دوامة الديون الخارجية.. متى تنتهي في مصر؟
ورغم التراجع الأخير في حجم الدين الخارجي، وهو ما يدعو إلى التفاؤل، فإن الصورة الأكبر تظهر تزايدا متسارعا في الدين خلال العقد الماضي، بحسب هاني أبو الفتوح، رئيس شركة الراية للاستشارات والتدريب وأحد الخبراء. وهو ما أرجعه إلى أسباب اقتصادية وسياسية، مثل التدهور الكبير الذي شهدته السياحة في فترات مختلفة بسبب الأحداث الأمنية والسياسية، مما أدى إلى نقص العملة الصعبة، فضلا عن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، مما زاد من دخل مصر. فاتورة استيراد النفط والغاز، مما شكل ضغطاً على الموازنة العامة للدولة.
وأشار إلى أن توسع الدولة المصرية في مشروعات التنمية العمرانية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة يعد أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الدين الخارجي، إلى جانب مشروعات الطاقة والكهرباء التي يحتاج تمويلها إلى استثمارات ضخمة غير متوافرة. محليا.
وبالإضافة إلى الانخفاض المتكرر لقيمة الجنيه المصري، أدى ذلك إلى زيادة تكاليف الاستيراد وزيادة الدين الخارجي المقوم بالعملات الأجنبية.
كما لجأت الحكومة المصرية إلى الاقتراض من المؤسسات المالية الدولية والدول الصديقة لتمويل عجز الموازنة وتنفيذ المشروعات التنموية.
الأوضاع الاقتصادية العالمية
وأضاف أبو الفتوح أنه لا يمكن تجاهل الظروف الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مصر، حيث أثرت الأزمة المالية العالمية المتكررة منذ عام 2008 سلباً على الاقتصاد المصري، مما أدى إلى تراجع النمو الاقتصادي وتفاقم الأوضاع.
كما أدت جائحة كورونا إلى توقف العديد من الأنشطة الاقتصادية وتراجع إيرادات السياحة، مما زاد الضغط على الميزانية العامة للبلاد.
هيكل الديون وسعر الصرف
ويشكل الدين طويل الأجل الحصة الأكبر من الدين الخارجي بنسبة 82.8%، بينما تشكل القروض قصيرة الأجل 15.8% منه، ويعتبر ذلك سيفاً ذا حدين، أما الدين طويل الأجل يمنحنا فرصة أطول للسداد وتتخلف مصر عن سداد التزاماتها الخارجية ولكن من ناحية أخرى تزيد أسعار الفائدة لمصر.
وتقول مي قابيل، الباحثة بقسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إننا إذا نظرنا إلى الموازنة العامة للعام المالي الحالي 2024-2025 نرى أن المخصصات في العام الجديد ستكون هي السداد. وشكلت الأقساط والفوائد على الديون المحلية والأجنبية وحدها ما يقرب من ثلثي إجمالي النفقات المخطط لها لهذا العام. وارتفعت الموازنة بنسبة 62%، بزيادة قدرها 6% مقارنة بالعام السابق. وتضيف أن ذلك يقلل من المجال المتاح للإنفاق على كل ما يمس حياة المواطنين، حيث لم يتبق سوى 38% من إجمالي التخصيص لتمويل الأجور والدعم وشراء السلع والاستثمارات وغيرها.
وتزداد مخاطر الديون الخارجية إذا أخذنا بعين الاعتبار هيكل تركيبتها من العملات الأجنبية، حيث أن الدولار الأمريكي هو المكون الرئيسي لعملات الديون الخارجية، إذ يشكل 67.5%، وبالتالي يزيد عبء الديون الخارجية، خاصة في حال حدوث أزمة. ارتفاع سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار .
الدين الخارجي وسعر الصرف
وزير المالية الأسبق د. وقدر محمد معيط أن كل زيادة جنيه في سعر صرف الجنيه أمام الدولار تكلف الموازنة القومية 110 مليارات جنيه، فإذا نظرنا إلى انخفاض سعر الصرف أمام الدولار خلال السنوات القليلة الماضية نجد أن سعر الصرف من زيادة 15 إلى 50 جنيها للدولار الواحد. ويمكننا التعرف على أحد أسباب التدهور… مستوى الدين الخارجي.
وسمحت مصر لعملتها بالانخفاض منذ بدء برنامج الإصلاح الاقتصادي التابع لصندوق النقد الدولي عام 2016، ما أدى إلى ارتفاع فواتير الفائدة ومعدلات الديون بسبب مكون الدولار فيها. كما ارتفعت معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، مما أدى لاحقا إلى زيادة سعر الفائدة المحلية للسيطرة على ارتفاع الأسعار.
وبسبب أزمة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، استمرت موجات التضخم حتى تم التوصل إلى اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي في عام 2022، ألزم مصر بسعر صرف مرن كشرط لمنح القرض سيتم تخفيض الجنيه أكثر من مرة، لذلك تسمح الحكومة بتخفيض سعر صرف العملة الوطنية أكثر من مرة. وخلال عامين (مارس 2022 إلى مارس 2024)، سيصل سعر الدولار إلى متوسط 48 جنيها حتى كتابة هذه السطور.
وإذا نظرنا إلى هيكل الدين حسب العملة، نرى أن الدولار الأمريكي هو المكون الرئيسي لعملات الدين الخارجية بنسبة 67.5%، مما يزيد العبء على الدين الخارجي، خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار. العملة الوطنية مقابل الدولار .
الديون والإنفاق الحكومي
وتقول مي قابيل، الباحثة بقسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إننا إذا نظرنا إلى الموازنة العامة للعام المالي الحالي 2024-2025 نرى أن المخصصات في العام الجديد ستكون هي السداد. وشكلت الأقساط والفوائد على الديون المحلية والأجنبية وحدها ما يقرب من ثلثي إجمالي النفقات المخطط لها لهذا العام. وارتفعت الميزانية بنسبة 62%، بزيادة قدرها 6% عن العام السابق.
وتضيف أن ذلك يقلل من المجال المتاح للإنفاق على كل ما يمس حياة المواطنين، حيث لم يتبق سوى 38% من إجمالي التخصيص لتمويل الأجور والدعم وشراء السلع والاستثمارات وغيرها.
التعليم وتراجع الإنفاق
وفي ظل سعي الحكومة لخفض عجز الموازنة والوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه المقرضين، انخفض الإنفاق على التعليم كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي بشكل ملحوظ، وفقًا للبنك الدولي، حيث وصل الإنفاق الحكومي على التعليم في مصر إلى حوالي 3.8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022. وهو أقل من المتوسط العالمي البالغ 4.8%. وقد أدى هذا الانخفاض في الإنفاق إلى نقص الموارد الأساسية مثل الكتب المدرسية والبنية التحتية المدرسية والرواتب الكافية للمعلمين. وبحسب موازنات الحكومة العامة للسنوات العشر الأخيرة، فإن خدمة الديون الداخلية والخارجية (أقساط الدين والفوائد) تستهلك أكثر من 50% من إجمالي مخصصات الإنفاق، في حين لم يستحوذ التعليم في هذه السنوات على أكثر من 10% منها. النفقات.
ورغم ارتفاع مخصصات التعليم في موازنة العام المالي 2024-2025، بحسب المبادرة الوطنية للحقوق الشخصية، بنحو 28% مقارنة بالعام السابق، إلا أن حصة هذا الإنفاق في الناتج المحلي الإجمالي واصلت تراجعها لتصل إلى 1.72%. % بدلا من 1.94% في العام السابق.
الديون الخارجية وجودة التعليم
لم يقتصر تأثير تضاعف الدين الخارجي على خفض الميزانيات المخصصة للتعليم فحسب، بل امتد إلى جودة التعليم، كما يقول تقرير اليونسكو حول التعليم في جميع أنحاء العالم لعام 2023. وبسبب نقص التمويل، بدأت المدارس تعاني من واكتظاظ الفصول الدراسية، ونقص المعلمين المؤهلين، وتدهور البنية التحتية، مما أدى إلى نشوء بيئة تعليمية غير مناسبة للطلاب.
دفعت الرواتب الضعيفة وظروف العمل القاسية العديد من المعلمين إلى البحث عن فرص عمل أخرى أو اللجوء إلى الدروس الخصوصية لتكملة دخلهم، مما أثر سلباً على مستوى التعليم في المدارس.
الديون والصحة
وتظهر الموازنات العامة للدولة للسنوات العشر الأخيرة أن المعدلات والفوائد على الدين الداخلي والخارجي (خدمة الدين) تجاوزت 50% من إجمالي الإنفاق في الموازنة، في حين أن النسبة المخصصة لقطاع الصحة لم تتجاوز 6% من إجمالي الإنفاق. إجمالي الإنفاق، وهو مؤشر على كيفية استهلاك خدمة الدين لموارد الدولة. ويحد من قدرتها على تطوير قطاعات أخرى.
كما ارتفعت مخصصات الإنفاق على الصحة في موازنة العام المالي الحالي 2024-2025 بنسبة 35.4% مقارنة بالعام السابق، لكن حصتها من الناتج المحلي الإجمالي انخفضت من 1.24% إلى 1.17%.
وينص دستور مصر لعام 2014 على أن تلتزم الحكومة بزيادة حصة الإنفاق على التعليم والصحة إلى حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي في غضون ثلاث سنوات. ويعتبر هذا الالتزام حقا دستوريا يجب تنفيذه فورا، حيث يخصص 6% من الناتج المحلي الإجمالي للتعليم الجامعي وما قبل الجامعي و3% للصحة. لكن البيانات تشير إلى أن هذه التخصيصات تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، ولم تصل إلى نسبة الاستحقاق الدستوري.
واعترف الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي بفشل الحكومة في تلبية الحد الأدنى المطلوب من الإنفاق العام على التعليم والصحة، وذلك بعد يومين فقط من تأكيد وزير المالية عكس ذلك أمام مجلس النواب.
لا داعي للقلق
وقال وزير المالية أحمد كوجاك خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن نتائج الأداء المالي للعام 2023/2024 إننا قمنا بتخفيض مستوى الدين الخارجي لسلطات الموازنة في العام السابق بسبب برنامج المقترح الحكومي الذي سنركز عليه وإنشاء أدوات تمويل جديدة خلال الفترة المقبلة لطرحها في السوق المحلية. وسوف نركز أيضاً على التمويل الميسر من خلال المؤسسات المالية الدولية ونستهدف أدوات وأسواقاً جديدة، بقيادة الصين واليابان.
وأضاف أن الحكومة تعمل على تحسين إدارة الدين وتقليل المخاطر المرتبطة بإعادة التمويل من خلال خفض عجز الموازنة وتوسيع الموارد الحكومية، مع ترشيد الإنفاق والحفاظ على فائض أولي مرتفع.
وأشار إلى أن نصف عائدات برنامج الاكتتاب العام يجب أن تذهب مباشرة إلى خفض الدين العام وأعباء خدماته، فضلا عن خفض مدفوعات الفائدة المتزايدة، من خلال اتباع سياسة تنويع مصادر التمويل بين الأسواق الداخلية والخارجية.
وكان وزير المالية الأسبق محمد معيط قد أشار إلى أن مصر تعتزم خفض الاحتياجات التمويلية الناشئة عن عجز الموازنة مع تمديد آجال الدين، بعد تحسين أسعار الفائدة ووضع سقف للضمانات الصادرة عن وزارة المالية ومراقبة حجم الدين. أصدرت ضمانات الدولة، كما تعمل على التفاوض على كافة الضمانات اللازمة وتخفيض رصيد ضمانات الدولة إلى الناتج المحلي الإجمالي بدءاً من العام المالي المقبل.
وفي خطوة إيجابية، قرر مجلس الوزراء في مارس الماضي تحديد سقف للدين العام قدره 16 تريليون جنيه، أي ما يعادل 96.4% من الناتج المحلي الإجمالي، بهدف خفض الدين تدريجياً بناءً على توصيات صندوق النقد الدولي.
حاجة ملحة
وقال أستاذ الاقتصاد وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع والإحصاء د. وأرجع وليد جاب الله ارتفاع الديون خلال العقد الماضي إلى زيادة الإنفاق الحكومي على مشروعات البنية التحتية التي اعتبرها حاجة ملحة لإعادة بناء الدولة المصرية بعد توقف طويل بسبب الاضطرابات السياسية في مصر.
وأضاف أنه مع بدء برنامج الإصلاح الاقتصادي لصندوق النقد الدولي في نوفمبر 2016، تعرضت الدولة لمخاطر الإرهاب وكان من الصعب إقناع القطاع الخاص بقبول المشاريع التنموية التي تنفذها الدولة، وهو ما كان انعكس ذلك على زيادة الإنفاق وبالتالي انعكس على مستوى الدين وأوضح أن الدولة متعطشة لهذه المشاريع من أجل تحفيز النمو الاقتصادي من جديد وتوسيع بنيتها التحتية. وقال إن الدين الخارجي لا يشكل خطرا على مصر على المدى المتوسط والطويل من حيث سداد الالتزامات، ولكن العبء سيظهر في عام 2024 حيث تلتزم مصر بسداد 42 مليار دولار للدائنين، وهو خطر كبير عليه وقال إن ذلك حدث في وقت كانت فيه مصر تعاني من نقص حاد في الموارد النقدية.
وتوقع أن تعود آجال استحقاق الديون إلى وضعها الطبيعي في بداية 2024-2025 وتتحسن بشكل كبير في 2025-2026، مع احتمال تحسن الظروف الاقتصادية العالمية، وهو ما سيؤثر بدوره على مصر.
الحلول
وللخروج من هذه الحلقة المفرغة من الديون، يرى أبو الفتوح، رئيس شركة الراية للاستشارات المالية والتدريب والخبير المصرفي، أن الأمر يتطلب اتباع حزمة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية لإدارة الديون. مع التركيز على الاستدامة المالية والنمو الاقتصادي الشامل.
وشدد على ضرورة ترشيد الإنفاق الحكومي وإجراء مراجعة شاملة لموازنة الدولة وإعطاء الأولوية للإنفاق على البنية التحتية والخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، مع وضع خطط واستراتيجيات شاملة لتنويع مصادر الدخل. بالإضافة إلى إصلاح القطاع العام وتنفيذ برنامج الحكومة لخروج الدولة من المؤسسات المملوكة للدولة غير الربحية وتحسين أداء المؤسسات العامة القائمة.
*تم إعداد هذا البحث بإشراف مركز تدريب نقابة الصحفيين ومؤسسة هيكل للصحافة العربية
وأض وأض بد بد برن برن ا ا القتص ا ا ا ا ك 2016 ك تو مخ ا ا ا ا ا ا ل ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ة struction و ذ ذ زي ا ا اوب ويب ا ا الدو ك ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت إعادة ت ت ت للإنفاق من أجل إنشاء شبكة تواصل مباشرة من الهند. وق إن الدين ل يمث يمث مصر يتع يتع يتع يتع يتع يتع يتع ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ع أن م دو دو دو المزيد ل م م يعتبره طفرة ك ك تعانت تعرف فيه ح ح مو ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا أجنبي.
العام القادم هو 2024-2025 وتتحسن بشكل واضح في العام مع احتمالات تحسين الظروف الاقتصادية التي ما تزال موجودة على مصر.
الحلول
و من ا ا ا ا ا ا ا ا ل ل ا و ا تب تب تب تب تب تب تب تب تب تب تب تب تب ا الح المزيد الدين، ا إلى تحقيق السطور المالية والنمو ال هنادي اشير.
ع لا محدد ا ا إنف مشهورة شام ميزش ا و إعطاء ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا ا استر واستر شش تنويع مص ا ا بج بج إص ا ا برن ا ا ا ا ا ا ا ا ا الدو من الشركه غير الاستراتيجيه المملوكة بالفعل، بالفعل تؤدي الشركات العامة القائمة .