العرب

المهاجرون في الانتخابات الأمريكية.. ادعاءات ترامب مقابل تعاطف هاريس

وتبدأ الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل. يتنافس الرئيس السابق دونالد ترامب مع نائبة الرئيس الحالية كامالا هاريس حول ما إذا كانت هاريس ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة أم أن ترامب سيعود لولاية ثانية ينفذ فيها عددا من السياسات المرتبطة ببرنامجه الانتخابي. يصبح.

وتبين أن قضية المهاجرين من أهم النقاط في البرنامج الانتخابي للمرشح الجمهوري، إذ اتهمهم بعدة اتهامات تصل إلى حد العنصرية، ودعا إلى تطبيق سياسات صارمة لترحيلهم ووقف تدفقهم إلى الولايات المتحدة. . في المقابل، تدعو كامالا هاريس إلى خلق مسار جديد يهدف إلى تقنين وضع المهاجرين غير الشرعيين ووضع قوانين جديدة لمعالجة القضايا المتعلقة بالمهاجرين.

أكلة الحيوانات والإرهابيين

ومنذ إعلان ترشحه، لم يتردد ترامب في التطرق إلى قضية المهاجرين في عدة مناسبات. وأشار إلى أنهم يأكلون حيوانات الأمريكيين الأليفة مثل الكلاب والقطط، ويتزايد تورطهم في الجرائم المرتبطة بالإرهاب. كما اتهمهم بسرقة وظائف المواطنين، بل وادعى أنهم شاركوا في الانتخابات بشكل غير قانوني.

صورة 1 ترامب

وفي الوقت نفسه، لم يقدم المرشح الرئاسي أي دليل يدعم مزاعمه التي شابتها العديد من الأكاذيب، ومن أبرز تلك الأكاذيب الخطة التي ذكرها ترامب في معظم تجمعاته الانتخابية، والتي ألمح فيها ضمنا أن مهاجرًا متورطًا عندما انتهت فترة ولايته، كانت الهجرة إلى الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها.

من ناحية أخرى، فإن الأدلة التي استشهد بها ترامب في التجمع الانتخابي في يوليو الماضي، أشارت إلى أبريل 2020، قبل ثمانية أشهر من تركه منصبه. وهي الفترة التي تراجعت فيها الهجرة العالمية بسبب تأثير فيروس “كوفيد-19″، حيث وصل مؤشر الهجرة إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات.

“إنهم يأكلون الكلاب، ويأكلون القطط، ويأكلون حيوانات الأمريكيين الأليفة”، كانت هذه بعض الكلمات التي قالها ترامب خلال تجمع انتخابي في مقاطعة سبرينجفيلد بولاية أوهايو، حيث زعم أن المهاجرين يسرقون الحيوانات الأليفة من المتنزهات. وقد أيد هذا الادعاء عدد من الجمهوريين، بما في ذلك النائب جي دي فانس.

ترامب

أيد إيلون ماسك، مالك منصة X وهو في الأصل مهاجر من جنوب إفريقيا، ادعاءات ترامب بشأن المهاجرين من خلال نشر صور البط والقطط مع تسمية توضيحية تقول “أنقذوهم”. ومع ذلك، لم يتم إثبات صحة هذه الادعاءات، حيث لم تتلق شرطة سبرينجفيلد أي تقارير عن سرقة حيوانات أليفة أو أكلها.

أما عن مزاعم الإرهاب، فعندما يتحدث المرشح الجمهوري عن “تدفق آلاف الإرهابيين إلى الولايات المتحدة بمعدل غير مسبوق”، تظهر البيانات الحكومية واقعا مختلفا تماما. أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن الإرهاب الداخلي المرتبط بالتفوق الأبيض يشكل تهديدًا أكبر بكثير من الإرهابيين القادمين من الخارج.

في المقابل، لا توجد محاولة موثقة لآلاف المهاجرين لتنفيذ مخططات إرهابية على الأراضي الأميركية، كما زعم ترامب. ووفقا لتحليل أجراه معهد كاتو الأمريكي، فقد وثقت الولايات المتحدة بين عامي 1975 و2023، 3046 جريمة قتل ارتكبها 230 مهاجرا، تسعة منهم فقط دخلوا البلاد بشكل غير قانوني.

صورة 3 مهاجرين

التصويت غير القانوني

واتهم ترامب الحزب الديمقراطي بالسماح للمهاجرين غير الشرعيين بدخول البلاد للتصويت في الانتخابات رغم أنهم لا يستطيعون نطق كلمة واحدة باللغة الإنجليزية. جاءت هذه التصريحات خلال كلمته في ولاية أيوا في يناير/كانون الثاني الماضي، وحظيت بتأييد بعض الجمهوريين الذين أرادوا، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إثبات صحة نظرية “الاستبدال الكبير”، التي تقترح محاولات لتقليص عدد السكان البيض.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن ادعاءات ترامب كاذبة وإن مثل هذه الحالات نادرة في الانتخابات الأمريكية. وجدت دراسة أجراها مركز برينان للعدالة ومقره نيويورك أنه تم توثيق حوالي 30 محاولة تصويت في انتخابات عام 2016 من قبل أشخاص ليسوا مواطنين أمريكيين.

في المقابل، لم تدل هاريس بأي تصريحات مثيرة للجدل بشأن قضية المهاجرين، وكذلك ترامب الذي أعلن عن أكبر عملية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين. وبدلا من ذلك، ركزت هاريس على النقاط المهمة في الملف، مشيرة إلى المهاجرين الذين يطلبون اللجوء طلبا للحماية. وأكدت أن واشنطن ستركز على الحد من طلبات اللجوء عندما تنشأ حالات الطوارئ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى