العرب

بعد قرابة عام من شغور المنصب.. البرلمان العراقي ينتخب محمود المشهداني رئيساً له

انتخب مجلس النواب العراقي، مساء أمس الخميس، محمود المشهداني رئيساً له بعد عدم تمكنه من الاتفاق على مرشح لمدة عام كامل تقريباً، وفشله في حل القضية أكثر من ثلاث مرات.

وبحسب دائرة الإعلام بمجلس النواب، حصل المشهداني على 181 صوتا، مقابل 43 صوتا لسالم العيساوي.

دخل مجلس النواب العراقي، أمس الخميس، في جولة ثانية لانتخاب رئيسه الجديد خلال جلسة مستمرة بعد عدم حصول أي مرشح على الأصوات الكافية للفوز.

وأظهرت نتائج الجولة الأولى، تقدم مرشح حزب التقدم الأغلبية السنية وعدد من كتل التنسيق، محمود المشهداني، على العيساوي بحصوله على 153 صوتا، فيما كان الأخير مرشح كتلة التنسيق. وحصل ائتلافا العزم وآل -السيادة على 95 صوتا، فيما حصل النائب المستقل عامر عبد الجبار على 9 أصوات. هناك 15 صوتا غير صالح.

وفشل النواب العراقيون مرارا وتكرارا في انتخاب رئيس للبرلمان بسبب الخلافات السياسية والانقسامات بين الأحزاب السنية الرئيسية.

ومن غير المتوقع أن تستمر ولاية الرئيس الجديد – في حال انتخابه – طويلا، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العام المقبل.

ولم تخرج قضية الانتخابات الرئاسية النيابية الأخيرة عن اتجاه القضايا السابقة المتعلقة بتعيين المسؤولين في أعلى المناصب، وتعيين رئيس الوزراء، وتشكيل الحكومة، وانتخاب رئيس الجمهورية، والتي قد تستمر لعدة أشهر نظراً لصعوبة التوصل إلى اتفاقات كبيرة.

وبحسب العرف السياسي في العراق، يتم إسناد منصب رئيس الجمهورية بصلاحيات محدودة للأكراد، ومنصب رئيس الوزراء للشيعة، فيما يتم إسناد رئاسة البرلمان إلى السنة، بسبب فسيفساء من المجموعات العرقية المختلفة. والطوائف في العراق .

“عميد العمر” هو الأقرب

صورة1

ويعتبر محمود المشهداني، أول رئيس لمجلس النواب العراقي بعد إقرار دستور 2005، الأقرب لتولي رئاسة الهيئة التشريعية.

ويعتبر المشهداني أكبر أعضاء المجلس سنا (76 عاما)، ولهذا السبب ترأس عدة جلسات نيابية بصفته “عميد العصور” بموجب القانون العراقي.

وفي عام 2022، تعرض المشهداني، أثناء ترؤسه اجتماعاً بصفته أكبر الأعضاء، إلى “اعتداء” أدى إلى إخراجه من الاجتماع ونقله إلى المستشفى.

غضب في العراق بعد الاعتداء على رئيس البرلمان محمود المشهداني

وفي ايار/مايو الماضي، حصل المشهداني، في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، على اصوات 137 نائبا، مقابل 158 نائبا اختاروا سالم العيساوي، وهما رقمان لا يكفيان للفوز ولديهما القرار ولم يقم به رئيس البرلمان. يجتمعون لتعيين الرئيس.

وقبل أيام قررت ست قوى سنية ممثلة في البرلمان، وعلى رأسها الحلبوسي، التمسك بترشيح المشهداني.

ويشترط الدستور العراقي الحصول على نسبة 50% + 1 من أصوات الأعضاء لتعيين رئيس البرلمان.

لماذا تم عزل الحلبوسي؟

صورة2

قضت المحكمة الاتحادية العراقية، في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

وبدأت المحاكمة في فبراير/شباط 2023 في المحكمة الاتحادية العليا بعد أن تقدم النائب ليث الدليمي بشكوى يتهم فيها رئيس مجلس النواب بـ”تزوير” تاريخ طلب الاستقالة المقدم نيابة عنه واستخدامه لإنهاء طلب استقالته باستخدام العضوية في البرلمان.

وكان النائب ليث الدليمي ممثلاً سنياً، وينتمي إلى “حزب التقدم” الذي يتزعمه الحلبوسي.

ثم أدانت المحكمة الحلبوسي في الدعوى التي رفعها الدليمي، والتي تضمنت اتهامه بـ”إجبار جميع ممثلي حزب الحلبوسي على التوقيع على كتاب استقالة غير مؤرخ بالإضافة إلى التوقيع على ورقة بيضاء”. وبحسب وكالة فرانس برس، قام الحلبوسي لاحقا بإنهاء عضوية النائب الدليمي في كانون الثاني/يناير 2023.

وأصبح الحلبوسي زعيما لائتلاف سني كبير في البرلمان بعد انتخاب 37 ممثلا لحزب التقدم في الانتخابات العامة 2021، قبل ظهور انقسامات في معسكره.

وفاز الحلبوسي، المحافظ السابق لمحافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، بولايته الأولى كرئيس للبرلمان في عام 2018 بدعم من الكتل الموالية لإيران.

وبدأ صعوده السريع، ليصبح لاعباً رئيسياً على الساحة السياسية، وانتخب رئيساً للمجلس للمرة الثانية في يناير 2022.

طبع شيعي

صورة3

ويهيمن على البرلمان العراقي، الذي يضم حاليا 329 عضوا، ائتلاف من الأحزاب الشيعية، على الرغم من وجود انقسامات داخل هذا الائتلاف.

وفي منتصف عام 2022، استولى ائتلاف الإطار التنسيقي، المكون من أحزاب شيعية موالية لإيران، على أغلبية المقاعد التي تمثل الكتلة الصدرية بعد استقالة أعضائها بشكل جماعي، ليصبح القوة الأولى في البرلمان.

ورغم أن هذا التحالف لم يحقق الأغلبية وفق الانتخاب المباشر، إلا أنه تمكن من تحقيقها بعد أن قدم نواب الكتلة الصدرية الـ73 استقالاتهم على خلفية الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات النيابية في تشرين الأول/أكتوبر 2021.

وحصل الإطار التنسيقي الذي يضم الكتل الشيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح التي تمثل فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، على 40 مقعدا من التيار الصدري. .

وعقدت قيادات الإطار التنسيقي الشيعي اجتماعا دوريا منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي في منزل رئيس تيار الحكمة وائتلاف قوات الدولة عمار الحكيم في بغداد، حيث اتفقت على دعوة أعضاء مجلس النواب لعقد اجتماع. مناقشة تحديد رئاسة المجلس و”إنهاء الشغور الأخير لهذا المنصب المهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى