العرب

حرب غزة.. الخارجية الأمريكية لـ مصراوي: نعمل لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف

بعد مرور أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا يزال الوسطاء يبذلون جهودا يائسة لحل النقاط الخلافية بين حماس وإسرائيل، وفي مقدمتها الانسحاب من محور فيلادلفيا للتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى في مواجهة العناد والإصرار. وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الجيش يواصل عملياته في المحور جنوب غزة.

إلى ذلك، أكدت القاهرة مراراً وتكراراً موقفها الواضح بأنه لا مخرج من الأزمة إلا بانسحاب القوات الإسرائيلية من المحور.

صورة 1

لكن تصريحات نتنياهو الأخيرة التي أكد فيها إصراره على البقاء في فيلادلفيا وادعائه أنه يستخدم “قناة لتهريب الأسلحة إلى غزة” قوبلت باستهجان واسع النطاق في القاهرة، ووصفتها بأنها “أكاذيب إسرائيلية” سمتها “الخارجية”. كلمة الوزير بدر عبد العاطي حول “مصر أنفقت مبالغ طائلة في السنوات الأخيرة على… بناء جدار عازل لضمان تدمير كافة الأنفاق المؤدية إلى قطاع غزة”.

وشدد عبد العاطي على أن “الأكاذيب المتكررة تهدف إلى صرف الانتباه عن اتفاق يضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى وتوصيل المساعدات لغزة”.

وفي ضوء هذه التطورات الأخيرة، تحاول الولايات المتحدة احتواء الوضع الذي قد يؤدي إلى تدهور بين القاهرة التي تحافظ على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من فيلادلفيا، وتل أبيب.

صورة 2

وفي هذا الصدد، قال المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، صامويل واربورج، في تصريحات لـ”ايجي برس”، إن الحكومة الأمريكية تدرك مدى تعقيد الوضع في المنطقة فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا وكل طرف لديه مثل هذا الاتفاق يتبنى نهجا مختلفا والتأكيد على أن الموقف الأمريكي يدعو جميع الأطراف إلى المرونة من أجل التوصل إلى حلول سياسية وليس عسكرية.

وشدد واربورغ على الموقف الأميركي بشأن محور فيلادلفيا، وهو ضرورة الحل الشامل والسلام الدائم، وهو ما قال عنه جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: “إن اتفاق التفاوض الذي وافقت عليه إسرائيل تضمن انسحابها”. مناطق ذات كثافة سكانية عالية في قطاع غزة، بما فيها محور فيلادلفيا.

صورة 3

وفيما يتعلق برفض مصر لموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإبقاء على قواتها في محور فيلادلفيا، أوضح واربورغ أن الولايات المتحدة على اتصال مع شركائها في المنطقة وعلى رأسهم مصر لمحاولة تقريب وجهات النظر والتقريب بين وجهات النظر. تجنب مثل هذا التصعيد الإضافي.

ويأتي إصرار نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا وتأكيداته في هذا الصدد قائلا: “يقولون لنا أن نخرج من المحور 42 يوما، وأنا أقول لن نتمكن من العودة حتى بعد 42 عاما”، ويأتي في وقت عندما يصر نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا وهو يؤكد ذلك قائلا: «يقولون لنا سنغادر المحور 42 يوما، وأنا أقول لن نتمكن من العودة حتى بعد 42 عاما من الانقسامات داخله». الحكومة تتعمق.

فاجأ خطاب نتنياهو العديد من المسؤولين الإسرائيليين. لأنه يختلف عما سافر إليه الوفد المفاوض الإسرائيلي إلى الدوحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار كان من المفترض أن تغادر خلاله القوات الإسرائيلية فيلادلفيا، كما أكد رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا خلال زيارته لقطر.

صورة 4

وإلى جانب رئيس الموساد، أثارت قضية محور فيلادلفيا خلافات ساخنة بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت. ويرى الأخير أنه “لا يوجد وقت كاف للأسرى الباقين على قيد الحياة في غزة” ويدعو إلى تسريع الاتفاق، بحسب القناة 13 العبرية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن رئيس حكومة الاحتلال هاجم جالانت خلال اجتماع لمجلس الوزراء المصغر، قائلا: “أنا لست أقل اهتماما منك بإطلاق سراح الأسرى”.

وتدرك واشنطن أن التعنت الإسرائيلي قد يزيد من التوترات مع مصر، حيث ترفض القاهرة بشكل قاطع بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا، وهو ما يتماشى مع الموقف الفلسطيني الذي تنادي به حماس لتلبية احتياجات السلطة الفلسطينية، واعتماد جميع الأطراف على الدبلوماسية الوسائل والمفاوضات لتحقيق التقدم.

صورة 5

وحول أهداف المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر وسطاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية لايجي برس، إن الأهداف الرئيسية للمحادثات الجارية هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين داخل قطاع غزة. وحقق القطاع دون عوائق، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.

وحذر واربيرغ من خطورة اللجوء إلى الحلول العسكرية في المنطقة، والتي قال إنها ستزيد الوضع تعقيدا، وأكد أن الولايات المتحدة تدرك أهمية الحفاظ على العلاقات الإقليمية، خاصة بين مصر وإسرائيل لضمان الاستقرار الإقليمي.

صورة 6

وأكد واربيرج دعم الحكومة الأمريكية الكامل للجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى ويخفف معاناة المدنيين في قطاع غزة.

وعلى الرغم من دعم الحكومة الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي المحتل، فقد أدرك الرئيس جو بايدن أن نتنياهو “يكذب عليه بشأن السجناء” ويرد على جهوده بالجحود، حسبما نقلت صحيفة هآرتس العبرية عن مسؤول أمريكي في أغسطس الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله إن إدارة بايدن وصلت إلى مرحلة يمكن أن تتهم فيها نتنياهو علناً بالإضرار بالمحادثات بسلوكه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى