العرب

“الناس يتساقطون من حولنا”.. مواطنة لبنانية تروي مشاهد الدمار بعد انفجارات البيجر بلبنان

“يُصاب الشبان في أيديهم وأعينهم ومنطقة الورك. يسقط الناس من حولنا دون أن نعرف سبب هذا السقوط المفاجئ. نخاف أن نسير بجانب بعضنا البعض.. مشاهد مجزرة بكل معنى الكلمة”، تقول سيدة لبنانية.

وأضافت لبي بي سي: “الوضع مخيف للغاية. مخاوفنا كمواطنين لبنانيين تتزايد يوما بعد يوم من احتمال اندلاع حرب شاملة”.

وأفادت فرق بي بي سي في لبنان عن مشاهد فوضوية حيث كانت سيارات الإسعاف تكافح للوصول إلى الجرحى، وأصبح السكان المحليون يشككون في أي شخص يستخدم الهاتف.

وفي آخر الإحصائيات، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار أجهزة الاتصالات إلى 37 قتيلا ونحو 3000 جريح خلال اليومين الماضيين.

وأوضح الوزير أن 12 شخصا قتلوا في الموجة الأولى من انفجارات أجهزة النداء يوم الثلاثاء، كما قتل 25 شخصا في الموجة الثانية من الانفجارات التي طالت أجهزة الاتصالات اللاسلكية يوم الأربعاء.

ماذا نعرف عن تفجيرات لبنان؟

ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية، قُتل 25 شخصا وأصيب ما لا يقل عن 450 آخرين في أحدث سلسلة من الانفجارات التي وقعت يوم الأربعاء بسبب أجهزة اتصال لاسلكية متفجرة.

وقعت الانفجارات بالقرب من حشد كبير كان قد تجمع لحضور جنازات أربعة من ضحايا انفجارات جهاز النداء المتزامنة التي وقعت يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة حوالي 3000 آخرين.

وزادت انفجارات الأربعاء من مخاوف اللبنانيين لأنها جاءت بعد يوم من هجوم مماثل ومتطور على الآلاف من أجهزة الاتصالات اللاسلكية الخاصة بأعضاء حزب الله.

مواطن لبناني يوضح مخاوفه بعد يومين داميين نتيجة انفجارات أجهزة الاتصالات: «نحن في الجنوب لا نخفي مخاوفنا وقلقنا، خاصة أن لدينا عائلات وأطفال ونساء وشيوخ».

بينما قال مواطن لبناني يقيم في منطقة الجميزة بالعاصمة بيروت لبي بي سي إن التفجيرات أعادت ذكريات انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات.

وأضافت: “الدماء في كل مكان، شيء فظيع.. علي أن أسافر لحضور مؤتمر هذا الأسبوع، لكني لم أعد أعرف هل يجب أن أفعل ذلك أم لا؟ كل اللبنانيين في حيرة وقلق في هذه اللحظة”.

واتهم حزب الله إسرائيل، لكن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا حتى الآن التعليق.

ورغم أن إسرائيل لم تعلق رسميا على الهجمات، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية قولهم: “إن الحكومة الإسرائيلية لم تتلاعب بالعبوات الناسفة، بل قامت بتصنيعها كجزء من عملية تزوير متقنة”.

كما نقلت الصحيفة عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قولها إن معدات الاتصالات المتفجرة التابعة لحزب الله جاءت من شركة تعتبر منظمة واجهة إسرائيلية.

وقد نفت شركتان مقرهما في تايوان والمجر، متهمتان بتصنيع أجهزة اتصال لاسلكية، مسؤوليتهما، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام. وقالت شركة يابانية تصنع أجهزة اتصال لاسلكية إنها توقفت عن إنتاج هذا الطراز منذ عقد من الزمن.

1_11zon_11zon

تسلسل الأحداث

2_11zon_11zon

وبدأت الموجة الأولى من الانفجارات حوالي الساعة 3:45 مساء بالتوقيت المحلي (12:45 بتوقيت جرينتش) يوم الثلاثاء في العاصمة اللبنانية بيروت وعدة مناطق أخرى في البلاد.

وأفاد شهود عيان أنهم رأوا دخاناً يتصاعد من جيوب الناس قبل أن يشاهدوا انفجارات صغيرة تشبه الألعاب النارية وطلقات نارية.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن أجهزة الاستدعاء تلقت رسائل قبل الانفجار يبدو أنها قادمة من قيادة حزب الله.

وذكرت رويترز أن الانفجارات استمرت لنحو ساعة بعد الانفجارات الأولية. وسرعان ما وصل عشرات الأشخاص إلى المستشفيات في جميع أنحاء لبنان، وأفاد شهود عيان عن حدوث ارتباك كبير في غرف الطوارئ.

ووقعت مشاهد مماثلة في أنحاء البلاد في سلسلة أخرى من الانفجارات حوالي الساعة 5:00 مساءً بالتوقيت المحلي (2:00 مساءً بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء.

ونقلت رويترز عن مصدر أمني قوله إن معدات الاتصالات اللاسلكية التي تم الكشف عنها في الانفجار اشتراها حزب الله قبل خمسة أشهر.

ثم وقع انفجار واحد على الأقل في بيروت بالقرب من جنازة بعض ضحايا هجوم الثلاثاء، مما أثار الذعر بين الناس بالقرب من المواكب الجنائزية. وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد قُتل 20 شخصاً وجُرح ما لا يقل عن 450 آخرين.

قصف حزب الله على الحدود الشمالية

ذكرت وسائل إعلام لبنانية اليوم الخميس أن حزب الله هاجم نقطة تمركز للجنود الإسرائيليين في منطقة الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، مما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 16 آخرين.

كما أفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف فسفورية بشكل مكثف داخل الأراضي اللبنانية، وسمع صوت مروحية إسرائيلية تعمل على إخلاء الجرحى.

بينما ذكرت صحيفة هآرتس أن ثمانية إسرائيليين أصيبوا في غارات لحزب الله على المناطق الشمالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى