خبيران: تخفيض أسعار الفائدة حاليا خطر كبير على معدلات التضخم

● محمد أنيس: خفض أسعار الفائدة خطأ كبير مع استمرار الضغوط التضخمية – إن ارتفاع الدين العام هو نتيجة متوقعة لخفض أسعار الفائدة. – قد يؤدي التخفيض إلى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه.
● مصطفى الشافعي: احتمالات خفض الفائدة في اجتماع البنك المركزي لا تتجاوز 10% – زيادة الطلب على السلع خلال شهر رمضان تزيد من مخاطر التضخم – سياسة ترامب التجارية قد تؤثر على قرارات أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم
يرى خبيران اقتصاديان أن خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي سيكون له تأثير سلبي كبير على معدلات التضخم في الفترة الحالية، رغم الضغوط القوية من الاقتصاد لخفض أسعار الفائدة. وأكدوا أن التخفيض سيشجع الحكومة على التوسع في الاقتراض.
وينتظر المستثمرون والاقتصاديون بفارغ الصبر قرار لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعها غدا الخميس.
ومن شأن هذا التخفيض أن يشجع الحكومة على توسيع اقتراضها.
قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن خفض أسعار الفائدة في هذا الوقت سيكون خطأ كبيرا من وجهة نظره، في ظل استمرار الضغوط التضخمية. وأشار إلى أن الانخفاض الحالي في معدلات التضخم في عموم الجمهورية لم يصل بعد إلى المستوى المأمول.
وأضاف أنيس في تصريحات لـ«الشروق» أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي واجهت خلال الفترة الماضية ضغوطاً كبيرة من مجتمع الأعمال لخفض أسعار الفائدة. وتابع: «لا أحد يفكر في المصلحة العامة».
وأضاف أن الاقتصاد الكلي، بسياساته المالية والنقدية، لا ينبغي إدارته على أساس رغبات فئات معينة، بل من خلال قرارات تؤدي إلى التوازنات الشاملة الضرورية.
وانخفض معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها للشهر الثالث على التوالي في يناير/كانون الثاني الماضي وبلغ 23.2%، مقارنة بـ23.4% في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وذلك بحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وفي اجتماعه الأخير العام الماضي، قرر البنك المركزي الإبقاء على أسعار الفائدة على الودائع والإقراض عند 27.25% و28.25% على التوالي، حتى تحقيق انخفاض ملموس ومستدام في التضخم بما يتماشى مع توقعاته المستقبلية. وبحسب بيان سابق للبنك المركزي، فإنه يتوقع أن يصل التضخم إلى رقم أحادي بحلول النصف الثاني من عام 2026.
وأوضح أنيس أن أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات التضخم في مختلف أنحاء البلاد خلال العامين الماضيين هو الارتفاع الكبير في المعروض النقدي (م2)، والذي يعود إلى زيادة الإنفاق الحكومي والاستثمار العام القائم على الائتمان. وأضاف أن خفض أسعار الفائدة سيشجع الحكومة على زيادة الاقتراض، وهو ما يؤدي إلى زيادة المعروض النقدي، ودفع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية.
وأضاف أن خفض أسعار الفائدة من شأنه أيضا أن يضع المزيد من الضغوط على قيمة الجنيه مقابل الدولار. وأوضح أن تراجع أسعار الفائدة سيؤدي إلى زيادة مبيعات السندات المصرية وزيادة الطلب على العملة الأميركية من قبل المستثمرين الأجانب في الدين المحلي، وهو ما قد يدفع سعر الدولار للارتفاع أكثر من المتوقع.
احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي غدًا أقل من 10%
من جانبه، يرى مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث في عرب أون لاين لتداول الأوراق المالية، أن احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي غدا لن تتجاوز 10%، وستكون فقط في نطاق بين 50 إلى 100 نقطة أساس.
وأضاف الشافعي في تصريحاته لـ«الشروق»، أن خفض أسعار الفائدة الآن، في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على كافة السلع بسبب صيام شهر رمضان، سيؤدي إلى ارتفاع متسارع لمعدلات التضخم.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يرتفع معدل التضخم العالمي تدريجياً خلال العام الجاري. والسبب في ذلك هو سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يهدف إلى فرض المزيد من الرسوم الجمركية، وبالتالي يهدد بإشعال حرب تجارية عالمية شاملة. وقال إن هذه التوقعات قد تدفع البنك المركزي إلى إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها القياسية لفترة أطول.
وفي سياق مماثل، توقعت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن يبدأ البنك المركزي خفض أسعار الفائدة بنحو 1-2 في المائة غدا الخميس. وعزت وكالة التصنيف الائتماني ذلك إلى استمرار انخفاض التضخم في يناير/كانون الثاني. ومن المتوقع أن يستمر التراجع في فبراير/شباط وأن يصل معدل التضخم إلى 10.6 بالمئة في منتصف عام 2026.