صالون معهد التخطيط القومي يناقش «مستقبل المنطقة العربية ما بعد 2025»
![](https://egy.elneel.org/wp-content/uploads/2025/02/462576929_1346781569813097_5471335298528085268_n.jpg)
– عبد المنعم سعيد: مواجهة تحديات الشرق الأوسط تتطلب رؤية استراتيجية شاملة وتعاون بين جميع الأطراف.
استقبل الدكتور أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي، عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ المصري، في الحلقة الثانية من صالون المعهد للعام الدراسي 2024/2025 بعنوان “مستقبل المنطقة العربية بعد 2025”.
وأوضح أشرف العربي أن الحلقة تهدف إلى تسليط الضوء على مستقبل المنطقة العربية بعد عام 2025، خاصة في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة والتحديات التي أدت إلى زيادة انعدام الأمن. علاوة على ذلك، فإن خريطة التحالفات والصراعات تتشكل من جديد، وتأثير هذه التطورات على العلاقات الدولية سيجعل من الصعب التنبؤ بمسارها المستقبلي.
وأشار رئيس معهد التخطيط القومي إلى أنه مع اقتراب عام 2030 يبدو من المنطقي تقييم مدى الإنجازات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً على ضرورة مراجعة أولويات المرحلة المقبلة، وهو ما ينعكس في أهداف مشروع «مصر بعد 2025»، والذي ترتكز عليه كافة أنشطة وفعاليات المعهد خلال العام الجاري.
وأشار عبد المنعم سعيد إلى أن التوقعات بشأن مستقبل منطقة الشرق الأوسط معقدة وغير واضحة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم حالياً. ويضاف إلى ذلك الخلل الشامل في موازين القوة الذي نشأ في المنطقة نتيجة الربيع العربي واستغلال بعض الدول لتحقيق مزايا جيوسياسية واقتصادية وما نتج عن ذلك من أشكال الإرهاب والحروب الأهلية.
وأضاف السيناتور أن الشرق الأوسط اليوم يحتاج إلى نظام قوي لا يسمح لنفسه بالانجراف وراء الأفكار العظيمة. وأكد أن التصدي لها يتطلب بلورة رؤية استراتيجية شاملة وتعاون كافة الأطراف المحلية والدولية. وأشار إلى أن الهوية المشتركة للمنطقة ترتكز على المصالح المشتركة للجوار الإقليمي.
وأشار سعيد إلى أن الدولة المصرية ليست بمنأى عن تأثيرات الصراعات في المنطقة، خاصة في ظل الحرب الدائرة في السودان والصراعات في دول الجوار. وأكد أن مصر من الدول ذات التوجه الإصلاحي التي تبنت فكرة البناء والتنمية. وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك البلاد قوات مسلحة وطنية لا تتدخل في شؤون الآخرين، وتعمل مع الدول المجاورة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. وتتمتع البلاد أيضًا بقوة ناعمة في الشرق الأوسط. وشدد على ضرورة الحفاظ على المهارات الوطنية والاستثمار فيها بدلا من تصديرها للخارج، باعتبار هذا التوجه هو الهدف الوطني الأهم في المرحلة المقبلة.
وتطرق سعيد في كلمته إلى القضية الفلسطينية، وأشار إلى رفض التهجير القسري الذي اقترحه ترامب منذ إعلان فوزه بالانتخابات الأميركية. وأشار إلى أنه حان الوقت لتشكيل كتلة عربية وبناء هياكل القوة الصلبة والناعمة وإيجاد التناغم في لغة التعامل. ويجب دمج ذلك في عملية الإصلاح بطريقة تتفق مع التطور والنضج السياسي القائم وتؤدي إلى حضور فعال على الساحة الدولية.
جدير بالذكر أن النسخة الثانية من صالون معهد التخطيط القومي حضرها عدد كبير من الشخصيات العامة على رأسهم السفير جمال بيومي، وأبو بكر الجندي، فضلاً عن عدد من الخبراء والمهتمين من داخل المعهد وخارجه.