العرب

الانتخابات الأمريكية.. تصريحات بايدن تضع هاريس في ورطة وحملة ترامب تستغل الأزمة

قبل أسبوع من الانتخابات الأمريكية، أثارت تصريحات الرئيس جو بايدن، التي وصف فيها أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب بـ”القمامة”، ردود فعل واسعة وجدلا ساخنا في الأوساط السياسية الأمريكية.

وفي محاولة لاحتواء هذه الأزمة، نأت نائبة الرئيس كامالا هاريس بنفسها عن هذه التعليقات، مؤكدة أنها لا توافق على انتقاد الأفراد لقراراتهم السياسية، مؤكدة على أهمية تمثيلها لجميع الأميركيين، بغض النظر عن توجهاتهم السياسية.

صورة 1 هاريس

وجاءت تعليقات بايدن المثيرة للجدل خلال تجمع افتراضي انتقد فيه الرئيس خطاب أحد أنصار ترامب في حدث في ماديسون سكوير جاردن وصف فيه المتحدث بورتوريكو بأنها “جزيرة قمامة عائمة”.

وفي محاولة للتنديد بهذا الخطاب، قال بايدن إن “القمامة الوحيدة” التي يراها متداولة هي أولئك الذين يتخذون تلك المواقف، مشيرا إلى أن خطاب الكراهية ضد اللاتينيين غير مقبول وغير أمريكي. لكن كلماته فُسرت على أنها انتقاد عام لمؤيدي ترامب وأثارت موجة من السخط حتى بين بعض الديمقراطيين.

وحاول بايدن لاحقا توضيح تصريحاته على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، مؤكدا أن وصفه بـ”القمامة” كان يستهدف فقط الخطاب العنصري الموجه إلى اللاتينيين وليس بأي حال من الأحوال إلى أنصار ترامب.

كما أشار متحدث باسم البيت الأبيض إلى أن الرئيس كان يشير إلى “مؤيد” محدد وليس “أنصار” ترامب بشكل عام، وذلك من أجل تهدئة الأجواء وتجنب سوء الفهم.

صورة 2 هاريس

وفي هذا الصدد، سارعت هاريس إلى التعبير عن موقفها، قائلة للصحافيين إنها لا توافق على انتقاد المواطنين على أساس ميولهم السياسية، وشددت على أن وظيفتها هي تمثيل جميع الأميركيين، بغض النظر عما إذا كانوا يؤيدونها أم لا.

وذكرت هاريس أن “موقفي كان واضحا منذ بداية مسيرتي المهنية وأعتقد أن عملي هو تمثيل الجميع”، مؤكدة أنها ستواصل العمل من أجل بناء بلد شامل يضم جميع الأميركيين بغض النظر عن خلفياتهم أو قراراتهم السياسية. .

وأضافت هاريس أنها إذا انتخبت رئيسة فإنها ستبذل قصارى جهدها لخدمة جميع المواطنين، حتى أولئك الذين لا يدعمونها. وتأتي هذه التصريحات في وقت تحاول هاريس ترسيخ صورة قيادية جامعة ومتسامحة، والنأي بنفسها عن إثارة الأزمات أو الانخراط على الهامش مع خصومها.

w,vm 3 ihhvds_11zon

ولم تقتصر ردود الفعل على تصريحات بايدن على الدائرة الجمهورية فحسب، بل شملت أيضا بعض الديمقراطيين، الذين أعربوا عن قلقهم من تأثير هذه التعليقات على الحملة الانتخابية. وذكرت بعض المصادر أن هناك اضطرابات داخل فريق حملة هاريس حيث تم إرسال رسائل تعبر عن استياء بعض المؤيدين الذين اعتبروا تصريحات بايدن تهديدا لفرص الحزب في الانتخابات، خاصة في هذا الوقت الحساس.

في المقابل، سارع فريق ترامب إلى استغلال تصريحات بايدن، معتبرا أنها تظهر ازدراء لمؤيدي الرئيس السابق. وهاجمت هاريس وحملتها، زاعمة أنهم ينظرون إلى الأمريكيين الذين يدعمون ترامب في ضوء أقل شأنا.

وتأتي هذه الحملة وسط جهود الجمهوريين لتسليط الضوء على بايدن وهاريس كزعيمين متعصبين يفتقران إلى روح الوحدة الوطنية، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير على قاعدة ناخبيهما.

صورة 4 هاريس

في المقابل، دافع حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز عن هاريس، لافتا إلى أن تصريحات بايدن جاءت نتيجة “إحباطه” من خطاب ترامب العنصري، موضحا أن موقف الرئيس لم يكن عاما بل استهدفه في خطاب معين.

وأضاف والز أن هاريس تترشح للرئاسة بناء على رؤية توحد الجميع وأنها تظهر بوضوح احترامها لجميع الناخبين. وقال والز في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي نيوز”، إن “الرسالة التي يركز عليها هاريس هي رسالة بناء دولة شاملة تضمن حقوق الجميع، وهذا ما يجب أن يركز عليه الناخبون”.

وشدد والز على أن هاريس، باعتبارها المرشحة الأولية للحزب، تمثل رؤية وطنية تقوم على قيم العدل والمساواة وتعمل جاهدة لضمان شعور كل مواطن بالانتماء، بغض النظر عن ميوله السياسية. يعتقد والز أن رسالة هاريس الواضحة لدعم الوحدة الوطنية يجب أن تكون محور الاهتمام، خاصة في ظل الاستقطاب السياسي المتزايد داخل البلاد.

صورة 5 هاريس

ورغم محاولات بايدن وحملته التوضيح، إلا أن تصريحاته الأخيرة لا تزال تثير الجدل داخل الحزب الديمقراطي، مما دفع بعض المسؤولين إلى التعبير عن قلقهم بشأن التأثير المحتمل لهذه الأخطاء على نتائج الانتخابات.

وبحسب مصادر داخل الحملة، فإن هناك قلقا متزايدا من تصريحات بايدن المتكررة، التي يرون فيها تهديدا لصورة الحزب وجهوده الانتخابية، خاصة في ظل حساسية الوضع الحالي وضرورة الحفاظ على الوحدة الداخلية.

وفي النهاية، تسعى هاريس جاهدة إلى إبعاد نفسها عن أي تصعيد غير ضروري، وتركز على رسالتها المتمثلة في الوحدة والتمثيل الشامل لجميع مناحي الحياة، وهو ما تسعى إلى التأكيد عليه في جميع تصريحاتها.

ويعتقد المحللون أن هذه التصريحات التصالحية يمكن أن تساهم في تحقيق الهدوء النسبي. لكن التحدي الأكبر الذي يواجه الديمقراطيين يظل هو السيطرة على تأثير هذه التصريحات قبل يوم الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى