العالم

بعد هجوم البيجر.. ما هي قدرة حزب الله على رد الضربة لإسرائيل؟

منذ اندلاع الصراعات الحدودية مع إسرائيل، حاول حزب الله اللبناني عدم الانزلاق إلى حرب شاملة ولم يتجاوز دور دعم غزة، لكن على مدار عام يبدو أن الحرب تأخذ منحى نحو الشمال. عانى حزب الله من عدة هجمات إسرائيلية على مدار الحرب، لكنه حافظ على التزامه، خاصة بعد اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في غارة جوية إسرائيلية على الضواحي الجنوبية لبيروت. ويقول الخبراء إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة تمثل مستوى مختلفا من الصراع.

هدد حزب الله إسرائيل بـ”حساب عسير” رداً على “مذبحة الثلاثاء”، قائلاً إن هذا الرد المتوقع مستقل عن دعم غزة.

ويتمتع الحزب بقدرات عسكرية كبيرة مقارنة بما هو موجود في غزة، حيث تضم ترسانته عدداً كبيراً من الصواريخ القادرة على الوصول إلى مناطق مختلفة في إسرائيل، وبعضها قادر على حمل رؤوس حربية ثقيلة مثل بركان- ليحمل صاروخاً لا يستطيع الجيش الإسرائيلي حمله. ويقول الحزب إنه قادر على حمل رأس حربي يزن 300 و500 كيلوغرام.

في ظل هجوم اليوم والأمس الذي تضمن تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية “بيجر” و”آيكوم” المملوكة لعناصر حزب الله، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 26 شخصاً وإصابة نحو 3250 آخرين، فإن شبكة اتصالات حزب الله تثير تساؤلات حول قدرتها على الرد.

ويرى الخبير العسكري اللبناني العميد الياس حنا أن الهجوم الإسرائيلي كبير جدا لكنه لن يؤثر على قدرات حزب الله الميدانية.

وأضاف حنا في حديث لروسيا اليوم: “أعتقد أن تأثير الهجوم كان نفسياً فقط ولن يؤثر على سياق العمل الميداني للحزب، وسيظل قادراً على تنفيذ هجمات مؤلمة، خاصة ضد العدو. “حاول الحصول على نوع من الميزة الأرضية.”

وبعد هجوم الأمس، تعهد حزب الله بمواصلة عملياته ضد إسرائيل، مؤكدا أنه “سيواصل اليوم، كما في كل يوم، عملية دعم غزة والدفاع عن لبنان”.

ويقول الخبير العسكري اللبناني إن خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله غدا من المرجح أن يثير مرة أخرى المشاكل النفسية لأعضاء الحزب.

في حين قال الباحث السياسي اللبناني مكرم رباح: إن «حزب الله لا يملك القدرة ولا التكنولوجيا للرد بشكل موازٍ له أو حتى قريب منه، لأن ذلك سيكون ضربة موجعة لإسرائيل».

وأضاف في حديثه لروسيا اليوم: “لقد رأينا من قبل أن حزب الله يدعي أنه لا يريد استخدام التقنيات العالية لأنه يريد فقط الدعم لجبهة غزة، لكن ما يحدث الآن هو خير دليل على ذلك”. إنها لا تمتلك التكنولوجيا، لكنها لا تملك حتى البروتوكول الأمني اللازم لمواجهة عدو مثل إسرائيل.

تشير التقارير الأمريكية إلى أن الموساد الإسرائيلي تمكن من اختراق سلسلة التوريد الخاصة بمعدات الاتصالات اللاسلكية الخاصة بحزب الله، والوصول إلى شحنة أجهزة الاستدعاء الخاصة به وتفخيخها، وأن القنابل، بمجرد توزيعها، سقطت في أيدي أنصار الحزب.

كما انتقد خبراء عسكريون قيام الحزب بتوزيع أجهزة اتصالات موحدة على مختلف مستويات هيكله التنظيمي، وهو ما قال خبراء إنه خطأ عسكري تتجنبه الجيوش النظامية.

ويقول رباح إن الهجوم هو محاولة لمهاجمة حزب الله وشل حركته وجره إلى الحرب بحيث يصبح الحزب هو المعتدي ومن هنا يمكن للحكومة الأمريكية والمجتمع الدولي الوقوف إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب المستمرة.

وفيما يتعلق بدعم إيران للحزب في مواجهته مع إسرائيل، رأى أن موقف طهران لا يختلف عن موقف الحزب: “إن دخول إيران المباشر في الحرب يعني أن الحرب لن تكون بين حزب الله وإسرائيل، بل إنها ستكون كذلك”. مواجهة واسعة النطاق بين العالم وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى: «هذا أمر لا تريده طهران».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى