لعبة الكراسي السورية.. 9 أشهر غيرت وجه المنطقة
في أقل من عام، حدثت تغيرات جذرية في التحالفات والتوازنات السياسية في الشرق الأوسط. في شباط/فبراير 2024، جلس وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى جانب بشار الأسد في دمشق، حيث كانت تربط بين إيران وسوريا علاقات استراتيجية وثيقة.
لكن الأحداث تسارعت بشكل كبير وأدت إلى لقاء في ديسمبر 2024 بين أحمد الشرع “الجولاني” ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان على الكرسي نفسه الذي كان يشغله الأسد بعد فراره بسبب تدهور الأوضاع في سوريا.
وفي شباط/فبراير 2024، التقى بشار الأسد بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في القصر الرئاسي بدمشق. وركز اللقاء حينها على تعزيز العلاقات الثنائية والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية، وخاصة دعم غزة.
لكن في شهر مايو/أيار من ذلك العام، تعرضت طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث أدى إلى مقتله هو وعدد من المسؤولين البارزين، بمن فيهم وزير خارجيته حسن عبد اللهيان. وشكل الحادث ضربة كبيرة للنظام الإيراني حيث فقدت طهران أحد أبرز قادتها في إدارة ملفات المنطقة.
وفي سبتمبر 2024، تزايدت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع إيران وحلفائها في سوريا. استهدفت الهجمات مواقع استراتيجية وأسفرت عن خسائر فادحة في قوات المحور.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2024، انتهى العام بهروب بشار الأسد من دمشق بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على دمشق، وظهر لاحقاً في الملف أحمد الشرع “الجولاني”. القصر الرئاسي في دمشق بجانب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وحمل اللقاء رسائل واضحة حول تغير التوازن السياسي في سوريا، حيث أصبحت تركيا لاعباً رئيسياً في المشهد الجديد.