العالم

بعد قصف حزب الله.. حيفا أكبر مدن فلسطين التاريخية ومقصد اليد العاملة من الدول العربية

مرور عام كامل على بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، الذي تشنه قوات جيش الاحتلال بحملة قصف مدمرة وهجوم بري رداً على هجوم حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” خلال “القدس” – فيضان الأقصى “معركة السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي فاجأت إسرائيل بأكملها.

وفي هذا الصدد، أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف مناطق شمال حيفا في إسرائيل بإطلاق الصواريخ في هجومه الثاني في نفس اليوم بعد سقوط صواريخ الجماعة على المدينة الساحلية في الساعات الأولى من الصباح، حسبما نقلت سكاي نيوز. .

وقال الحزب في بيان له: “تضامناً مع شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ودعماً لمقاومته الشجاعة والمشرفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه ورداً على الاجتياح الإسرائيلي الهمجي للمدن والقرى والبلدات”. مدنيون يقصفون مجاهدي المقاومة الإسلامية مجموعة شمال مدينة حيفا براجمة صواريخ كبيرة”.

وأضاف أنه قصف تجمعا للجنود الإسرائيليين في بلدة حدودية بجنوب لبنان بعد أسبوع من المواجهات بين الطرفين وهجمات عنيفة على معقل الحزب قرب بيروت.

ما هي حيفا؟

حيفا هي إحدى أكبر المدن في فلسطين التاريخية. تقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتبعد عن مدينة القدس في الشمال الغربي حوالي 158 كيلومتراً. أول من سكن حيفا هم العرب الكنعانيون، ولكن في عهد الخليفة عمر بن الخطاب فتحها المسلمون، وازدهرت التجارة هناك خلال الفترة العثمانية.

وبحسب تقرير سابق لموسوعة الجزيرة، فقد سيطر اليهود على المدينة في حرب 1948، وطردوا سكانها وصادروا ممتلكاتهم. وأصبح العرب أقلية فيها، إذ لا تتجاوز حصتهم حاليا 12%.

مركز تجاري مهم

وكانت المدينة مركزاً تجارياً مهماً قبل النكبة ومقصداً للعمال من مختلف مدن المنطقة العربية. وهي حاليا ثالث أكبر مدينة في إسرائيل من حيث عدد السكان. وقد تطورت لتصبح مركزاً صناعياً وتجارياً هاماً وتزخر بالمعالم الأثرية والتاريخية التي لا تزال قائمة رغم مخططات التهويد والهدم.

حريصة على الاستعمار على مر القرون

تتمتع حيفا بموقع جغرافي مهم حيث أنها تشكل نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط مع السهل وجبل الكرمل، كما أن البحر جعل منها أكبر ميناء في فلسطين. ونظراً لأهميتها الاقتصادية والعسكرية، فقد كانت المدينة هدفاً للأطماع الاستعمارية على مر القرون، بدءاً من الغزو الصليبي وانتهاءً بالهجوم الصهيوني.

ارتباطها بفلسطين والدول العربية

وكانت حيفا مرتبطة ارتباطا وثيقا بالدول العربية ومدن فلسطين. في عام 1905، تم افتتاح الفرع الغربي لخط السكة الحديد الحجازي رسميًا في حيفا، ليربط بين حيفا والعفولة وبيت شان والسماخ ودرعا، مما جعله نقطة اتصال مهمة.

عصور ما قبل التاريخ

مدينة حيفا مأهولة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث تم اكتشاف بقايا هياكل عظمية بشرية في كهوف جبل الكرمل. أول من سكن المدينة في التاريخ هم العرب الكنعانيون، الذين بنوا المدينة على بعد كيلومترين جنوب مدينة حيفا الحالية.

صراع الفلسطينيين والمصريين

وفي عهد رمسيس عام 1191 ق.م. وفي عام 200 قبل الميلاد اندلعت معركة بين الفلسطينيين والمصريين على ساحل حيفا. حصل الفلسطينيون على الساحل من غزة إلى جبل. تغيرت المدينة على مر القرون. وقد تراجعت خلال حكم الأمم التي فتحت فلسطين، بما في ذلك الآشوريين والكلدانيين والفرس واليونانيين.

بنيت على البحر أثناء الفتح العربي

تم فتح حيفا على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 634 م. على الرغم من أن حيفا لم تلعب أي دور في الفتح العربي، إلا أن عدة قبائل استقرت في ضواحيها.

تم وصفه في روايات الحجاج والمسافرين المسيحيين

وقعت حيفا، إلى جانب طبريا والجليل، تحت الحكم الصليبي ووصفت في روايات الحجاج والمسافرين المسيحيين بأنها مدينة ساحلية يطل عليها جبل الكرمل.

تعود حيفا للمسلمين ويتم الاتفاق على الرملة

وبعد معركة حطين عادت حيفا للمسلمين عام 1188م. على الرغم من أن الصليبيين حافظوا على المدن الساحلية كجزء من صلح الرملة عام 1192، إلا أن حيفا سقطت لاحقًا تحت الحكم العثماني حتى نهاية القرن التاسع عشر.

الاستيلاء عليها بموافقة الحاكم العسكري البريطاني

وفي عام 1948، وبدعم من الحاكم العسكري البريطاني، استولى اليهود على المدينة وأجبروا السكان الفلسطينيين على الفرار وصادروا ممتلكاتهم ودمروا قراهم.

مركز تجاري واقتصادي مهم

قبل النكبة، كانت حيفا مركزًا تجاريًا واقتصاديًا مهمًا، حيث كانت تجتذب العمالة من الدول المجاورة وتشتهر بزراعة الحبوب. تعد حيفا اليوم مركزًا تجاريًا وصناعيًا وسياحيًا مهمًا يضم العديد من المعالم الدينية والتاريخية والسياحية.

التعداد

وبحسب المكتب المركزي للإحصاء، فإن حيفا هي ثالث أكبر مدينة في فلسطين المحتلة. وفي عام 2022 بلغ عدد السكان 285 ألف نسمة. وتعتبر حيفا مدينة مختلطة، ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية بارزة، ولا يشكل العرب الفلسطينيون حاليا سوى حوالي 12%.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى