المشاط: الاستثمار في تعليم وصحة ومهارات النساء يعزز الإنتاجية ويؤثر إيجابيًا على معدلات النمو
لقد ساهمت الأزمات العالمية المتعاقبة في ارتفاع معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم، وأعاقت عملية التنمية في البلدان النامية والناشئة
دكتور. شاركت رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس” بسويسرا تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي” حيث تناولت قضايا مستقبل النمو وستتم مناقشة التضخم والمساواة بين الجنسين ومستقبل التنمية في القارة الأفريقية في العديد من جلسات مناقشة المنتدى.
وأكدت المشاط، خلال مشاركة المشاط في جلسة بعنوان “سد الفجوة بين الجنسين من أجل الاقتصادات المرنة”، أن تحقيق المساواة بين الجنسين أمر لا بد منه لتحقيق نمو شامل واقتصاد مرن وانتقال عادل، مضيفة أنه من المتوقع أن يؤدي سد الفجوة بين الجنسين إلى سيؤدي إلى مضاعفة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال العقد المقبل، حيث من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 20%، بحسب تقرير البنك الدولي. ومن الممكن أن تزداد ريادة الأعمال بأكثر من 20% في عام 2024 من خلال القضاء على فجوات التوظيف.
وأضافت أن زيادة إنتاجية المرأة تساهم في إحداث تأثير إيجابي على الاقتصاد من خلال الاستثمار في تعليمها ومهاراتها وصحتها، وتسهيل حصولها على فرص العمل اللائق وإعطاء صوتها، مشيرة إلى أن المساواة بين الجنسين، عامل محفز في الأعمال التجارية و فالتمويل هو الاستقرار الذي يحسن القدرة على التعافي من الصدمات.
-لقاء قادة مستقبل النمو
حضر المشاط اجتماع قادة نمو المستقبل مع فيصل الإبراهيم، وزير الاقتصاد والتخطيط في المملكة العربية السعودية، ولورنس سمرز، مدير مركز مسفر رحماني للأعمال والحكومة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد راغورام جي راجان، أستاذ المالية بكلية شيكاغو بوث لإدارة الأعمال هوفمان، رئيس مجلس إدارة شركة ماسيلاس، وساميلا زوبيرو، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية.
وتحدث وزير التخطيط والتعاون الدولي عن توقعات النمو العالمي، والتي من المتوقع، بحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي، أن تبلغ نحو 3.3% خلال العامين الحالي والقادم، وهي نسبة تقل عن المتوسط التاريخي البالغ نحو 3.7%. مما يشير إلى توقعات بتحسن النمو في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والتباطؤ الذي تواجهه أوروبا والبلدان النامية.
وحول السرد الوطني للتنمية الاقتصادية، أوضحت أنه من خلال التكامل بين آليات التخطيط والتعاون الدولي، تعمل الوزارة على تعظيم الاستفادة من الموارد المحلية والأجنبية وحسن استغلالها لتحقيق النمو الشامل والمستدام. دمج وزارتي التخطيط والتعاون الدولي يهدف إلى تعزيز وتعظيم دور الوزارة على مستوى إعداد وتنفيذ ومتابعة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحفيز جهود الدبلوماسية الاقتصادية لتعزيز تمويل التنمية، حتى تحقيق نمو اقتصادي عالي الجودة ومستدام وشامل وتعظيم الشراكات الدولية لتحقيق التنمية الاقتصادية في مصر، وهو ما تعمل عليه الوزارة بالفعل. من خلال الاستفادة من الموارد المتاحة للمؤسسات الدولية لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر وجهود توطين الصناعة وغيرها من المجالات.
– النمو المستدام في زمن مضطرب
من جهة أخرى، شاركت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في جلسة بعنوان “النمو المستدام في عصر مضطرب” حضرتها كريستالينا جورجييفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، وميريك دوسيك المدير العام للصندوق العالمي. منتدى الصندوق الاقتصادي وجيتا جوبيناث، النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي، وريبيكا جرينسبان، الأمين العام للأونكتاد وآخرين.
وقالت إن التحديات العالمية المستمرة منذ عام 2020، فضلاً عن التوترات الإقليمية والدولية، ساهمت في الحد من معدلات النمو، خاصة في الاقتصادات النامية والناشئة، وأوضحت أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم العالمي مع تشديد البنوك المركزية هدفها مع بداية عام 2025. من أجل تخفيف السياسة النقدية. ومعه الاتجاه نحو المزيد من تدابير السياسة النقدية الطبيعية التي تهدف إلى تحفيز النشاط الاقتصادي دون المساس باستقرار الأسعار.
وأكدت أن التنويع الاقتصادي يعد أحد العوامل الأساسية الداعمة لاستدامة الاقتصاد، من خلال التحول نحو القطاعات الإنتاجية والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، الذي يسهم في ظهور صناعات جديدة وخلق الملايين من فرص العمل الجديدة يتطلب إعادة هيكلة المهارات المطلوبة والتدريب الموجه نحو السوق.
وأوضحت أن تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي ضروري لكنه غير كاف لتحقيق النمو المستدام والاقتصاد المرن، وأن الاستقرار يجب أن يكون مصحوبا بسلسلة من الإصلاحات الهيكلية التي تساعد على معالجة الاختلالات قصيرة المدى وتحسين الاستقرار على المدى الطويل.
– التضخم في الماضي والحاضر والمستقبل
وشاركت المشاط في حلقة نقاشية بعنوان “التضخم في الماضي والحاضر والمستقبل” شارك فيها جوليو فيلاردي محافظ بنك البيرو المركزي، ومارتن شليجل رئيس مجلس إدارة البنك الوطني السويسري، ومارتن وولف من صحيفة فايننشال تايمز.
وأشارت إلى أن معدلات التضخم في مصر تتزايد تدريجيا منذ عام 2020 بسبب جائحة كورونا وتأثيرها الاقتصادي على مستويات الأسعار، وأن هذه الاتجاهات عززتها الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى زيادة التضخم في مختلف الأسواق الناشئة. وساهمت الأسواق الناشئة في تطوير الأسواق.
وأوضحت أن مصر تعمل حاليا على سلسلة من الإجراءات المتناقضة والمتكاملة، على مستوى ضبط أوضاع المالية العامة، واستهداف معدلات التضخم من خلال السياسة النقدية، فضلا عن إدارة الإنفاق الرأسمالي وتحديد سقف للاستثمار العام بما لا يسمح بذلك. يؤدي إلى انخفاض معدلات التضخم.
وتحدث وزير التخطيط والتعاون الدولي عن السياسات الحمائية المتوقعة للولايات المتحدة الأمريكية والتي من الممكن أن تشكل مخاطر على معدلات التضخم والأسعار في العديد من الدول.
كما أشارت إلى نجاح جهود إنهاء الحرب في غزة والأثر الذي سيكون له على عودة حركة الشحن إلى قناة السويس خلال الفترة المقبلة، مما قد يزيد من تدفقات النقد الأجنبي إلى السوق المحلية، لافتة إلى أن مصر لديها ومنذ مارس 2023، اتخذت الدولة خطوات متتالية لمعالجة آثار ارتفاع معدلات التضخم. وبالإضافة إلى ذلك، تم اتخاذ التدابير التي ساعدت على تعزيز الثقة بين المستثمرين المحليين والأجانب ووفرت الأساس لاستقرار الاقتصاد الكلي.