العرب

ما هو جهاز “بيجر” وكيف حدثت الانفجارات؟

انفجرت عدة أجهزة اتصال لاسلكية يستخدمها رجال يعتقد أنهم أعضاء في حزب الله اللبناني، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 2700 آخرين في أجزاء مختلفة من لبنان والعاصمة بيروت والجنوب.

ودعا مركز عمليات الأزمات في لبنان، الذي تديره وزارة الصحة، جميع العاملين في المجال الطبي إلى التوجه إلى مستشفياتهم للمساعدة في التعامل مع العدد الكبير من الجرحى الذين يصلون للحصول على رعاية عاجلة. وقالت إن العاملين في مجال الرعاية الصحية يجب ألا يستخدموا أجهزة الاستدعاء.

كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا بجروح في انفجارات شهدتها مناطق متفرقة من سوريا مرتبطة بالمسجلين في لبنان.

جهاز النداء هو جهاز لاسلكي صغير كان يستخدم عادة لإرسال واستقبال الرسائل النصية القصيرة أو التنبيهات قبل انتشار الهواتف المحمولة.

تعتمد وظيفة جهاز النداء على إرسال الإشارات عبر الشبكات اللاسلكية، وقد تم استخدامه بشكل أساسي في المستشفيات والشركات وأفراد الأمن، وأحيانًا بين الأفراد.

هناك نوعان رئيسيان من هذه الأجهزة:

1. أجهزة استقبال النداء: يمكنها استقبال الرسائل أو الإشعارات من وجهات بث محددة دون إرسالها.

12. أجهزة الاستقبال والإرسال: يمكنها إرسال واستقبال الرسائل النصية، لكن قدراتها محدودة مقارنة بالهواتف الذكية اليوم.

تم استخدام أجهزة النداء للاتصال السريع في حالات الطوارئ أو في المواقف التي لا يستطيع فيها الأفراد الرد على المكالمات مباشرة. بعد ظهور الهواتف الذكية، انخفض استخدامها بشكل كبير، لكنها لا تزال تستخدم في بعض الصناعات، مثل الرعاية الصحية، حيث يعد الاتصال السريع والموثوق أمرًا بالغ الأهمية.

كيف حدث الانفجار؟

وقال عامر الطبش، مستشار شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إنه أثناء تتبع الصحفيين في مواقع مختلفة، ظهرت إصابات في جوانب الجرحى، وهو ما “يؤكد أن الإصابات ناجمة عن استخدام أجهزة الاستدعاء الموضوعة حول المكان”. جوانب المستخدم”، مستبعداً وجود صلة بين الانفجار والهواتف الذكية.

وأشار الطبش إلى أن هناك تعليمات أمنية لعناصر حزب الله بعدم استخدام هذه الأجهزة للتواصل واستقبال الإشارات، مرجحا أن “الإسرائيليين تمكنوا من اختراق الموجة القادمة من عناصر حزب الله باستخدام جهاز النداء اللاسلكي بحيث…”. تم شحن البطارية بشكل زائد وانفجرت.

وأكد خبير الإلكترونيات لبي بي سي أنه في الهواتف الذكية يصعب أن تنفجر البطاريات بسبب وجود نظام الحماية من الحرارة، والذي، على عكس أجهزة الاستدعاء التقليدية، يمنع وقوع مثل هذه الحوادث.

“مميزات الموساد الخاصة”

يوسي ميلمان، أحد مؤلفي كتاب جواسيس ضد الكارثة، يلقي باللوم على جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد في انفجار الأجهزة اللاسلكية.

وقال المؤلف، الذي نشر كتبا أخرى عن الاستخبارات الإسرائيلية: “هذا الانفجار يحمل كل بصمات عمليات الموساد. لقد قام شخص ما بوضع متفجرات صغيرة أو برامج ضارة في أجهزة الاستدعاء، وعلمت أنه تم تسليمها مؤخرًا أيضًا.

وأضاف ميلمان لصحيفة الغارديان البريطانية أنه على علم بأن “العديد من أعضاء حزب الله يحملون هذه النداءات، وليس فقط كبار القادة”.

وأشار إلى أن حزب الله استخدم الأجهزة اللاسلكية لأنه يخشى أن تخضع هواتفه المحمولة لمراقبة المخابرات الإسرائيلية لمراقبة اتصالاتها وتحديد الهجمات الصاروخية.

وذكر أن الحادث أظهر أن “الموساد قادر على اختراق حزب الله مرارا وتكرارا”، لكنه شكك في الجدوى الاستراتيجية للتفجيرات المنسقة، قائلا: “هذا لن يغير الوضع على الأرض، وأنا لا أفعل ذلك”. نرى أي تقدم.”

وقال موقع “أكسيوس” الأمريكي، إن مستشارا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر تغريدة على موقع “إكس”، تويتر سابقا، ثم حذفها، يشير فيها إلى مسؤولية إسرائيل عن العملية، قبل أن يحذر مكتب نتنياهو الوزراء من مناقشة الوضع علنا للتحدث حاضرا.

الأجهزة اللاسلكية “غير آمنة”

ووصف اللواء محمد نور، الخبير الأمني المصري، “الحادث السيبراني” بأنه “خلق معلومات استخباراتية”، وأشار بأصابع الاتهام إلى الدولة التي تصنع الأجهزة اللاسلكية، والتي وصفها بأنها “غير آمنة على الإطلاق”.

وأشار في حديثه مع بي بي سي إلى أنه خلال عمله السابق بوزارة الداخلية المصرية، كانت هناك تعليمات باستخدام الهواتف الأرضية بدلا من الأجهزة اللاسلكية للإبلاغ عن الحوادث الإرهابية والطائفية.

وأضاف أن ذلك حدث بعد وصول أخبار العمليات الإرهابية إلى الجهات الدولية قبل وصولها إلى المسؤولين في مصر، وأن اتباع التعليمات الجديدة وتجنب استخدام الأجهزة اللاسلكية جعل من الصعب عليهم إبلاغ السلطات للوصول إلى الضابط.

وحمل حزب الله والحكومة اللبنانية إسرائيل المسؤولية “الكاملة” عن الهجوم، فيما لم تعلق إسرائيل بعد على الحادث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى