اقتصاد

عزبة الهجانة تودع العشوائية وتتحول لمدينة الأمل الحضارية

 

• رئيس حي شرق مدينة نصر قال لـ«الشروق»: 267 أسرة فضلت العودة للمنطقة بعد التطوير.. وسعر المتر مع التعويض 5 آلاف جنيه للعقارات السكنية و10 آلاف جنيه للمحلات التجارية.

 

منذ التسعينيات، هناك قطعة أرض خالية من أي مساحة للعيش في المنطقة الشرقية لمدينة نصر، شرق محافظة القاهرة. وكانت تسمى “عزبة الهجانة” وكان عليها أعشاش من الحديد والخشب. ومع مرور السنين، تحولت هذه الأعشاش العشوائية إلى مباني يزيد ارتفاعها عن 10 طوابق، ولكن دون تصاريح بناء رسمية، أو تخطيط هندسي، أو بنية تحتية متينة تخدم المنطقة بشكل أفضل.

وفي عام 2020 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بحضور د. الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ولفيف من مسئولي المحافظ يزورون “عزبة الهجانة”. ومن هنا جاءت تعليمات القيادة السياسية بتطوير المنطقة وطرد سكانها من مبانيها المتهدمة وغير الصالحة للسكن لتصبح منطقة تحقق مبدأ الكرم تجاه سكانها.

بدأت محافظة القاهرة، ممثلة بحي شرق مدينة نصر، بقيادة اللواء أحمد جودة عبد السميع، حصر الأراضي المقرر هدمها بعزبة الهجانة، قبل البدء في أعمال إنشاء مدينة جديدة تحمل اسم “مدينة الأمل”. ” بدلاً من مباني عزبة الهجانة العشوائية حيث التقى رئيس المنطقة بالأهالي الوثائق والأوراق التي تثبت ملكية الوحدات السكنية والمحلات التجارية بالمنطقة للحصول على التعويض قبل بدء أعمال النقل.

ووضعت المحافظة خطة لنقل بعض سكان المناطق العشوائية إلى مشروع أهالينا 3 لتحسين مستواهم المعيشي وعيش حياة كريمة قبل البدء في أعمال التوسعة على محور الوفاء والأمل الذي يربط مدينة نصر بطريق السويس والمدينة. الطريق الدائري من محور مصطفى النحاس ويبدأ بالمنطقة الحرة الاستثمارية ويمر بخطوط ضغط العالي وسوق السيارات داخل عزبة الهجانة لربطها بمحور الشهيد حتى الوصول إلى طريق السويس، وذلك في إطار جهود الدولة لتحقيق انسيابية مرورية حرة وتخفيف الازدحام المروري. سيتم اختصار رحلة المواطنين ورحلة الذهاب والإياب بين مدينة نصر وطريق السويس بشكل كبير.

وتقدمت المحافظة بمقترحات لتعويض سكان “عزبة الهجانة” مثل التعويض المالي بسعر المتر في الوحدة السكنية أو المحلات التجارية أو المستودعات أو الأرض الفارغة، أو تزويد الساكن بمبلغ مالي كبديل للإيجار حتى الانتهاء من أعمال التطوير والعودة للمنطقة مرة أخرى بعد حصول المالك على عقد تخصيص وحدة سكنية للمشروع قبل مغادرة المنطقة، وذلك لضمان حقه في العودة إليها بعد البناء.

أكد اللواء أحمد جودة، رئيس منطقة شرق مدينة نصر، أن العقارات المستهدفة بالهدم بعزبة الهجانة هي 232 عقارًا، منها 1169 وحدة سكنية، وذكر أنه حتى الآن 171 عقارًا خضعت للهدم الكامل وأعمال الهدم الجزئي بالفعل تم الانتهاء حاليًا من 19 عقارًا قيد التشغيل وتم إخلاء 11 عقارًا، وتبقى 31 عقارًا، وسيتم الانتهاء منها في الأيام القليلة المقبلة. وسيتم هدمها، بالإضافة إلى 23 عقارًا شاغرًا تم تعويض أصحابها.

وأوضح جودة لـ«الشروق»، أن الأشخاص الذين فضلوا العودة للمنطقة بعد التطوير هم 267 أسرة، مضيفًا أنهم وقعوا عقدًا لتخصيص وحدة سكنية بديلة بمدينة الأمل بدلًا من وحداتهم السكنية القديمة بعزبة الشروق. الهاجانا لضمان حقوقهم وطمأنتهم قبل إخلاء منازلهم والبدء بأعمال الهدم في عزبة الهجانة.

وأشار إلى أن عدد المواطنين المطالبين بالتعويض المالي بلغ 1027 أسرة وشركة، موضحا أن هناك أماكن داخل التركة تم تحديدها وتم تحرير مذكرة ورفعها لمحافظ القاهرة للنظر فيها للأسباب المذكورة. فيها، مثل بيع محلات ببطاقات هوية مزورة أو وجود خلافات بين أخوة الوحدات السكنية أو المحلات، يتم حجبها لتقرير موقفهم.

وأشار إلى أن أسعار المتر تعويضا مرضية للجميع سواء أصحاب المحلات التجارية أو الوحدات السكنية أو الأراضي الفضاء، موضحا أن سعر المتر للأراضي السكنية 5000 جنيه، سعر المتر للمحلات التجارية. سعر المتر 10.000 جنيه للمستودعات 7.000 جنيه وللأراضي غير المطورة 8.000 جنيه للمتر.

من جانبه، قال مصدر مسؤول بمحافظة القاهرة، إن ما يحدث في منطقة عزبة الهجانة يأتي في إطار تنفيذ خطة القيادة السياسية لتوفير حياة كريمة للسكان من خلال تحويلها من منطقة عشوائية إلى منطقة عشوائية. ستعمل المنطقة الحضارية على إنشاء إقليم خدمات متكامل وتحقيق حزمة من الأنشطة الخدمية والتنموية متعددة الأبعاد المتوافقة مع رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تحقيق الحياة الكريمة وضمان مستوى معيشي يليق بكرامة المواطن.

وأوضح المصدر لـ«الشروق»، أن مشروع «مدينة الأمل» الذي يتم تنفيذه على أرض عزبة الهجانة، يقع على مساحة أكثر من 10 أفدنة وسيكون نموذجاً لتنمية مدينة عزبة الهجانة. والمناطق غير المخططة بمحافظة القاهرة، مشيرة إلى أن المشروع سيضم أكثر من 20 برجًا سكنيًا لإيواء الأسر التي تفضل العودة إلى المنطقة.

وأضاف أن توجيهات القيادة السياسية جاءت بتطوير المنطقة من خلال إنشاء محاور وطرق وميادين رئيسية لتوفير السكن الملائم لأهالي هذه المنطقة الذين عانوا من العيش في أماكن إقامة غير آمنة وغير إنسانية مما يهدد حياتهم وممتلكاتهم. لسنوات عديدة تم إعادة تخطيط وبناء المنطقة لزيادة كفاءة كافة الخدمات الأساسية ومرافق البنية التحتية من خلال تركيب أقفال للطرق الداخلية وتركيب أرصفة ومواقف سيارات حديثة للنقل العام والسيارات بنيت.

وأكد التزام محافظة القاهرة بحماية حقوق كافة المواطنين المقيمين بهذه المستوطنة، حيث قررت تعويضهم ماليا أو بوحدات سكنية بديلة، موضحا أن الهدف من أعمال التطوير هو الحفاظ على حياة الإنسان في كافة الأحوال لتحسينها. ، على سبيل المثال. التخطيط الاقتصادي والعمراني، لتحقيق مصالح السكان من خلال إنشاء أبراج سكنية جديدة تحمي أرواحهم وممتلكاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى