اقتصاد

ارتفاع الدولار أمام الجنيه.. خبراء: آليات العرض والطلب السبب.. والزيادة تظهر المرونة وعدم سيطرة المركزي

الدولار يرتفع 41 قرشا في 4 أيام ويتجاوز 49 جنيها

سجلت أسعار صرف الدولار ارتفاعا أمام الجنيه في البنوك المحلية بنحو 31 إلى 41 قرشا منذ بداية نوفمبر مقارنة بأسعارها عند بداية تعاملات الخميس الماضي 31 أكتوبر 2024، ليتجاوز الدولار 49 جنيها للدولار. للمرة الثانية منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والمحللين المصرفيين هذه الزيادة إلى آليات العرض والطلب على الدولار، لا سيما في سياق توجيهات البنك المركزي الأخيرة لتوفير العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد كافة السلع، وليس فقط السلع الأساسية. السلع التي ذهبوا إليها افترضت أن الدولار سيستمر في الارتفاع، لكنه سيظل أقل من 50 جنيها.

وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرج، طلب المستثمرون من ممثلي صندوق النقد الدولي تفاصيل حول استقرار سعر صرف الجنيه المصري على مدى فترات طويلة، رغم التزام السلطات بسعر صرف مرن. وقال جهاد أزعور: “ندعو السلطات إلى ضمان ذلك ويستمر الحفاظ على مرونة العملة.”

ارتفاع الدولار بعد فترة طويلة من الاستقرار

ويتمتع الجنيه بفترات طويلة من الاستقرار منذ يونيو/حزيران الماضي، حيث بلغ متوسطه 48 جنيها مقابل الدولار، بينما كان هناك استثناء في أغسطس/آب عندما تجاوز مؤقتا 49 جنيها بسبب عمليات البيع الواسعة في الأسواق الناشئة.

وارتفع سعر العملة بنحو 38 قرشا إلى 49.07 جنيها عند الشراء و49.17 جنيها عند البيع، مقابل 48.69 جنيها عند الشراء و48 بنهاية تعاملات البنك الأهلي وبنك مصر والمصرف المتحد. 79 جنيها للبيع عندما بدأت التعاملات الخميس الماضي.

كما ارتفعت العملة الأمريكية بنحو 41 قرشاً في البنك التجاري الدولي، مسجلة 49.10 جنيه شراء و49.20 جنيه بيعاً، مقابل 48.69 جنيه شراء و48.79 جنيه بيعاً في بداية تعاملات العام الماضي الخميس.

وارتفع السعر بنحو 39 قرشا إلى 49.10 جنيها عند الشراء و49.20 جنيها عند البيع في بنك قناة السويس. وفي بنك البركة ارتفع بنحو 41 قرشاً إلى 49.10 جنيهاً عند الشراء و49.20 جنيهاً عند البيع. وارتفع في بنك أجريكول بنحو 31 قرشاً إلى 49.02 جنيهاً عند الشراء و49.12 جنيهاً عند البيع، بينما ارتفع في بنك الإسكندرية 34 قرشاً إلى 49.09 جنيهاً. عند الشراء و49.19 جنيه عند البيع.

وارتفع سعر العملة الخضراء في مصرف أبوظبي الإسلامي بنحو 35 قرشاً إلى 49.11 جنيهاً عند الشراء و49.20 جنيهاً عند البيع، مقابل 48.76 جنيهاً عند الشراء و48.85 جنيهاً عند البيع.

زيادة الطلب على واردات «جميع السلع»

قال محمد أنيس الخبير الاقتصادي، إن تحركات سعر الدولار وارتفاعه فوق مستوى 49 جنيها في الأيام الحالية، تأتي ضمن مرونة سعر صرف الجنيه أمام الدولار، في إطار حركة السوق وعملياته. العرض والطلب على الدولار، خاصة في ظل سياسات البنك المركزي. وهذا الأخير يسمح للبنوك بتوفير الدولار اللازم لاستيراد السلع، وليس فقط السلع الأساسية.

وأضاف أنيس أن الزيادة طبيعية ولا تدعو للقلق فهي ليست نتيجة حدث غير عادي يمكن أن يؤثر على سعر الدولار، موضحا أن السعر التوازني الصحيح في الوقت الحالي هو 48 جنيها مع تذبذب هامش 48 جنيها انخفاضا أو زيادة 5%، أي أن متوسط سعر الدولار يتراوح بين 46 و50 جنيها للدولار الواحد وبالتالي فإن الحركة الحالية ضمن هذا المتوسط.

وأشار إلى أن حركة الأسعار استجابة لعمليات العرض والطلب تؤكد مرونة سعر الجنيه وغياب سيطرة البنك المركزي المباشرة على الجنيه.

وفي 6 مارس، سمح البنك المركزي بتحديد سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية على أساس آليات العرض والطلب، وفي اجتماع استثنائي رفع أسعار الفائدة على الجنيه بمقدار 600 نقطة أساس، مما أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه إلى مستوى 50 جنيهًا للدولار الواحد. ثم عاود الارتفاع تدريجياً ليصل إلى مستويات 46 و48 جنيهاً للدولار، في وقت كان يتداول فيه الدولار نحو 70 جنيهاً في السوق الموازية.

التوترات الجيوسياسية وتأثير قناة السويس

وأرجع أحمد شوقي، الخبير المصرفي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، انخفاض قيمة الجنيه خلال الأيام الأخيرة إلى ارتفاع حجم الطلب والعرض على العملات الأجنبية، فضلا عن تصاعد أسعار صرف العملات الأجنبية. ويعود سبب ارتفاع سعر الصرف إلى التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، مما أدى إلى تراجع كبير في إيرادات قناة السويس وخروج أموال شكلت نسبة كبيرة من إيرادات الدولار في الفترة الماضية.

وقال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في أكتوبر الماضي، إن إيرادات قناة السويس انخفضت في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري بنسبة 60% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وتوقع شوقي، في تصريحاته لـ«الشروق»، أن يستقر سعر الدولار دون مستوى الـ50 جنيها، وأرجع ذلك إلى وجود احتياطي من النقد الأجنبي يقارب 47 مليار دولار، تستطيع الحكومة من خلاله السيطرة على الصرف. معدل نسبيا.

الاستهلاك العقلاني

من جانبه، قال ناصر حسن الخبير المصرفي، إن انخفاض قيمة الجنيه يعود إلى قيام البنك المركزي بتكليف البنوك بتوفير الدولارات لاستيراد السلع غير الأساسية، وهو ما أدى في المقابل إلى ارتفاعها. في الطلب على العملات الأجنبية لتوريد.

وأضاف حسن لـ«الشروق»، أن البنك المركزي يتبع سياسة ترشيد استهلاك العملات الأجنبية، موضحا أنه إذا فتح الباب أمام استيراد السلع غير الأساسية فمن الممكن أن يحدث انخفاض كبير في قيمة الجنيه.

وأوضح أن الأيام المقبلة ستظهر عند أي مستوى يمكن أن يتوقف سعر الدولار بناء على مدى توفير الدولار للسلع غير الأساسية.

وبحسب ستة مصرفيين تحدثوا لـ«اقتصاد الشرق مع بلومبرج» الخميس الماضي، فإن البنك المركزي أمر البنوك العاملة بإنفاق الدولارات على خطابات الاعتماد المستندية لاستيراد السلع غير الأساسية، التي يتطلب استيرادها موافقة مسبقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى