بعد شائعات بيعه.. ما الذي تخفيه جدران مبنى القبة حول قناة السويس؟ – صور
في قلب مدينة بورسعيد، على ضفاف قناة السويس التاريخية، يرتفع مبنى يعتبر أيقونة معمارية ورمزا لتاريخ مصر البحري. وهو المبنى الرئيسي لهيئة قناة السويس، والمعروف باسم “. مبنى مقبب.”
يعود تاريخ تشييد هذا المبنى المعماري إلى عام 1895، في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وقد قامت بتصميمه شركة الإنشاءات الفرنسية إدموند كونيه. ويتميز المبنى بقبته الفريدة التي أعطته اسمه، وبتصميمه المعماري المميز الذي يجمع بين الطرازين الأوروبي والإسلامي.
ومؤخرا، أصبح المبنى التنفيذي لهيئة قناة السويس حديث المدينة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، بعد انتشار شائعات عن بيعه لأحد الفنادق العالمية لتحويله إلى فندق وقاعة أفراح، وهو ما نفته الهيئة في بيان لها. وقرر الفريق أسامة ربيع خلال اجتماعه مع كتلة نواب برلمان بورسعيد ما يلي: إعادة دراسة استخدام المبنى الأثري التاريخي.
ويعتبر الهيكل الأثري شاهدا على تاريخ مصر منذ أكثر من 130 عاما حتى يومنا هذا وله مكانة خاصة في قلوب أهل بورسعيد حيث بناه الخديوي عباس حلمي على أحد ضفاف نهر بورسعيد. قناة السويس عند المدخل الشمالي لقناة السويس في بورسعيد لتوضيح طريق السفن عبر القناة عام 1895.
وأشار مصطفى المنجي، أحد المهتمين بتاريخ وتراث بورسعيد، إلى أن المبنى المقبب قامت ببنائه شركة إنشاءات فرنسية وصممته على شكل قصر على الطراز الإسلامي يعلوه ثلاثة قباب خضراء. ويتجلى الطراز الإسلامي الفريد والمميز داخل المبنى في الديكور الداخلي للأسقف والجدران وكذلك النوافذ، كما تؤكد الثريا التي تزين المبنى من الداخل على أن المبنى يعتبر من المعالم الأثرية المسجلة في المدينة.
وأكد أن بريطانيا اشترت المبنى خلال الحرب العالمية الأولى ليكون مقرًا للجيش البريطاني في الشرق الأوسط قبل إخلاء مصر في 18 يونيو 1956. ورفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر العلم المصري فوقه في 26 يوليو 1956، بعد ثورة يوليو التي استعادت المبنى وأعادته للشعب، معلنة مصر حرية واستقلال وسيادة.
شهد المبنى العديد من الأحداث التاريخية الهامة منها:
الحرب العالمية الثانية: صمد المبنى أمام القنابل الجوية الألمانية والبريطانية.
حرب 1956: تم قصف المبنى، لكنه بقي قائماً واستمر في أداء وظيفته.
حرب 1967 وإغلاق القناة: شهد المبنى إغلاق القناة وتوقف الملاحة.
حرب الاستنزاف: شهد المبنى جهود المصريين لإعادة فتح القناة.
افتتاح القناة عام 1975: احتفل المبنى بافتتاح القناة واستئناف حركة الشحن.
وأعلنت كتلة بورسعيد البرلمانية أن رئيس هيئة قناة السويس قد استجاب لطلبهم لتحقيق أقصى استفادة من الموقع الفريد للمبنى المقبب التاريخي بما يتناسب مع المكانة التاريخية والحضارية لهذه الأيقونة المعمارية الفريدة. وقررت إنشاء دراسة متأنية ومفصلة للاستفادة من المبنى المقبب بطريقة تنصف تاريخ المحافظة الباسلة مع الحفاظ بشكل كامل على مظهرها الفريد وهندستها المعمارية لهذا المبنى القديم.