق لها، فقد كشفت حركة حماس أثناء عملية طوفان الأقصى عن أسلحة جديدة عالية الجودة فاجأت الجميع ـ حتى الإسرائيليين أنفسهم ـ وشملت هذه الأسلحة طائرات بدون طيار محلية الصنع، سواء كانت مفجرين أو انتحاريين.

وطرحت حينها تساؤلات كثيرة حول كيفية حصول المقاومة الفلسطينية على الأسلحة وتطويرها وتدريبها رغم محاصرة مساحة 350 كيلومترا مربعا وتحت سيطرة إسرائيلية مشددة وحصار بحري وجوي وبري.

طائرة الزواري

وأطلقت المقاومة الفلسطينية طائرات مسيرة هجومية تحمل على ظهرها صواريخ قتالية صغيرة قادرة على ضرب أهداف محددة من مسافة بعيدة، في سماء غزة لأول مرة عام 2015، خلال احتفالات الذكرى الـ28 لتأسيسها، وحلقت في الأجواء للعرض، وكان من بينهم سرب من طائرات “الزائري”.

وبينما تمت أول مهمة قتالية لها في 19 مايو 2021 خلال معركة “سيف القدس”، فهي طائرة انتحارية محلية الصنع بدأت مهمتها الأولى كطائرة استطلاع، حسبما ذكرت شبكة “سكاي نيوز”.

وسمي باسم قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية المهندس التونسي محمد الزواري الذي قتل خارج منزله في مدينة صفاقس التونسية في ديسمبر 2016.

وهي أحدث جيل من الطائرات بدون طيار لكتائب القسام. ونفذت طلعات استطلاع واستطلاع لأهداف ومواقع إسرائيلية، وحلقت فوق مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث تمكنت من إطلاق مقذوفات متفجرة وضرب أهدافها بدقة.

وتم تصنيع 30 من هذه الطائرات قبل اندلاع حرب “الفرقان” عام 2008 بإشراف المهندس التونسي محمد الزواري. وقد تم إدخالهم إلى الخدمة خلال معركة فيضانات الأقصى، وشاركوا في الاستعدادات الساخنة لعبور عناصر القسام إلى المستوطنات المحيطة بقطاع غزة.

مسيرة أبابيل

أما “أبابيل” فهي مسيرة لكتائب القسام – الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، انطلقت لأول مرة عام 2014 خلال معركة مهمة العاصفة على وزارة الدفاع الإسرائيلية. مبنى .

وتمتلك طائرات أبابيل ثلاثة نماذج: الأول للمهام الاستطلاعية، والثاني للمهام الهجومية، والثالث للمهام الانتحارية.

مسيرة النيزك

وطائرات “شهاب” المسيرة هي طائرات من إنتاج كتائب القسام. وهي صغيرة الحجم وتشبه طائرات “أبابيل” ولكنها تختلف في بعض الخصائص ولا يمكن استخدامها لأهداف بعيدة.

وبحسب تقرير سابق للجزيرة، فإن الصاروخ يتمتع بخصائص تسمح له بإصابة الأهداف بشكل أفضل من صواريخ المقاومة، حيث كان أول استخدام له في معركة سيف القدس.

وتستطيع طائرات “شهاب” بدون طيار التحليق بسرعة 250 كيلومترا في الساعة، وهي مزودة بإحداثيات نظام تحديد المواقع وصور الأقمار الصناعية لمساعدتها في العثور على أهدافها.

الطائرة بدون طيار مصنوعة محليًا وليست باهظة الثمن. ويتم التحكم بها عن طريق نظام تحديد المواقع (GPS)، ويمكن إخفاؤها بسبب صغر حجمها ومصنوعة من مواد لا تعكس أشعة الرادار، مما يجعل مراقبتها واعتراضها صعبا، فضلا عن تتبعها بأجهزة الرصد الحراري.

يمكن لطائرات شهاب بدون طيار ضرب الأهداف بدقة، وخاصة المنشآت الضعيفة مثل المصانع الكيماوية ومرافق تخزين النفط والغاز، مما يجعلها أكثر خطورة من الصواريخ غير الموجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى