جناح الأمم المتحدة في المنتدى الحضري يسلط الضوء على جهود مصر لتمكين نظام جديد من المدن المتوازنة
في إطار فعاليات اليوم الافتتاحي للدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، استضاف جناح الأمم المتحدة في مصر حلقة نقاش حول “النظام الحضري المتوازن للتحول الأخضر والنمو الشامل في المناطق الحضرية والريفية”.
وذلك بهدف إطلاق دعوة للعمل الجماعي للبناء على الجهود الحالية في مصر لمعالجة النظام الحضري غير المتوازن، ومن خلال تضافر الجهود، تمكين نموذج جديد للمدن المتوازنة التي تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأدار مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في مصر، أحمد رزق، مناقشة الجلسة، التي شاركت فيها المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، إيلينا بانوفا، ود. عبد الخالق إبراهيم نائب وزير الإسكان، ود. وحضر هشام الهلباوي نائب وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية، والمهندس عمرو لاشين نائب محافظ أسوان، وجيدو كلاري رئيس المركز الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط ببنك الاستثمار الأوروبي، ولمياء كمال شاوي المدير. مركز ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمناطق والمدن، ود. سلمى يسري، مديرة برنامج التنمية الحضرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
• نموذج النظام الحضري المتوازن
بدأت الجلسة بكلمة ترحيبية ألقاها مدير مكتب موئل الأمم المتحدة في مصر. ثم قدمت سلمى يسري، مديرة برنامج التنمية الحضرية في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، نموذج النظام الحضري المتوازن.
وفي كلمتها خلال الجلسة، لفتت إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، الانتباه إلى الاختلالات بين المدن المصرية، وأشارت إلى بيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والتي بموجبها تولد القاهرة الكبرى 54% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، بينما تساهم مدينة الإسكندرية بنسبة 15%.
وقال كبير مسؤولي الأمم المتحدة في مصر إن القاهرة تهيمن بشكل خاص على الاقتصاد المصري بسبب تركز الوظائف والشركات الكبيرة والاستثمارات الخاصة في وقت تفتقر فيه العديد من المدن المصرية الأخرى إلى القدرة على الحفاظ على النمو القوي وخلق فرص العمل وكذلك حركة الناس للوصول إلى القاهرة. والإسكندرية – التي تمثل أكثر من 70% من الهجرة الداخلية – مما يزيد الضغط على الخدمات والإسكان والوظائف.
وأضافت: كل هذا يساهم في خلق حلقة مفرغة حيث يغادر الناس المدن الصغيرة بسبب محدودية فرص العمل، مما يقلل من جاذبية هذه المناطق كمراكز اقتصادية ويزيد من تقليل الفرص الاقتصادية لسكانها.
• دور الأمم المتحدة في دعم التنمية على نطاق أوسع
وشددت بانوفا على دور الأمم المتحدة في تنسيق الجهود المختلفة لدعم تنمية أكثر شمولا وتوازنا تساهم في تعزيز أهداف التنمية المستدامة ونمو الناتج المحلي الإجمالي، مشيرة إلى أن نهج النظام الدولي في مصر يهدف إلى تنمية أكثر توازنا بين مختلف البلدان. تعتمد المدن والمناطق على الجهود المنسقة التي تبذلها جميع المنظمات الدولية للمساعدة في تعظيم فوائد الخبرة الجماعية للنظام الدولي.
وأوضحت بانوفا أن العديد من وكالات الأمم المتحدة تنشط بالفعل على المستوى المحلي في جميع أنحاء مصر، وتعمل مع مختلف القطاعات الديموغرافية والجغرافية والاقتصادية، وهو ما أحدث فرقًا في تعزيز التنمية خارج المناطق الحضرية الكبيرة، مشيرة إلى أن هناك حاجة لتوسيع نطاق نطاق هذا العمل.
• تحديد أهداف التنمية المستدامة
وأشارت أيضًا إلى أن الأمم المتحدة في مصر ستطلق قريبًا برنامجًا مشتركًا بين الوكالات بشأن توطين أهداف التنمية المستدامة، بمشاركة برنامج الأمم المتحدة للتسوية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة اليونيسيف، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة المشترك لأهداف التنمية المستدامة.
ومع أن المدن تمثل أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن التوسع الحضري هو المفتاح إلى الرخاء. ومع ذلك، فإن النمو الحضري السريع في مصر ترك المدن غير قادرة على الاستجابة لاحتياجات السكان، لا سيما بسبب تأثير تغير المناخ، مما أدى إلى زيادة عدم المساواة وأنماط الهجرة، فضلا عن اتساع فجوة الفقر في العديد من المدن.