نظراً للتطورات الأخيرة التي شهدها حزب الله اللبناني، والتي كان أبرزها اغتيال أمينه العام حسن نصر الله وانتخاب نعيم قاسم خلفاً له، فإن الحزب يمر بمرحلة حساسة تتطلب إعادة تقييم سياساته الداخلية والخارجية. لمواكبة التغيرات في المنطقة.
في هذا التقرير، تستعرض الشروق أمناء حزب الله منذ تأسيسه
صبحي الطفيلي (1989–1991)
بدأ حزب الله عملياته في أوائل الثمانينيات تحت قيادة صبحي الطفيلي، الذي قاد الحزب كأول أمين عام له. تميزت فترة الطفيلي بالتركيز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير جنوب لبنان، وواجه الحزب تحديات كبيرة في ترسيخ نفسه كقوة مقاومة ذات توجه إسلامي ثوري.
ومع مرور الوقت، اختلف الطفيلي مع قيادات الحزب حول التحول نحو السياسات بعد اتفاق الطائف، مما أدى إلى إقالته واستمرار معارضته لبعض سياسات الحزب فيما بعد.
عباس الموسوي (1991-1992)
وبعد إقالة الطفيلي، جاء عباس الموسوي أميناً عاماً وركز على تعزيز علاقات الحزب مع إيران وسوريا، مما زاد من الدعم اللوجستي والعسكري للحزب. إلا أن فترة قيادته لم تدم طويلاً حيث اغتيل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان عام 1992. وساهم اغتياله في زيادة شعبية الحزب وترسيخ علاقته بقاعدته الشعبية التي زاد تعاطفها معه.
حسن نصر الله (1992–2024)
وتولى حسن نصر الله قيادة الحزب بعد الموسوي، وأصبح من أكثر الشخصيات نفوذا في الحزب. وقاد نصر الله حزب الله إلى نجاحات عسكرية وسياسية كبرى، بما في ذلك تحرير جنوب لبنان في عام 2000 والانتصار في حرب عام 2006.
وتحت قيادته، توسع الحزب أيضًا ليصبح لاعبًا رئيسيًا على الساحة السياسية اللبنانية ويتمتع بنفوذ إقليمي كبير من خلال مشاركته في الصراع السوري ودعم حلفائه في العراق واليمن. وفي سبتمبر 2024، اغتيل نصر الله في غارة جوية إسرائيلية على مقر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
نعيم قاسم
أعلن حزب الله اللبناني، الثلاثاء 29 تشرين الأول/أكتوبر، انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما له خلفا للراحل حسن نصر الله.
وجاء في بيان قيادة الحزب: “انطلاقاً من الإيمان بالله عز وجل، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، والتمسك بمبادئ حزب الله وأهدافه، ووفقاً للآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، صوت مجلس الشورى لحزب الله لانتخاب الأمين العام”. سماحة الشيخ “نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله يحمل الراية المباركة في هذه المسيرة ويسأل الله تعالى أن يوفقه في هذه المهمة العظيمة لقيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية”.
شغل نعيم قاسم منصب نائب الأمين العام لحزب الله لأكثر من 30 عاماً، وكان من أبرز وجوه التنظيم. وأفاد حزب الله أنه تم انتخابه من قبل مجلس الشورى وفق قواعد الحزب. ولا يزال مكان وجوده غير مؤكد، لكن بعض التقارير تشير إلى أنه ربما لجأ إلى إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله.
ولد قاسم في بيروت عام 1953 لعائلة من جنوب لبنان وكان أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الله. منذ مقتل حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، ألقى قاسم ثلاث خطب متلفزة.
وفي إحدى خطاباته، ادعى قاسم أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد أمام إسرائيل لضمان العودة الآمنة لسكانها إلى الشمال. ووصف حزب الله في بيان رسمي حول ترقيته قاسم بأنه “حامل الراية المباركة في هذه المسيرة”.
