العرب

“اغتيال نصر الله”.. هل يكون بداية لنهاية الحرب؟

تصدرت جريمة اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله عناوين الأخبار والأعمدة والمقالات التحليلية في الصحف العالمية.

تباينت آراء المؤلفين حول ما يمثله هذا الاغتيال. ويرى البعض أنه مقدمة لوقف إطلاق النار في المنطقة، فيما يرى البعض الآخر أنه حدث قد يضع إيران أمام قرار مصيري وصعب.

1_11zon

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً تحليلياً يرى أن اغتيال نصر الله يجب أن يمثل بداية وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل حققت نجاحات عسكرية في الأيام الأخيرة ترسم صورة النصر الذي طالما سعت إليه، وقد رأى الجميع بأم أعينهم أن الاستراتيجية التي فشلت في غزة نجحت في لبنان.

ويفترض المقال أن إسرائيل، ممثلة بالجيش والمخابرات، تمكنت من استعادة الوجه الذي فقدته في هجوم 7 أكتوبر، واستطاعت أن تثبت بكل ما أوتيت من قوة قدراتها التكنولوجية لإظهار التفوق.

لكن “هآرتس” ترى أن على الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو أن تستثمر في الإنجاز العسكري وتحوله إلى جهد دبلوماسي يهدف إلى التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة الأسرى، بحيث يصبح الإنجاز انتصارا حقيقيا وليس مجرد لحظة مؤقتة. غزة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يقضي بانسحاب مقاتلي حزب الله إلى… خلف الليطاني.

“اغتيال نصرالله: ضربة مؤلمة، لكنها ليست ضربة قاتلة”.

2_11zon

ويعتقد ماكس بوت، محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن مقتل نصر الله من غير المرجح أن يشكل ضربة قاتلة لحزب الله. جذور المنظمة متجذرة بعمق في نسيج المجتمع اللبناني.

ويقول بوت: “إن نصر الله نفسه تولى قيادة حزب الله مطلع التسعينيات خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتيل في غارة إسرائيلية”. وتوقع أن يموت حزب الله بوفاة زعيمه، لكن نصر الله، الذي كان آنذاك رجل دين شاباً، أثبت أنه أكثر فعالية من الموسوي، وحوّل الحزب إلى أقوى قوة عسكرية غير نظامية في العالم.

ويضيف الكاتب أنه من المحتمل جدًا أن يُظهر خليفة نصر الله القادم، وهو على الأرجح قريبه هاشم صفي الدين، قدرات مماثلة لسلفه.

وأياً كان من سيخلف نصر الله، فسوف تكون أمامه مهمة ضخمة. تلقى حزب الله عدة هجمات من إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، وأصبح لديه الكثير مما يدعو للقلق بعد أن تمكنت الاستخبارات الإسرائيلية من اختراق صفوفه، ليس فقط من خلال تزويد الحزب بأجهزة إلكترونية متفجرة، ولكن أيضًا من خلال قدرتها على القيام بذلك عن كثب. يتتبع قادته وبالتالي فهو قادر على مهاجمتهم من الجو.

لكن الكاتب يرى أن حزب الله لا يزال بعيدًا عن الهزيمة. وتشير التقديرات إلى أن الترسانة تتراوح بين 150 ألفاً و200 ألف صاروخ وقذيفة. صحيح أن الهجمات الإسرائيلية دمرت جزءا منه، لكن هذه الترسانة لا تزال فعالة، ويمتلك الحزب، بحسب الكاتب، ما بين 40 إلى 50 ألف مقاتل مدربين تدريبا جيدا وجاهزين للقتال.

“اغتيال نصر الله وقرارات إيران المصيرية”

3af43c70-7e46-11ef-8389-01e0aa831e66_11zon

وفي صحيفة الغارديان البريطانية، كتب محرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور مقالاً بعنوان: “اغتيال نصر الله وضع إيران أمام خيار مصيري”.

ويبدأ وينتور مقالته بالقول إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان متبصراً عندما قال يوم الجمعة الماضي إن الأيام المقبلة ستحدد المسار المستقبلي للشرق الأوسط.

ومع تأكيد اغتيال نصر الله، أصبحت المنطقة على حافة الهاوية التي أراد بلينكن تجنبها.

ويقول المؤلف إن كل الأنظار الآن تتجه نحو إيران. ويمثل الرد على الاغتيال قرارا مصيريا حاولت طهران ورئيسها الإصلاحي دائما تجنبه.

وإذا قررت طهران أن تقتصر على الإدانات الغاضبة لتدمير إسرائيل، وهو حجر الزاوية في “محور المقاومة” الذي أنشأته تدريجياً على مر السنين، فإن مصداقية إيران سوف تصبح على المحك. لكن الكاتب يشتبه في أن براغماتية إيران قد تؤدي إلى الضغط على حزب الله لقبول خسارته والموافقة على وقف إطلاق النار، حتى لو لم يؤدي ذلك إلى وقف إطلاق النار في غزة.

ومن ناحية أخرى، إذا قررت طهران اتباع خيار الانتقام العسكري المباشر ضد إسرائيل، فيجب أن يكون لذلك الانتقام قيمة حقيقية. كما أنه سيدخل إيران في مواجهة مع قوة عسكرية أثبتت تفوقها التكنولوجي والعسكري. وبحسب وينتور، فمن الواضح أن المخابرات الإسرائيلية اخترقت حزب الله في لبنان وربما فعلت الشيء نفسه في إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى