موقع استراتيجي هام.. أسباب استهداف الجيش الإسرائيلي لمدينة صور اللبنانية
سقطت مدينة صور التاريخية في جنوب لبنان ضحية لهجمات عنيفة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، رغم أنها لم تتعرض لهجوم منذ بدء الغزو.
لكن مع بدء المفاوضات السياسية، عادت صور إلى الواجهة من جديد من قبل قوة الاحتلال، وهي تعلم جيداً أن المفاوض عن الجانب اللبناني، نبيه بري، ورئيس مجلس النواب اللبناني، جزء من هذه المدينة. أهمية استراتيجية.
تبحث صحيفة الشروق الأسباب المشتركة وراء وحشية جيش الاحتلال المتزايدة ضد مدينة صور في جنوب لبنان.
-الضغوط السياسية
نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني والمسؤول عن المفاوضات باسم حزب الله، من مدينة صور. كما تعد المدينة الحاضنة الشعبية لحركة أمل التي يقودها بري، حيث عملت الحركة على إعادة بناء المدينة وإدارتها منذ عام 1985، بحسب كتاب الاستقطاب الشيعي والصراع في جنوب لبنان.
– الحاضنة الشعبية
وتعتبر مدينة صور من أولى وأكبر مدن الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها حزب الله، إذ بدأ الوجود الشيعي فيها أواخر القرن السابع عشر على يد أحمد الصغير وعائلته، بحسب كتاب الشيعة اللبنانيين تحت الحكم العثماني.
وأظهرت الصور نشأة حركة أمل على يد الزعيم موسى الصدر، الذي بدأ العمل في المدينة الجنوبية في ستينيات القرن الماضي، بحسب كتاب “لبنان ساحة حرب الشرق الأوسط”.
وشهدت صور أولى عمليات حزب الله ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1983. وكانت هذه عملية انتحارية قُتل فيها 90 جندياً من جنود الاحتلال، أعقبتها عمليتان لحزب الله وحركة أمل قتل وجرح فيهما العشرات من جنود الاحتلال.
انسحبت قوات جيش الاحتلال من مدينة صور وضواحيها عام 1985 بسبب هجمات مستهدفة، مما جعلها من أوائل المدن التي تحررت من الاحتلال.
-موقع استراتيجي
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن سبب الهجمات على مدينة صور هو تدمير قواعد الصواريخ التي استهدفت المناطق الساحلية في عكا ونهاريا.
ورغم عدم مصداقية ادعاءات المتحدث الإسرائيلي، إلا أن صور تعتبر موقعاً مهماً للهجمات، كونها شبه جزيرة داخل المياه يسهل منها السيطرة على السواحل ومهاجمة المستوطنات الساحلية في الأراضي المحتلة.
ومن الجدير بالذكر أن مدينة صور تمثل عائقاً كونها مكاناً يصعب على جيش الاحتلال دخوله في الغزوات البرية السابقة للبنان، إذ يكتفي جيش الاحتلال في أغلب الأحيان بتوجيه ضربات جوية إلى المدينة بدلاً من مهاجمتها اقتحاماً.