العرب

الضربة الإسرائيلية ضد طهران… تصعيد محسوب أم رد إيراني مرتقب؟

وأثار الهجوم الإسرائيلي الأخير على أهداف إيرانية “حساسة” التوترات في المنطقة وسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية، بحسب تصريحات تل أبيب، خاصة تحسبا لرد طهران على الهجوم واستهدفت الهجمات مصانع الصواريخ الإيرانية الكبرى، وهو ما ردت عليه طهران يوم الثلاثاء بالتهديد بشن ضربات “مدمرة” في عمق إسرائيل في الأيام المقبلة.

ورغم أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان لم يدفع طهران إلى التصعيد والرد، إلا أن الهجوم هذه المرة مختلف من حيث أن الحرس الثوري الإيراني هدد الإسرائيليين بمفاجآت لم يشهدوها من قبل ووجه لهم ضربات قاسية بشأن هجوم السبت في ردا على استخدام إيران للصواريخ ضد إسرائيل في أوائل أكتوبر.

1

هل سترد إيران على الهجوم؟

بتنفيذها محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في قلب طهران أثناء إقامته في إحدى ضيافة الحرس الثوري، هددت إيران إسرائيل بهجوم رد لم تقبله تل أبيب بعد بل وهددت برد من شأنه أن يغير ملامح الشرق الأوسط في غضون أيام قليلة، بل ومرت أيام أخرى دون أي رد ملموس حتى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والذي أعقبه رد إيراني مباشر. وفي هذا الصدد قال محلل الشؤون الإيرانية د. وأشار محمد خيري في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، إلى أن إيران كانت لديها الرغبة في الرد.

وقال خيري إن تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إضافة إلى توصيات المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أظهرت الرغبة في الرد على الهجمات الإسرائيلية، خاصة بعد الهجوم على موقع بارشين العسكري. في طهران وخسائر عسكرية واستهدفت أيضًا الصواريخ الباليستية التي هاجمت بها إيران إسرائيل سابقًا.

2

وحول طبيعة وآلية هذا الرد، أوضح خيري أنه يمكن أن يتجسد في عملية إيرانية محددة، سواء بشكل مباشر ضد إسرائيل أو من خلال عملاء إقليميين مثل جماعة أنصار الله الحوثيين، مع تفضيل إيران توجيه الضربة النهائية لنفسها محفوظة لهم. قبول الهجمات دون الرد عليها حفاظاً على صورة النظام أمام المجتمع الإيراني الداخلي، نظراً لمقتل ما يقدر بثلاثة جنود إيرانيين نتيجة هذا الهجوم.

تقييم الرد الإسرائيلي

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحاته أمس، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى تأثيره على قدراتها الدفاعية، أثر أيضاً على قدرة إيران على إنتاج صواريخ ضد إسرائيل، فيما ذكرت إيران أنها بفضل نظامها الدفاعي قادرة على التصدي للصواريخ الإسرائيلية. الصواريخ للتصدي، والتي اعترضت غالبية الصواريخ.

ومن ناحية أخرى قال د. وقال هاني سليمان، المحلل المتخصص في الشأن الإيراني، إن الرد الإسرائيلي كان محدودا بما يكفي للسماح لإيران بالتكيف دون الحاجة إلى التصعيد، مشيرا إلى أن إسرائيل استفادت من الضغوط الدولية لضمان تحرك إيراني محدود والردع وليس التصعيد الشامل.

3

وفي نفس الصفحة قال د. اتفق إسلام المنسي، المتخصص في الشأن الإيراني، على الحديث عن وجود تنسيق ثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، يهدف إلى الحد من تأثير الهجوم الإسرائيلي في الوقت نفسه، وإيصال رسائل واضحة، لتجنب التصعيد. .

وأضاف منسي أن الوساطة الأمريكية تمكنت من السيطرة على حجم الهجوم الإسرائيلي، مشيرا إلى أن واشنطن لعبت دورا مهما في الحد من التصعيد الإسرائيلي من خلال تقديم ضمانات استخباراتية وفرض عقوبات اقتصادية للضغط على الطرفين.

بينما د. ويرى هاني سليمان أن طهران لم تتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي بهذا المستوى المحدود، حيث تتجنب إسرائيل استهداف المنشآت النووية أو المواقع الاقتصادية الرئيسية في إيران، وهو ما يعتقد أنه يوفر بيئة مناسبة لحدوث ذلك. إيران لا ترد بالطريقة التي فعلتها عدم تجاوز الخطوط الحمراء بطريقة استفزازية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى