العرب

متخصص بالعلاقات الدولية: هناك توافق غربي بشأن ضرورة الاستفادة من ثروات دول أفريقيا

وأضاف عارف خلال مداخلة هاتفية على موقع “الحدث” أن ألمانيا تحاول توسيع تواجدها في القارة الأفريقية عبر شركات عابرة للحدود وغيرها من الأساليب الخفية لعدة أسباب أولها إخفاء هذا التواجد عن الشعوب. هذه الدول وتجنب الاشتباكات المباشرة مع الدول الغربية الأخرى المتواجدة في المنطقة وعلى رأسها فرنسا.

وتابع عارف أن السياسة الألمانية تحركها سياسة الظل لأنها تريد تقليل اهتمام المنافسين المباشرين من الدول الأخرى الذين يريدون التواجد مع الدول الأفريقية وتجنب التواجد المباشر، بهدف تجاوز التنسيق السياسي من خلال المؤسسات الديمقراطية.

وأوضح أن برلين تسعى حاليا للحفاظ على موقعها القيادي في الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد على قدرة ألمانيا على شراء الغاز والنفط من روسيا بأسعار تنافسية. ومع اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، بدأت ألمانيا بالبحث عن طاقة روسية بديلة، ووجدت ما كانت تبحث عنه في دول القارة الأفريقية.

وأكد عارف أن اهتمام الغرب يتركز منذ فترة على ليبيا، الدولة الإفريقية صاحبة أكبر احتياطيات من الغاز والنفط، وأن ألمانيا تستغل المؤتمرات للتدخل في الشأن الليبي، فهي الجهة المنظمة والراعية لمؤتمر برلين 1 و2 في 2021 و2022 لبحث الأزمة الليبية وطرح المقترحات لحل الأزمة.

وتابع عارف: “هناك العديد من المنظمات الألمانية التي تهتم بتنمية التعاون الاقتصادي مع أفريقيا، مثل الرابطة الأفريقية الأفريقية والمنتدى الاقتصادي الألماني الأفريقي. كما تدعم ألمانيا عدداً من المنظمات غير الربحية “NGO” ذات الغرض نفسه، مثل حركة المعلومات الأفريقية التي تشارك في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع الخيرية، وكل هذا في إطار سياسة برلين الهجينة المتمثلة في التدخل غير المباشر في شؤون دول القارة الأفريقية. “

وشدد عارف على أن الاعتماد على المنظمات غير الربحية لضمان غزو ليبيا ليس كافيا. ولذلك بحثت ألمانيا عن الدول التي لها تواجد عسكري في البلاد ووجدت في إيطاليا وتركيا الشريك المثالي لتحقيق أهدافها، ووقعت إيطاليا اتفاقية تعاون في قطاع الغاز الإفريقي، وفي مايو وقعت برلين وروما وجنيف اتفاقية لذلك التعاون في بناء شبكة لنقل الهيدروجين من جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى المنطقة الشمالية.

وأشار عارف إلى أن الشراكة بين برلين وتركيا كانت معقدة إلى حد ما بسبب توتر العلاقات بين البلدين، لكن حدث تقارب في قضايا السياسة الدولية، وهو ما حدث في 21 أكتوبر بعد توقيع لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. غادر مع الرئيس الألماني المستشار أولاف شولتز، حيث أعرب أردوغان بعد الاجتماع عن رغبة تركيا في تحسين التعاون المشترك والتغلب على الإخفاقات السابقة في توريد منتجات الصناعة الدفاعية.

وأشار إلى أن التقارب بين برلين وأنقرة وروما تم تنفيذه مؤخرًا حيث تسعى تركيا وإيطاليا إلى إيجاد أرضية مشتركة في سعيهما لتوسيع نفوذهما الاقتصادي والدبلوماسي في إفريقيا حيث يركز البلدان على فرص التعاون في إفريقيا ومجالات التعاون. وزارة الأمن والطاقة والهجرة سعيدة بتراجع النفوذ الفرنسي في القارة.

كما أشار إلى أن التقارب والتوافق بين تركيا وإيطاليا دليل على وجود شريك مشترك بين البلدين وهو ألمانيا، واتفاق واضح بين جميع الأطراف على ضرورة الاستفادة من ثروات البلدين في القارة الأفريقية. بما يخدم مصالح دول القارة العجوز، وبشكل خفي لتجنب الصراع مع الشعوب الأفريقية أو مع الدول الساعية إلى النفوذ مثل باريس وواشنطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى