العالم

بعد الهجوم اللبناني.. المسيرات سلاح متعدد المهام يمكنه توجيه ضربات موجعة للعدو بتكلفة منخفضة

وفي خطوة فريدة وغير متوقعة، أعلن حزب الله اللبناني هجومه على معسكر اللواء الجولاني الإسرائيلي في مدينة بنيامينا شمال الأراضي المحتلة، بسلسلة مسيرات هجومية رداً على مجازر عام 2014 التي ارتكبتها إسرائيل في بيروت والبقية. لبنان أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين. وأصيب العشرات.

وقال الحزب إن طائراته بدون طيار عالية الجودة تمكنت من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون أن يتم اكتشافها والوصول إلى هدفها والانفجار في الغرف التي كان يقيم فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين كانوا يستعدون للمشاركة في الهجوم على لبنان، بما في ذلك كبار المسؤولين. – رتب الضباط.

وأكد بيان حزب الله أن هجوم المسيرة جاء ردا على سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة على حي النويري والبسطة في العاصمة بيروت وبقية المناطق اللبنانية، وهدد إسرائيل بالمزيد من الهجمات إذا واصلت مهاجمة لبنان.

في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن السلطات الأمريكية تشعر بالقلق إزاء تحليق طائرات مسيرة مجهولة فوق مواقع عسكرية في البلاد.

وذكرت سكاي نيوز أنه على الرغم من عدم نشر أي معلومات تقريبًا علنًا، فمن المعتقد أن المسيرات لم ينفذها هواة، بل ربما كانت من قوة معادية مثل الصين أو روسيا.

وفي تطور منفصل، أعلنت كوريا الجنوبية أن جارتها الشمالية تستعد للانضمام إليها في تفجير طرق مدججة بالسلاح عبر الحدود، مع تصاعد الحرب الكلامية بين الجانبين بعد أن اتهمت كوريا الشمالية جارتها بتحليق طائرات بدون طيار فوق عاصمتها بيونغ يانغ. لقد أرسلت.

اتهمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بإرسال طائرات بدون طيار لتوزيع “عدد كبير” من المنشورات المناهضة لكوريا فوق بيونغ يانغ، وهو ما وصفته بأنه استفزاز سياسي وعسكري قد يؤدي إلى صراع مسلح.

لكن ماذا نعرف عن المسيرات؟ ومتى تم استخدامها في الحروب؟ لماذا يتم استخدامه؟ ما هو الغرض منه؟

وتناولت دراسة نشرها مركز الجزيرة للدراسات، أعدها باحث متخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، تاريخ الطائرات بدون طيار وأنواعها ومستقبلها تحت عنوان “الطائرات بدون طيار: التكنولوجيا والتداعيات العسكرية والاستراتيجية”.

وأكدت الدراسة أن المسيرات برزت مؤخرا كسلاح فعال متعدد المهام تسعى الدول والجماعات المسلحة إلى اتباعه نظرا لأهميته في توجيه هجمات مؤلمة على العدو بتكلفة منخفضة.

وأشارت إلى أن المسيرات لديها القدرة على تقليص العديد من المتغيرات في الحروب، مثل: ب. التكاليف البشرية والمادية، الزمان والمكان، ومفهوم القوة، والمرافق المختلفة المقدمة ولعبت دوراً بارزاً ومتنوعاً في العديد من الحروب حفزت الدول على إنتاجها أو شرائها.

وبحسب الدراسة، فإن اسم الطائرة بدون طيار أو الطائرة بدون طيار أو “الطائرات بدون طيار” يستخدم للإشارة إلى الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد، والتي تكون أحيانًا مستقلة أيضًا، حيث يمكنها السماح لمستخدميها بتوجيه الضربات الجوية ضد العدو دون الحاجة إلى التحكم في الطائرة من قبل الطيارين. ويتم استخدامه أيضًا في العديد من مهام التجسس الأخرى الموثوقة، بما في ذلك تصوير مواقع العدو والثكنات العسكرية.

متى ظهرت لأول مرة؟

ظهرت المسيرات لأول مرة في إنجلترا عام 1917 وتم تطويرها في عام 1924. ومنذ الحرب العالمية الأولى، كانت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والمملكة المتحدة أولى الدول التي استخدمتها في جيوشها، ثم تبعها الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي.

وسمحت الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945، والحرب الكورية التي انتهت عام 1953، للولايات المتحدة باستخدامه لأغراض التدريب واستخدمته أيضًا في ذلك الوقت كصاروخ موجه ولمقاتلة الطائرات المقاتلة التي يقودها طيارون.

وفي ذلك الوقت، تم استخدام الطائرات بدون طيار مرة واحدة فقط لكل من هذه الأغراض، لذلك تم تصنيع حوالي 15000 منها في مصنع بجنوب كاليفورنيا.

وبينما ظهر دور الطائرات بدون طيار في الاستخبارات بعد حرب فيتنام، التي استمرت 20 عامًا وانتهت في عام 1975، تم تجهيز الطائرات بدون طيار لأول مرة بالصواريخ في هجوم عام 1999 على كوسوفو.

إسرائيل هي المصدر الرئيسي

ووفقا للدراسة، فقد وصل الإنفاق العالمي على الطائرات بدون طيار إلى ما يقرب من 100 مليار دولار في عام 2019 بسبب التطوير المستمر وزيادة الطلب حيث تسعى العديد من الدول إلى تطويرها لتحل محل الطائرات المقاتلة والقاذفات، بما في ذلك القاذفات النووية.

وفي خضم هذه الأزمة، تواصل الولايات المتحدة وإسرائيل السيطرة على الصناعة، حيث تعتبر إسرائيل أهم مصدر عالمي.

كيف يتم التحكم فيه؟

تنقسم الطائرات بدون طيار إلى ثلاثة أنواع حسب شكلها: طائرات بدون طيار ذات أجنحة ثابتة، وطائرات بدون طيار على شكل هليكوبتر، وطائرات بدون طيار خادعة.

ووفقا للدراسة، فإنه يمكن التحكم في إقلاع وهبوط بعض الطائرات بدون طيار التي تحلق لمسافات قصيرة باستخدام أدوات التحكم المختلفة وموجات الراديو، في حين أن تلك التي تطير على بعد مئات الكيلومترات يتم التحكم فيها عن طريق الأقمار الصناعية التي تضمن استمرارية الاتصال اللاسلكي معها.

عادةً، يتم تعيين نقاط مسار المسارات تلقائيًا باستخدام نظامها الآلي. وباستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يصبح من الأسهل تحديد نقطة البداية للعودة إليها تلقائيًا عند الضرورة.

والطائرات بدون طيار مزودة بأجهزة استشعار مثل الكاميرات البصرية العادية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء والرادار التي تكتشف التحديات التي تواجهها، فيقوم نظام الطيران الآلي بإرسال كافة المعلومات إلى الطيار الأرضي ليعمل “نظام تجنب الاصطدام” على تجنب الاصطدام.

وتزايدت أهمية دورها في الحروب منذ حرب أكتوبر

ووفقا للدراسة، فإن الدور القتالي المؤثر للطائرات بدون طيار أصبح واضحا في حرب أكتوبر عام 1973، عندما استخدمها الجيش الإسرائيلي في إسقاط 28 طائرة حربية سورية، ثم أصبح دورها في حرب لبنان عام 1982 أكثر وضوحا عندما تمكنت من إسقاط 28 طائرة حربية سورية. استهداف الصواريخ السورية في البقاع اللبناني -تحييد الوادي.

ولذلك فإن دورها في حرب لبنان عام 1982 حفز الولايات المتحدة على شرائها ودمجها في برنامجها العسكري والمشاركة في عاصفة الصحراء عام 1991.

ولعبت بعد ذلك أنواعاً مختلفة منها دوراً في عمليات واشنطن في الخارج، وتحديداً فيما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب”، في حين استغلتها جماعة الحوثي وتمكنت من قصف مناطق ومنشآت حيوية في السعودية، وحتى عام 2008، لا تزال تلعب دورها. دور مهم في العمليات الإسرائيلية في المناطق الخاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية.

حلول للعديد من المخاطر والتكاليف

ووفقا للدراسة، يمكن أن توفر تكنولوجيا الطائرات بدون طيار حلولا للعديد من المخاطر والتكاليف البشرية والمادية المرتبطة بالعمليات العسكرية، حيث توفر مزايا قتالية تتعلق بالوصول السهل والشامل والسريع إلى المعلومات باستخدام المعدات المحمولة.

لقد خلق استخدام الطائرات بدون طيار اختلافات استراتيجية وتكتيكية جوهرية في المراقبة والتتبع والمهام الأخرى مقارنة بقدرات الجيوش على الأرض. والأمثلة كثيرة على ما حققته هذه الطائرات في أفغانستان واليمن والعراق. ليبيا وغيرها.

وقد تم إحراز تقدم كبير في التأثير على مستويات القوات من خلال استخدام المسيرات، مما وفر الزخم لانسحاب غالبية القوات البرية الأمريكية من العراق في عام 2011.

أتاحت المسيرات تقييم نتائج العمليات القتالية بشكل فوري وفوري من خلال وصول المعلومات إلى المركز بشكل تدريجي، دون خسائر بشرية وتقليل الخسائر المادية، مما قلل من فرص بقاء الهدف المرصود، ووفر التكاليف وسمحت أفراد العمليات والجهد والوقت بالإضافة إلى رفع الروح المعنوية للطرف المفضل وعلى عكس الطرف الآخر.

الأخطاء والمشاكل الفنية أثناء الحروب

ومع ذلك، لا تزال المسيرات تواجه مشاكل فنية أدت إلى وقوع العديد من الحوادث. ووجدت تقارير البنتاغون في عام 2010 أن 38 طائرة من طائراته تحطمت خلال عمليات في أفغانستان والعراق.

وترجع أسباب الحوادث إلى سقوط طائرات بدون طيار، وخطأ بشري وتشغيلي، وعدم القدرة على تتبعها، وأخطاء في التصميم والمعدات، وعدم موثوقية المعلومات الواردة من الوكلاء المحليين في المناطق المستهدفة، وسوء الأحوال الجوية مثل السحب والأمطار.

صعوبة مواجهتها.. تكاليفها وعواقبها

ومع ذلك، فإن الدفاع ضد الطائرات بدون طيار – وخاصة الصغيرة منها – لا يزال صعبا للغاية لأنه غالبا ما يكون من المستحيل اكتشافها أو رؤيتها بالعين المجردة، كما أن رادارات الدفاع الجوي مصممة في المقام الأول للطائرات الكبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تتطلب أنظمة التفاعل تكاليف عالية جدًا. على سبيل المثال، مع أنظمة باتريوت، تبلغ تكلفة كل صاروخ مليون دولار، في حين أن قيمة الطائرة بدون طيار يمكن أن تصل إلى حوالي 500 دولار.

يضاف إلى ذلك صعوبة تحمل تبعات مسيرات المواجهة في المناطق الحضرية، خاصة عندما تكون مسلحة بالمتفجرات.

ومن أشهر الدول المنتجة للمسيرات هي مصر

وقد وصل عدد الدول المنتجة للطائرات بدون طيار والدول العاملة على تطويرها إلى أكثر من أربعين دولة، منها بالإضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وتركيا وإيران والإمارات والسعودية وغيرها وأهمها مصر. قادرة على إنتاج 25 نوعا من الطائرات بدون طيار وعرضت بعضها في عرض إعلاني عام في عام 2010.

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أعلنت إيران عن إنتاج طائرة بدون طيار لأغراض الاستطلاع، وفي عام 2013 تطوير أكبر طائرة استطلاع قتالية بدون طيار يبلغ طولها 7 أمتار ومدى طيران يصل إلى 2000 كيلومتر.

وفي عام 2019، أعلنت تركيا عن تطوير ستين طائرة استطلاع قتالية بدون طيار، لتصبح واحدة من ست دول على مستوى العالم تنتج هذه الطائرات، وتعتبر إحدى الدول المصدرة لها بعد أن أعلن الجيش التركي تصديرها إلى قطر.

وفي الدول العربية، لا يزال إنتاج الطائرات بدون طيار محدودا، باستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة التي بدأت تصنيعها عام 2008، تليها السعودية والجزائر ومصر، حيث أعلنت الهيئة العربية للتصنيع عن إنتاج الطائرات بدون طيار عام 2016. ، والتي يمكن أن تتولى مهام مختلفة، على سبيل المثال. ب. الاستطلاع وتحديد الأهداف وتصحيح النيران المدفعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى