العالم

بعلبك اللبنانية.. تعرف على تاريخ المدينة التي هددت إسرائيل بقصفها

حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، سكان بلدة بعلبك شرقي لبنان من ضرورة إخلائها. وقد يكون هذا بداية لتوسيع حملتهم ضد معاقل حزب الله خارج جنوب البلاد.

وكان عدد سكان بعلبك يبلغ نحو 80 ألف نسمة قبل أن تصعد إسرائيل هجماتها على حزب الله اللبناني هذا الشهر وهي مركز حضري رئيسي في وادي البقاع.

وتشتهر بآثارها الرومانية الشاهقة ويسيطر عليها حزب الله.

لمحة تاريخية عن مدينة بعلبك

تقع بعلبك في شرق لبنان، وتعتبر من أهم المعالم التاريخية والأثرية في العالم حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين وقد تركت العديد من الحضارات بصماتها على هذه المدينة العريقة.

تقع بعلبك في وسط سهل البقاع، وتحيط بها جبال لبنان الشرقية والغربية، مما يمنحها مناخاً متنوعاً ومناظر طبيعية خلابة.

وتتميز عن غيرها بكثرة التحف التي جعلت منها وجهة سياحية هامة لمحبي التاريخ والتحف.

تعود أصول بعلبك إلى الفترة الكنعانية، حيث كانت المدينة تُعرف باليونانية باسم “هليوبوليس” أو “مدينة الشمس”، نظراً لقدسيتها وارتباطها بآلهة الشمس.

في القرن الأول قبل الميلاد. وفي القرن الرابع قبل الميلاد، خضعت بعلبك للحكم الروماني وتطورت لتصبح مركزًا ثقافيًا ودينيًا ضخمًا، حيث بنى الرومان مجمع المعابد الذي كان من أكبر المجمعات الرومانية خارج روما.

وأشهر هذه المعابد معبد جوبيتر ومعبد باخوس ومعبد فينوس، والتي لا تزال أجزاء منها موجودة وتعتبر من الأمثلة الرائعة على العمارة الرومانية.

المعبد الروماني في بعلبك

يعد معبد جوبيتر من أبرز معالم بعلبك. بني كأكبر معبد في الإمبراطورية الرومانية، ويتميز بأعمدة ضخمة يصل ارتفاعها إلى حوالي 22 متراً ويعتبر من الأكبر في العالم.

ويتميز معبد باخوس أيضًا بتفاصيله المعمارية المعقدة، والتي تم الحفاظ عليها جيدًا وتعكس القوة الروحية والثقافية للموقع في ذلك الوقت.

معبد فينوس أصغر نسبيًا وربما كان مخصصًا في الأصل لخدمات الكنيسة.

بعلبك في العصرين الإسلامي والعثماني

ومع دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي، أصبحت بعلبك جزءاً من الدولة الإسلامية وواصل سكانها العيش والازدهار هناك.

تأثرت بعلبك بالفن الإسلامي وزينت مبانيها بالأقواس والزخارف. وفي العهد العثماني، قام العثمانيون بترميم بعض المباني وأضافوا الأسواق والخانات حفاظاً على دور بعلبك كمدينة تجارية وثقافية مهمة.

وفي العصر الحديث، أصبحت بعلبك وجهة سياحية رئيسية في لبنان، حيث تستضيف مهرجان بعلبك الدولي الذي يجمع فنانين وموسيقيين من جميع أنحاء العالم ويقام بين أعمدة المعابد الرومانية، ويستقطب آلاف الزوار سنوياً.

ويلعب المهرجان دوراً مهماً في تعزيز هوية لبنان الثقافية والتاريخية ويساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي من خلال السياحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى