اقتصاد

بعد التعويم.. لماذا عادت مصر لرفع عائد أذون الخزانة ليتخطى 30%؟

قال مصرفيون ومحللون تحدث معهم ايجي برس، إن عودة وزارة الخزانة لرفع أسعار الفائدة على السندات الحكومية إلى مستويات مرتفعة، جاءت تحت ضغط إقبال المستثمرين على عوائد مرتفعة وحاجتها إلى تمويل لتغطية نفقاتها بسبب عجز الموازنة، تصحيحا للتحسن الظروف الحالية والقضاء على التشوهات في أسعار الفائدة.

وفي مناقصة أمس، قدمها البنك المركزي نيابة عن وزارة المالية، تجاوز العائد على أذون الخزانة لأجل ثلاثة أشهر 30 في المائة قبل التخفيضات الضريبية لأول مرة منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي.

وارتفع العائد على أذون الخزانة نحو 5% في الأشهر الستة الماضية، بعد أن انخفض متوسط العائد في أحد مزادات أبريل من العام الماضي إلى 25% قبل أن يرتفع مرة أخرى.

وتعد أذون الخزانة إحدى الأدوات المالية قصيرة الأجل في يد الخزينة، والتي يتم تبادلها أسبوعيا بشكل منتظم من خلال البنك المركزي لتجميع السيولة لتغطية النفقات.

ويرى محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، أن زيادة العائد على السندات الحكومية ليست كبيرة حيث أن الزيادة كانت تدريجية.

وأضافت نجلاء، أن زيادة عائد أذون الخزانة تخضع لآلية العرض والطلب، والتي تتمثل في توفير المستثمرين السيولة بأسعار فائدة واحتياجات مالية معينة لتمويل إنفاقهم والقبول بهذه الأسعار.

تصحيح التشوهات في أسعار الفائدة

ووصف أحد المحللين الاقتصاديين لايجي برس هذه الزيادة في أسعار الفائدة على السندات الحكومية بأنها خطوة لتصحيح الأوضاع القائمة من أجل القضاء على التشويه في أسعار الفائدة بين أسعار سندات الدين والأسعار المعلنة من قبل البنك المركزي.

وأوضح المحلل الاقتصادي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه على الرغم من أن العائد على أذون الخزانة كان أعلى من 30%، إلا أنه لا يزال أقل من المستوى الذي ينبغي تحقيقه قبل الضرائب عند 34%، وبالتالي فإن العائد المطبق يقارب ذلك العائد المعفى من الضرائب. يتوافق مع الإيداع في البنك المركزي.

وبلغ العائد على الإقراض والخصم لدى البنك المركزي 27.75%، فيما يبلغ العائد على أذون الخزانة بعد خصم 20% من إجمالي العائد نحو 24%، لذا فإن 3.75% أقل من سعر فائدة البنك المركزي يعتبر غير مقبول.

وأوضح المحلل الاقتصادي أن البنوك تفضل حاليا الاستثمار في الودائع الثابتة الأسبوعية بدلا من السندات الحكومية نظرا للعائد المرتفع الذي تقدمه، وهو ما دفع المالية إلى زيادة أسعار الفائدة.

قرار البنك المركزي بتغيير آلية الإيداع الأسبوعي في طرح السوق المفتوح يوم الثلاثاء من كل أسبوع من نظام التخصيص لقبول جميع مستويات السيولة التي تقدمها البنوك بعائد 27.75٪ أدى إلى اضطرار الصناعة المالية إلى زيادة أسعار الفائدة . قال أحد المحللين ايجي برس.

تحقق البنوك تقدمًا على الودائع الأسبوعية – وهي أداة البنك المركزي للحد من التضخم – مع فائض سيولة يتجاوز تريليون جنيه مصري في بعض العطاءات.

ورفع البنك المركزي سعر الفائدة بنسبة 19% في آخر اجتماعين ونصف قبل أن يتركها عند مستوى 27.25% للودائع و28.25% للقروض في الاجتماعات الأربعة الأخيرة.

الضغط من المستثمرين

وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، لايجي برس، إن ارتفاع أسعار الفائدة على السندات الحكومية يرجع إلى ضغوط المستثمرين للمطالبة بأسعار فائدة مرتفعة.

وأوضح أن عروض أذون الخزانة غير مرتبطة بقرارات البنك المركزي بشأن سعر الفائدة لأنها تعتمد على العرض والطلب بين المستثمرين والمؤسسات المالية.

وأكد عبد العال أن السندات الحكومية هي الأكثر طلبا من قبل الشركات والصناديق والأفراد لأنها توفر عوائد عالية ولا تشكل أي مخاطر باستثناء دفع العائد مقدما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى