العرب

شائعة مكتب قاآني.. البحث عن ثغرة التخابر مع إسرائيل في إيران

أثار مقتل قيادات بارزة في الجماعات الموالية لإيران في طهران، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، موجة من التساؤلات حول الخروقات الأمنية التي سمحت لإسرائيل بارتكاب عمليات دقيقة.

وتركزت التساؤلات حول كيفية تمكن إسرائيل من اختراق أجهزة حزب الله الأمنية واحتمال تورط شخصيات بارزة في التجسس على الاحتلال، خاصة بعد سلسلة التفجيرات التي استخدمت فيها أجهزة “بيجر” والتي أدت إلى مقتل المئات من مقاتلي الحزب وكان آخر هذه الهجمات ضد ضابط التنسيق والارتباط في حزب الله، وفيق صفا، في بيروت، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.

اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

نقلت وسائل إعلام أجنبية عن مصادر إيرانية، مساء أمس الخميس، قولها إن رئيس مكتب قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني يخضع للتحقيق بتهمة التجسس مع إسرائيل.

وأضافت وسائل الإعلام في تقاريرها أن قاآني اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، بينما أصيب بأزمة قلبية أثناء التحقيق وتم نقله إلى المستشفى، وهو ما نفته وسائل إعلام إيرانية، لافتة إلى أن الأخبار المتداولة حول التحقيق مع المخرج واتهم مدير مكتب قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني بـ… نقل معلومات إلى إسرائيل “تقارير كاذبة”.

وقالت وكالة فارس الإيرانية، تعقيباً على الخبر الذي نشرته وكالة إيران الدولية، إن الشبكة زعمت أن قاآني كان قيد الإقامة الجبرية في حين سبق أن أعلنت وسائل إعلام أخرى عن استشهاده.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مستشار قائد الحرس الثوري إبراهيم جباري نفى هذه الأنباء، مؤكدا أن قاآني في حالة جيدة وسيتم تكريمه قريبا بميدالية من المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي.

وتعليقا على الأخبار المتداولة، قالت الخبيرة المتخصصة في الشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن، إن هناك اختراقات كبيرة في الأجهزة الأمنية الإيرانية، بما في ذلك جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس ووزارة الاستخبارات وأكدت تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق محمود مهدي نجاة.

العميد إسماعيل قآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري

وأضاف الخبير في الشأن الإيراني، أن التقارير حول تورط رئيس مكتب قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، مجرد أخبار لم يتم التأكد من صحتها، موضحا أنه سيتم التحقيق في الأمر فور ورود معلومات إضافية قد تتضح أكثر.

وتابع وجدان أن أحد الأشخاص التابعين لجهاز استخبارات فيلق القدس الإيراني، قام بتسريب معلومات حول عمليات الاختراق للأجهزة الأمنية الإيرانية، وهو ما أكدته تقارير إعلامية.

وتابعت وجدان أن هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها قضايا الاقتحام في إيران، إذ شهدت البلاد أحداثا مماثلة في الثمانينيات. وأوضح أن إيران تواجه توغلات في إيران من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية منذ بداية الثورة. وقال النظام: “إذا كانت القصة الحالية صحيحة فمن المحتمل أن يتم إعدام قاآني”.

من جانبه، يقول الباحث السياسي اللبناني سركيس أبو زيد إنه من الواضح أن الهجمات التي نفذتها إسرائيل ضد شخصيات بارزة في بيروت ودمشق تشير إلى تدخل قوي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها السرية.

وأضاف الخبير السياسي أن حجم الاختراق الأمني كان معقدا لأنه من غير المعقول الحصول على معلومات حول تحركات الأمين العام لحزب الله، قائلا: “حتى أفراد الأمن المقربون لن يكونوا على علم بخططه أو هدفه”.

وأوضح أبو زيد أن هذا الاختراق على مستوى عال جدا، سواء داخل قيادة حزب الله أو قيادة الحرس الثوري الإيراني، لكن لم يتم التأكد من ذلك حتى الآن.

حزب الله

وأضاف الباحث أن الأخبار المتداولة من إيران حول تورط رئيس مكتب قائد فيلق القدس لا تزال مجرد تكهنات، إذ لم يتم تقديم أي دليل جدي أو مباشر على هذه الاختراقات حتى الآن.

وتابع سركيس أبو زيد أن النظام الإيراني يعاني من الخروقات، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد سبق أن رجح أن الشخص المسؤول عن مكافحة التجسس هو عميل إسرائيلي.

وأوضح أبو زيد أن إيران بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حذرا، لافتا إلى أن إسرائيل لا تزال لها اليد العليا في قلب إيران.

وأشار إلى أن المال يلعب دورا كبيرا في هذه العمليات حيث تسعى إسرائيل إلى إغراق عملائها في المناطق الحساسة بأموال ضخمة، مما يزيد الوضع تعقيدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى