في خطوة مفاجئة، عين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعيم حزب اليمين القومي، جدعون ساعر، لتولي حقيبة وزارة الخارجية التي كان يشغلها يسرائيل كاتس في السابق.
وقال راديو الجيش الإسرائيلي إن جدعون ساعر وافق على تولي وزارة الخارجية بعد إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت واستبداله بإسرائيل كاتس.
جدعون سار هو صاحب العبارة الشهيرة: “من يبدأ حربا ضد إسرائيل سيعاقب بخسارة الأرض”، وحذرت منه أهالي الأسرى بعد أن ترددت مؤخرا أنباء عن احتمال توليه حقيبة وزارة الدفاع بدلا من جالانت.
وقالت أهالي الأسرى في بيان سابق إن تعيين وزير للدفاع “سيكون اعترافا واضحا من قبل رئيس الوزراء بقراره تسليم الأسرى بشكل نهائي”، وذكرت أن “عضو الكنيست صاع” وكان قد أعرب في السابق بشكل واضح وعلني عن معارضته لاتفاق إعادة الأسرى، ووصفه بأنه شروط للتسليم.
وبعد حرب 7 أكتوبر واندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال جدعون سار في مقابلة مع القناة 12 العبرية: “يجب أن يكون قطاع غزة أصغر في نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس”.
ويعرف ساعر بمواقفه المتطرفة ودعمه للأمن القومي وسياسات الاستيطان، فهو يرفض أي تنازلات بشأن أمن الاحتلال ويدعم استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، وهو ما يعكس ميوله اليمينية المتطرفة.
واشتهر جدعون سار بمعارضته لحل الدولتين، حيث كرر في مقابلاته: “من الخطأ العودة إلى فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، حيث أعلن عام 2020 أنه “لن تكون هناك دولة مستقلة بعد الآن”. “دولة بين الأردن والبحر”.
جدعون ساعر، من مواليد عام 1966، بدأ حياته السياسية بانضمامه إلى حزب الليكود، حيث شغل عدة مناصب مهمة وأصبح عضوا في الكنيست عام 2003.
خلال فترة وجوده كعضو في الكنيست، سرعان ما صعد ساعر ليصبح أحد الأسماء البارزة في الحزب، حيث تولى حقيبة وزارة التربية والتعليم بين عامي 2009 و2013 ثم حقيبة وزارة الداخلية بين عامي 2013 و2014. وتزامنت هذه الفترة مع تزايد نفوذه في المشهد السياسي الإسرائيلي.
لكن المفاجأة جاءت عام 2014 عندما أعلن ساعر استقالته من وزارة الداخلية واعتزاله الحياة السياسية، موضحا أن قراره جاء بناء على رغبته في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته.
إلا أن عدة تقارير أشارت إلى أن السبب الحقيقي لاستقالته هو تزايد الخلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خاصة في ظل اختلاف الآراء حول عدد من القضايا الداخلية والسياسات الحزبية، وهو ما دفع ساعر إلى الابتعاد عن المشهد السياسي لفترة. .
وعاد ساعر إلى السياسة عام 2019 وتحدى نتنياهو نفسه على زعامة حزب الليكود، مما زاد الخلاف بينهما. لكن محاولته لم تكن ناجحة، مما دفعه إلى تأسيس حزب جديد عام 2020 تحت اسم “الأمل الجديد”.
أراد ساعر أن يعبر حزبه عن رؤيته السياسية المستقلة وطموحاته لمستقبل إسرائيل. وتمكن الحزب من كسب تأييد جزء من اليمين الإسرائيلي وحقق حضورا كبيرا في الانتخابات.
في عام 2021، عاد ساعر إلى السلطة كجزء من حكومة التغيير، وشغل لفترة وجيزة منصب نائب رئيس الوزراء. وهناك واصل دعوته لتعزيز الأمن الإسرائيلي واتخاذ موقف متشدد تجاه ما وصفه بالتهديدات الأمنية.
