هل خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة يزيد من بريق الاستثمار في البورصة؟
وكانت آراء خبراء الأسواق المالية الذين تحدث إليهم “ايجي برس” متباينة حول تأثير خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة على أداء البورصة المصرية.
ويرى البعض أن هذه الخطوة تصب في مصلحة الأسواق الناشئة لجذب المستثمرين، بينما يرى البعض الآخر محدودية تأثير البورصة المصرية على قرار الخفض.
وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي -البنك المركزي الأمريكي- في الاجتماع السادس للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية عام 2024 أنه خفض سعر الفائدة على الدولار بنسبة 0.25% للمرة الأولى منذ أربع سنوات، وذلك تماشيا مع التوقعات.
وقال حسام الغايش، خبير الأسواق المالية، لايجي برس، إن خفض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي يصب في مصلحة الأسواق الناشئة. فهو يساعد على جذب السيولة المالية إلى هذه الأسواق، وخاصة سندات الدين الخاصة بها.
وارتفع العائد على الديون المصرية إلى أكثر من 29%، مما ساعد على جذب الاستثمار الأجنبي غير المباشر في سندات الحكومات المحلية لتعزيز أرباحها.
وأوضح الغايش أن أسعار الفائدة المحلية أعلى من أسعار الفائدة في الأسواق العالمية، مما يضاعف جاذبية السوق المحلية ويشجع المستثمرين الراغبين في الاستثمار على دخول السوق المحلية.
وأكد أن الأموال الساخنة في الأسواق الناشئة – بما فيها السوق المصرية – عادت بقوة بعد قرار التخفيضات.
وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن مصر اجتذبت نحو 23 مليار دولار استثمارات أجنبية غير مباشرة في أذون الخزانة المحلية في الأشهر الأربعة الأولى من تحرير سعر الصرف منذ مارس من العام الماضي، لتصل إلى نحو 36.71 مليار دولار بنهاية يونيو.
وتوقع الغايش أن يتبع البنك المركزي المصري تعليمات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالسعي لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل. وهذا يساعد على تحسين أداء الأسواق المالية.
ويتفق سعيد الفقي، خبير الأسواق المالية، مع الرأي السابق بشأن التوقعات الإيجابية التي ستنعكس على أداء البورصات العالمية والمحلية، بدعم من خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي.
وأشار إلى أن العلاقة بين أسعار الفائدة وأسواق الأوراق المالية علاقة عكسية، حيث يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تحسين أداء سوق الأوراق المالية. إذا ارتفعت أسعار الفائدة، يفضل المستثمرون استثمار أموالهم في البنوك لضمان عائد مستقر.
من ناحية أخرى، يرى محمد كمال، خبير الأسواق المالية، أن جهود مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة لن يكون لها سوى تأثير محدود على أداء سوق الأسهم. لأنه يتأثر بالعوامل المحلية التي لها التأثير الأكبر حاليًا على نمو أو ضعف أداء سوق الأوراق المالية.
وأوضح أن التأثير الإيجابي لخفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيكون له تأثير أكبر على تطور السوق الأمريكية وصناديق الاستثمار المشتركة.
ومع ذلك، يرى محمد كمال أن جهود البنك المركزي المصري لخفض أسعار الفائدة سيكون لها تأثير أكبر على أداء البورصة المصرية.
ورفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنسبة 19% على مدى العامين ونصف العام الماضيين، وكان آخرها بنسبة 6% دفعة واحدة في مارس من العام الماضي، لتصل إلى مستويات قياسية بلغت 27.25% على الودائع و28.25% على القروض للحد من التضخم.
بينما أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعاته الثلاثة الأخيرة.