هجوم بنيامينا.. ما دلالات العملية وهل تُعيد التوازن لجبهة الشمال؟
بعد تعرضه لسلسلة من الانتكاسات المؤلمة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان في سبتمبر الماضي، وأهمها اغتيال المرشد الأعلى للحزب الأمين العام حسن نصر الله، تمكن الحزب اللبناني من تنفيذ عملية كبيرة في عمق إسرائيل التي استهدفت قاعدة عسكرية للألوية الرئيسية للجيش الإسرائيلي. ووصفت تل أبيب الهجوم بأنه “الأكثر دموية” منذ بدء الحرب مع لبنان.
وأدى الهجوم إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو 67 جنديا آخرين، بعضهم في حالة حرجة، بينما كانوا يتناولون طعام الغداء في إحدى قاعات الطعام في قاعدة بنيامينا قرب حيفا، بحسب ما أفاد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي مما دفعه للذهاب إلى مكان الهجوم والبدء في التحقيق في كيفية حدوثه.
عودة حزب الله
الهجوم جعل الناس يفكرون فيما إذا كان الحزب اللبناني قادراً على استعادة توازنه والعودة إلى مساره الأصلي بعد هجمات مؤلمة طالت طبقتيه الأولى والثانية. وفي هذا الصدد، قال المحلل العسكري العميد ناجي ملاعب، في تصريحات خاصة لـ”ايجي برس”، ردا على سؤال ما إذا كان حزب الله قادرا على إعادة التوازن في معركة الشمال بالقول إن حزب الله كان في عملية حيفا من العمليات المعقدة التي خاضها تم إطلاقها على مدار عام، ودعا الحزب إلى إطلاق المزيد من الصواريخ على نطاق واسع بعد أن أصبح واضحًا أن إسرائيل تنوي التصعيد.
وقال ناجي إن هجوم الأمس كان جزءاً من عملية هي الأولى من نوعها حيث أطلق الحزب صواريخ رخيصة الثمن لاستهداف القبة الحديدية ثم أرسل في الوقت نفسه طائرات مسيرة أو صواريخ بعيدة المدى للوصول إلى أهدافه.
وأكد العميد ناجي أن الفارق بين عملية حيفا والعمليات السابقة ظهر أمس من خلال المقارنة بين استخدام حزب الله لأسلحته الصاروخية على مدار عام استخدم فيه أسلحة قريبة المدى لم يتجاوز مداها 10 كيلومترات. سواء كانت أسلحة مباشرة مثل صواريخ الكورنيت أو حتى صواريخ “البركان” التي لا تستطيع القبة الحديدية التعامل معها بسبب قصر مداها.
لكن العميد ناجي أشار إلى أن حزب الله لم يستخدم صواريخ بعيدة المدى يصل مداها إلى ثلاثين كيلومترا إلا في حالات قليلة، كما حدث في طبريا، أو في أماكن أخرى مثل المستوطنات التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية، مؤكدا أن وأن حزب الله لا يزال يمتلك ترسانة قوية من الصواريخ. ولم يتم حتى الآن استخدام أسلحة بعيدة المدى ومتوسطة المدى ودقيقة، وهذا ما يقلق إسرائيل في الوقت الحالي.
هل سيتم استعادة التوازن؟
وطالما ظلت إسرائيل صامتة إزاء أي هجوم على أراضيها، فقد نقلت دائما الرسالة من خلال ردودها العسكرية المختلفة بأنها ستكون من سيوجه الضربة القاضية. وفي هذا الصدد، يقول ناجي إن إسرائيل عودت خصومها على ذلك دائما، مستشهدا بتصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حفل تخرج الجيش الإسرائيلي، عندما وجه لهم ضربات موجعة. الخصم عندما تضعف قوته.
واستخدم ملاعب تصريحات هاليفي ليثبت أنه لا مجال للحفاظ على التوازن أو الاعتقاد بأنه سيكون هناك توازن على الجبهة، مؤكدا أن هدف إسرائيل أصبح واضحا، وهو احتلال جنوب لبنان وليس القضاء على قدرات حزب الله.
وشدد ناجي على أن رد الفعل المقبل سيكون تصعيديا، بدليل أنه بالإضافة إلى قصف مناطق في شمال لبنان، يهاجم الاحتلال أماكن بعيدة تماما عن المناطق التي سبق أن قصفها، وشدد على أن وتعرض لبنان بأكمله للتهديد وأصبح عرضة للهجمات بالقنابل.
دلالات الهجوم
وفيما يتعلق بالقرائن التي تمكن حزب الله من تقديمها من خلال الهجوم في حيفا، يقول العميد ناجي إن العملية أظهرت أن قدرة حزب الله الاستخباراتية عالية من خلال قدرته على معرفة متى وأين يجتمع الجنود الإسرائيليون خلال استراحة الغداء، ومن خلال المبادرة عند الهجوم، يتم تحميل الطائرة بصاروخ إضافي، على الرغم من تحطم الصاروخ قبل أن تكمل الطائرة مهمتها.
وأضاف ملاعب أن عملية الأمس تعتبر “إنجازا كبيرا” في تاريخ حزب الله، لافتا إلى أن الإنجاز الأهم هو أن الطائرة لم يرصدها الرادار ولم تطلق صفارات الإنذار، أي أنها تمكنت من اختراق القبة الحديدية والرادارات .
وأوضح العميد ناجي أن طائرة حيفا المقاتلة هي من النوع الجديد الذي سيكون من الصعب على إسرائيل التعامل معه ما لم تكن قواتها الجوية على استعداد تام لرصدها من خلال رادارات الطائرات الاعتراضية التي تحمل هذه الطائرات بدون طيار.