تسريبات نتنياهو.. فضيحة جديدة تلاحق رئيس وزراء إسرائيل وسط اتهامات بالتضليل
خففت محكمة إسرائيلية الأحد أمر حظر النشر في قضية تتعلق بتسريب معلومات سرية يُزعم أنها تتعلق بمستشار إعلامي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ويشتبه النقاد في أن هذه التسريبات قد تكون تهدف إلى توفير غطاء سياسي لنتنياهو وسط محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة في غزة، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الأحد.
ونفى نتنياهو ارتكاب أي مخالفات وادعى أن الشخص المتهم بسوء السلوك لم يكن له أي دور في المناقشات الأمنية أو الوصول إلى المعلومات الحساسة، كما دعا علنا إلى رفع أمر حظر النشر.
سمحت محكمة إسرائيلية بالكشف عن اسم المشتبه به الرئيسي في قضية التسريبات المتعلقة بنتنياهو، إيلي فيلدشتاين، الذي كان أحد المستشارين الإعلاميين لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن القضية تتعلق بالكشف عن معلومات سرية لوسيلتين إعلاميتين أوروبيتين. وبحسب ما ورد، لم يكن إيلي فيلدشتاين، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نتنياهو، يعمل رسميًا ولم يكن لديه تصريح أمني. وانضم فيلدشتاين إلى نتنياهو كمستشار بعد أسابيع من هجمات 7 أكتوبر 2023 وعمل سابقا مستشارا لوزير أمن الحزب الوطني اليميني المتطرف إيتامار بن جفير.
ولم تكشف المحكمة عن أسماء ثلاثة مشتبه بهم آخرين يجري التحقيق معهم أيضًا على خلفية قضية التسريبات، حسبما أوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريرها.
ويقال إن الوثائق المسربة كانت الأساس لمقالة فقدت مصداقيتها على نطاق واسع في صحيفة جويش كرونيكل اللندنية، والتي تم سحبها لاحقًا. وزعم المقال أن حماس خططت لنقل السجناء من قطاع غزة عبر مصر، وهي ادعاءات كانت الدافع الرئيسي لنتنياهو للسيطرة على محور فيلادلفيا.
وبالإضافة إلى ذلك، نُشر مقال في صحيفة بيلد الألمانية جاء فيه أن حماس تستخدم المحادثات كوسيلة للحرب النفسية ضد إسرائيل. كما تبين أن هذه المقالة كاذبة وغير صحيحة بسبب التسريبات.
وأعربت وسائل إعلام إسرائيلية ومراقبون آخرون عن شكوكهم بشأن المقالات، مشددين على أنها تدعم مطالب نتنياهو في المحادثات وتبرئه من المسؤولية عن فشلها. ظهرت هذه المقالات في الوقت الذي دعا فيه نتنياهو إلى سيطرة إسرائيلية دائمة على ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر، وهو مطلب تم الإعلان عنه لأول مرة خلال الصيف. ورفضت حماس هذا الطلب واتهمت نتنياهو بتعمد تخريب المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر.
ويبدو أن المقالات كانت بمثابة غطاء سياسي حيث واجه نتنياهو انتقادات شديدة من عائلات السجناء وجزء كبير من الجمهور الإسرائيلي، الذي اتهمه بالفشل في التوصل إلى اتفاق. وبلغت الانتقادات ذروتها في أوائل سبتمبر/أيلول مع احتجاجات حاشدة ودعوات إلى إضراب عام بعد مقتل ستة سجناء عندما حاولت قوات الاحتلال الوصول إليهم.
أدى التسريب إلى فضيحة في صحيفة ذا جويش كرونيكل، حيث استقال كتاب الأعمدة البارزون احتجاجًا على المقالات التي فقدت مصداقيتها. وبينما حذفت الصحيفة التي تتخذ من لندن مقرا لها المقال المعني، أشارت وقتها إلى عدم رضاها عن بعض مزاعمها.
وادعى المقال، الذي حذفته صحيفة بيلد، أن حماس لم تأخذ المفاوضات على محمل الجد وكانت تستخدم الحرب النفسية لتأجيج الانقسامات داخل إسرائيل، وهو ما أشار إليه نتنياهو في اجتماع مع حكومته بعد نشر المقال.
ودافع نتنياهو مرة أخرى عن المقال في بيان صدر في نهاية الأسبوع، قائلاً إن المقال كشف عن أساليب حماس في ممارسة الضغط النفسي على الحكومة الإسرائيلية والجمهور من خلال إلقاء اللوم على إسرائيل في فشل محادثات إطلاق سراح السجناء.
وبينما ردت حماس على تلك التصريحات حينها بالقول إنها لن تفرج عن العشرات من أسراها إلا مقابل وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، أكدت الحركة أن هذه المطالب كما تغيرت بعد اغتيال زعيمهم يحيى السنوار.
ويحاكم نتنياهو، الذي غالبا ما يصفه منتقدوه بأنه مهووس بالصورة، بتهمة الفساد في ثلاث قضايا منفصلة، اثنتان منها تتضمن مزاعم بأنه قدم خدمات لأقطاب وسائل الإعلام مقابل تغطية إيجابية.
وقلل مكتبه من أهمية القضية الأخيرة، واتهم القضاء بالتحيز وأشار إلى العديد من التسريبات الأخرى طوال فترة الحرب. كما نفت أن يكون للتسريب المذكور أي تأثير على محادثات وقف إطلاق النار.
وقال مكتب نتنياهو في بيان يوم السبت إن الوثيقة ساعدت فقط في جهود إعادة السجناء ولم تضر بهم بالتأكيد. وأضاف أنه علم بالوثيقة فقط عندما تم نشرها، بينما يقول منتقدوه إن المزاعم أكثر خطورة بكثير.
ووصف يوآف ليمور، الكاتب في صحيفة “يسرائيل هيوم” المؤيدة لنتنياهو، ما حدث بأنه أحد أخطر القضايا التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق، مشيراً إلى أن “الضرر الذي سببته يتجاوز نطاق الأمن القومي ويشتبه في أن رئيس الوزراء قد ينذر بالخطر”. وكان مكتب الوزير يعمل على إحباط تجارة الأسرى رغم أن ذلك يتعارض مع أهداف الحرب.
وبحسب مقطع فيديو نشره مكتبه، لم يذكر نتنياهو هذه القضية خلال زيارة إلى الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان يوم الأحد.