العرب

هل ينهار اتفاق وقف النار في لبنان بعد إعادة نشر إسرائيل قواتها في الجنوب؟

ونظراً لتصعيد الأوضاع في لبنان مؤخراً واستمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله اللبناني، تتزايد المخاوف من احتمال فشل الاتفاق، خاصة بعد انتهاء مهلة الستين يوماً المحددة للانسحاب. احتلال قوات الاحتلال من المناطق التي تتواجد فيها في الجنوب ونشر الجيش اللبناني بدلاً منها.

اتهم لبنان إسرائيل بـ”التردد” في قرار الانسحاب من جنوب البلاد بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي انتقاله إلى بعض المناطق التي كان من المفترض أن ينسحب منها. هل من الممكن أن يفشل اتفاق وقف إطلاق النار؟

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن قواته لا تزال متمركزة في جنوب لبنان، تزامنا مع تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير المقبل، وزعم أنه أعاد انتشار قواته لضمان عدم تمكن حزب الله اللبناني للنشر مرة أخرى. تحديد قوته.

وقال جيش الاحتلال في بيان: “إلى سكان جنوب لبنان: كما تعلمون، قام الجيش مؤخراً بنشر قوات في مواقع مختلفة في جنوب لبنان وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار ووفقاً له، وذلك بهدف تسهيل عملية السلام تدريجياً”. انتشار فعال لوقف إطلاق النار.. الجيش اللبناني وتدمير وطرد حزب الله بعناصره وبنيته التحتية من الجنوب.

1_11zon

العميد الركن ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتواصل في بيروت د. يرى هشام جابر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تنسحب من كافة مناطق الجنوب وقد تتفاوض عليها لعدة أشهر، مشددا على أن لبنان لن يتفاوض على أراضيه، علما أن تل أبيب من المرجح أن تشارك في خمس مناطق مهمة ستكون وتتمركز في نقاط استراتيجية بجنوب البلاد.

دكتور. وأوضح هشام جابر خلال حديثه مع “ايجي برس”، أن النقاط الخمس هي: تلة العويضة في القطاع الشرقي وربما تلة الحماميس في القطاع الأوسط لأنهما تلتان تطلان على كامل فلسطين المحتلة القطاعين كل منهما منها القطاع الأوسط والقطاع الشرقي وكفركلا بالإضافة إلى قرية العديسة واللطف وربما نقطتين أخريين لم تعرفا بعد.

وأشار إلى أن إسرائيل يمكن أن تطلب التمديد مرة أخرى بعد الموعد المحدد، 18 فبراير المقبل، مضيفا: إذا لم تطلب تل أبيب ذلك فإنها ستوقف انتهاكاتها واعتداءاتها، لكنها ستبقى عند هذه الخمس المناطق المذكورة أعلاه.

وقال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط والتواصل إنه في حال تحقق هذا السيناريو فإن الدولة اللبنانية ستحاول استخدام الضغط الدبلوماسي لإقناع المجتمع الدولي وسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالضغط على لبنان. – انسحاب إسرائيل من المنطقة الجنوبية بأكملها.

2

وعن رد حزب الله، أشار جابر إلى أنه من الممكن أن يعود الحزب إلى حرب عصابات على الأراضي اللبنانية لتحرير هذه المناطق، ولكن من دون قصف فلسطين المحتلة، حتى لا تبدأ شرارة حرب واسعة النطاق مرة أخرى، لكن هناك مخاوف. وستعود تلك الحرب إذا استجابت إسرائيل لمراكز أو شخصيات.

واختتم العميد هشام جابر حديثه بالقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستطيع منع إسرائيل من الرد إذا كان لا يريد اندلاع حرب جديدة.

من جهة أخرى، يرى الصحافي والكاتب السياسي اللبناني أمين قمورية أن اتفاق وقف إطلاق النار لن ينتهي ويدخل إلى حيز الوجود رغم تمديد مهلة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية في الجنوب.

كما أعرب خلال حديثه مع “ايجي برس”، عن اعتقاده بأن قوات الاحتلال ستنسحب قبل الموعد المحدد، 18 فبراير المقبل، لكنها قد تحتفظ بالسيطرة على بعض التلال الحاكمة.

3

وقال قموريا إن هذا قرار أمريكي مهم، مضيفا: “اللهم إلا إذا قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المخاطرة وإسقاط كل شيء”.

وأكد أن ما تظاهر فيه اللبنانيون في الأيام الأخيرة، متجاهلين التحذيرات الإسرائيلية، بالعودة إلى منازلهم في الجنوب ودعم الجيش اللبناني للدخول إلى المدن التي كان جيش الاحتلال ينسحب منها، معادلات مقلوبة رأسا على عقب.

وأشار الكاتب السياسي اللبناني إلى أن إسرائيل ظنت أنها تستطيع مواصلة انتشارها على الأراضي اللبنانية في ظل صمت لبناني وتحت غطاء أميركي، لكن ذلك لم يحدث، موضحا أن ما حدث زاد الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي لمنع البلاد من ذلك. من تفجير الوضع في لبنان.

وأوضح أنه إذا لم يتم الانسحاب فإنه سيعطي حزب الله المتواجد في بيئته التكاثرية في المناطق الجنوبية، “ذريعة” لحشد مقاومته والتمسك بسلاحه، على الأقل شمال نهر الليطاني. أن الاحتلال سيبقى.

وشدد قموريا على أن أي لبناني، بما في ذلك معارضي حزب الله في الداخل، لن يقبل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب. ولذلك فإن الاحتلال سيعطي للمقاومة الشرعية الكاملة التي حفظها الدستور اللبناني والمواثيق الدولية للدفاع عن وطنها.

4

وأعلن البيت الأبيض، الأحد الماضي، تمديد الاتفاق بين إسرائيل ولبنان حتى 18 شباط/فبراير، مضيفا أن “لبنان وإسرائيل وأميركا سيبدأون المفاوضات من أجل عودة الأسرى اللبنانيين الذين أسرتهم إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023”.

من جانبه، أكد الجيش اللبناني أنه مستمر منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بتنفيذ الخطة العملياتية لتعزيز الانتشار في منطقة جنوب نهر الليطاني على مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع الجيش اللبناني. اللجنة الخماسية لمراقبة تنفيذه وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (اليونيفيل).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى