منظمة التحرير الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بإلغاء قوانينها العنصرية ضد الأونروا
أدانت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية مصادقة الكنيست الإسرائيلي على القراءة الثانية والثالثة لقانون حظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل، وخاصة في القدس المحتلة، وإلغاء الامتيازات والحصانات التابعة للأمم المتحدة الممنوحة لها منذ عام 1949، والتحذير من أثر القوانين الإسرائيلية في تقويض ولاية الأونروا وعملها في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
وقال أحمد أبو هولي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دائرة شؤون اللاجئين: إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل حربها الممنهجة ضد الأونروا بهدف إنهاء عملها واستبدالها بمنظمات إنسانية أخرى. وشدد على أن حق اللاجئين في العودة هو حق الاحتلال القسري “في إطار جهوده لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم الأصيل في العودة وإلغاء وضعهم كلاجئ وتغيير معايير الحل السياسي المستقبلي من جانب واحد”. ولم يتم رفعه وهو حق يكفله القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
واعتبر أبو هولي أن القانون الإسرائيلي الذي تم تبنيه يعد انتهاكا واضحا ومباشرا لميثاق الأمم المتحدة ومقاصدها وشروط عضويتها فيها، واعتداء صارخ على أجهزتها ومنظماتها والأعراف والاتفاقيات الدولية، واعتداء صارخ على الأمم المتحدة. يمثل الانتهاك ضد الأمم المتحدة قرارات الجمعية العامة المتعلقة بحصانة وحماية المنظمات الدولية، بما في ذلك القرار رقم 302 بإنشاء الأونروا بموجب المادة 17 وقرار مجلس الأمن رقم 2730 المعتمد بتاريخ 24 مايو 2024، والذي يطالب الدول بالاحترام والحماية ومؤسسات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، ويتناقض مع قرار محكمة العدل الدولية ورأيها القانوني بأن إسرائيل لا تتمتع بالسيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس.
وحذر من العواقب الوخيمة للقانون الإسرائيلي الذي أقره الكنيست وأدرجه في النظام القانوني لدولة إسرائيل على آفاق الحل السياسي والسلام والأمن في المنطقة، والنظام المتعدد الأطراف، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وعلى الاستجابة الإنسانية الطارئة المتعددة الأطراف، والتي تمثل فيها الأونروا العمود الفقري والركيزة لاحتياجاتها الأساسية في قطاع غزة، حيث تمثل شريان الحياة والأمل لـ 1.9 مليون نازح في مواجهة حرب الجوع والإبادة والتهجير المستمرة. والتي تستمر لأكثر من سنة.
وذكر أبو هولي أن القانون الإسرائيلي يغلق كافة أبواب التعامل مع الأونروا كمنظمة دولية ذات حصانة دبلوماسية وينهي كافة الاتفاقيات الثنائية بما فيها اتفاقية كوماي الموقعة في 14 يونيو 1967، ويوقف عمل موظفي الأونروا ومرافقها في غرب الضفة بما في ذلك. القدس وقطاع غزة هدف للاحتلال الإسرائيلي وهدف لسياسات وقرارات الحكومة الإسرائيلية اليمينية بمنع عملها وإغلاق مكاتبها ومدارسها في مدينة القدس المحتلة ضمن مناطق نشاطها القرار التأسيسي رقم 302.
وأشار إلى أن إسرائيل بدأت حربها ضد الأونروا قبل ثلاث سنوات وعملت على تشويه صورتها ووسمها بالإرهاب لمنع تمويلها. كما هاجمت مقرها وأطلقت قطعان المستوطنين لإحراق مقرها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ومنعت مفوضها العام من دخول إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 233 موظفا، واعتقال المئات و200 من مرافقها في وهدم قطاع غزة دون تحرك أممي لحمايته، مما شجع إسرائيل على إنهاء عملها من خلال القوانين العنصرية التي أقرتها.
وذكر أبو هولي أن استمرار إفلات إسرائيل من العقاب والدعم الأمريكي لها، في ظل غياب الإجراءات الرادعة ضد إسرائيل، شجعها على المضي قدما في انتهاك القانون الدولي وميثاق الولايات المتحدة أمام أعين وآذان العالم والدول الأعضاء. وقراراتها، فضلا عن الاعتداءات على المنظمات الدولية وعلى رأسها الأونروا، مشيرا إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي هاجمت ميثاق الأمم المتحدة ومنظماتها، بل وتمادت في اعتداءاتها وتحدي قراراتها دون رادع.
وشدد أبو هولي على أن القوانين المحلية للدول لا تعلو على القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وأن إسرائيل ليس لها سيادة على تفويض الأونروا وعملها، وباعتبارها قوة محتلة، فهي ملزمة باستخدام مرافق الأونروا وولايتها القضائية وحصانتها لاحترام القدس.
ودعا المجتمع الدولي إلى معارضة بقوة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى القضاء على الأونروا أو تقويض ولايتها، وإلزام سلطة الاحتلال باحترام تفويض الأونروا وحصانة كياناتها، وتزويدها بالحماية لمنح ووقف التحريض الذي وجهه ضدها. وشددت حكومة الأونروا اليمينية على أن حماية ولاية الأونروا مطلوبة من الدول الأعضاء وستواصل عملها في جميع مناطق عملياتها الخمس، بما في ذلك القدس المحتلة، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي عادل لقضية اللاجئين. وفقا للقرار 194.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عرض القوانين الإسرائيلية على الجمعية العامة لمناقشة الانعكاسات العملية لهذه القوانين واتخاذ الإجراءات الرادعة والكافية لمنع تنفيذها على أرض الواقع. العامة للأونروا لاتخاذ الإجراءات القانونية والطعن فيها عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة وإحالتها إلى محكمة العدل الدولية.
وقال: “نريد تنفيذا حقيقيا لمواقف الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعمة للأونروا من خلال اتخاذ إجراءات رادعة ضد إسرائيل لإجبارها على الامتثال لقرارات الأمم المتحدة واحترام ولاية الأونروا”.
ويجب أن يكون صوت الأحرار في العالم أعلى للضغط على إسرائيل لإلغاء قوانينها العنصرية ضد الأونروا”.