خبراء: التضخم فى مصر لا يزال عند مستويات مرتفعة ورفع الفائدة ليس الحل

الشنيطي: خوفا من خروج الأموال الساخنة من البلاد.. البنك المركزي لا يتخذ أي خطوات لخفض أسعار الفائدة.
نافع: استبعد انخفاض التضخم خلال الشهرين المقبلين بسبب زيادة عمليات الشراء وتخزين السلع استعداداً لشهر رمضان.
هاني توفيق ينصح بالاستثمار في الذهب ويتوقع استمرار ارتفاع الأسعار في 2025
وأكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن التضخم يظل تحديا كبيرا في مصر حيث إنه لا يزال عند مستويات مرتفعة وأن رفع أسعار الفائدة ليس حلا. وأكدوا أن مصر يجب أن تتخذ خطوات جادة لتعزيز قوتها الاقتصادية وتوسيع فرص الاستثمار من خلال التركيز على تحسين الإنتاج المحلي وتحقيق التوازن بين العجز التجاري وزيادة الاستثمارات المحلية والدولية.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية، الأربعاء، بعنوان “التحولات الاقتصادية الكبرى في 2024″، والتي تناولت أهم التحديات والتحولات التي واجهتها الأسواق المالية العالمية خلال العام الماضي وتأثيراتها على الأسواق الناشئة والاقتصاد المصري. كما تم مناقشة أهم المتغيرات الاقتصادية على المستوى المحلي والدولي.
انخفض معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها للشهر الثالث على التوالي في يناير الماضي، حيث بلغ 23.2%، مقابل 23.4% في ديسمبر الماضي. ويبدو ذلك واضحاً من خلال بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. ويُظهر أن التضخم الشهري ارتفع مجدداً بنسبة 1.6% في يناير/كانون الثاني الماضي بعد استقراره في ديسمبر/كانون الأول 2024.
يعقد البنك المركزي المصري، غدا الخميس، اجتماعا لبحث أسعار الفائدة في مصر، حيث من المتوقع تجميد أسعار الفائدة.
وفي اجتماعه الأخير في عام 2024، قرر البنك المركزي تحديد سعر الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25%، بعد رفع أسعار الفائدة بمقدار 800 نقطة أساس العام الماضي.
• الخوف من تدفق الأموال الساخنة
وقال عمر الشنيطي الشريك الإداري في شركة زيلا كابيتال ومستشار المركز المصري للدراسات الاقتصادية، إن التضخم في مصر لا يزال مرتفعا. وأوضح أن تردد البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة يأتي بسبب الخوف من خروج الأموال الساخنة والحفاظ على سعر الصرف.
وأكد الشنيطي أن التضخم لا يزال يشكل تحديا كبيرا على المستوى العالمي، وخاصة في الأسواق الناشئة، وأنه على الرغم من بدء خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن خفض أسعار الفائدة لا يزال متوقعا، حيث أبقت الأسواق الناشئة التي تتعرض أسعار صرف عملاتها لضغوط على أسعار الفائدة لديها دون تخفيضات.
وأشاد الشنيطي بسياسة البنك المركزي المصري في مكافحة التضخم من خلال سياسة أخرى تتمثل في امتصاص السيولة النقدية من السوق، حيث انخفضت معدلات السيولة النقدية من 30% إلى 18% سنويا.
وأوضح أن مستوى الدين العام الداخلي والخارجي لمصر وصل إلى 96% و97% على التوالي، لكن الجانب الإيجابي هو أن خدمة الدين انخفضت من 10% إلى 6%، لكنها ارتفعت مرة أخرى إلى ما يقرب من 10%، وهو رقم مرتفع للغاية، لافتاً إلى أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي واتفاقية مشروع رئيس الوزراء خفضا خدمة الدين قصيرة الأجل، وهو جانب إيجابي، كما أن الدولار لم يرتفع بأكثر من 10% خلال العام.
وأشار إلى أن الميزان التجاري المصري لا يزال بالسالب، ومازلنا غير قادرين على الاستفادة من انخفاض الجنيه وزيادة صادراتنا. من ناحية أخرى، عادت تحويلات المصريين بالخارج إلى مستواها المرتفع السابق مع توحيد سعر الصرف.
• عرض البرنامج
من جانبه، قال شريف سامي، رئيس هيئة الرقابة المالية الأسبق في مصر، إن عدم حدوث تقلبات كبيرة في أسعار النفط رغم كل الأحداث التي شهدها العالم، يعد مؤشرا جيدا على عدم توقع ارتفاع الأسعار، وهو أمر جيد للمستهلك المصري.
وفيما يتعلق بالبورصة المصرية، أكد سامي أنه لا يرى أي شركات جديدة في البورصة المصرية، وأن القطاع الخاص يلعب دوراً أكبر من القطاع العام. وانتقد حديث الحكومة المتكرر عن طرح شركات عامة مستقبلا دون حدوث شيء، وهو مؤشر سلبي، مؤكدا أن الطروحات ليست هي التي تنعش سوق الأسهم، بل دخول شركات خاصة كبيرة.
• تحديات الاقتصاد العالمي
من جانبه، قال الدكتور مدحت نافع، أستاذ الاقتصاد ونائب وزير المرافق الأسبق، إن التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي مثل ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة لها تأثير كبير على الأسواق الناشئة.
وتطرق نافع إلى تأثير هذه التحديات على مصر، مؤكداً على أهمية التركيز على تحسين الإنتاج المحلي وتحقيق التوازن بين العجز التجاري وزيادة الاستثمارات المحلية والدولية.
وأشار إلى أنه في ضوء توجه المستهلكين إلى شراء وتخزين السلع مع اقتراب شهر رمضان، فإنه من غير المتوقع أن ينخفض التضخم خلال الشهرين المقبلين.
• زيادة الاهتمام ليس هو الحل
من جانبه، أكد هاني توفيق الرئيس التنفيذي لشركة المستثمرون الدوليون، أن التضخم في مصر ناتج في المقام الأول عن ارتفاع التكاليف، وأن أسعار الفائدة جزء من التكاليف. وعليه فإن رفع أسعار الفائدة ليس حلاً لمكافحة التضخم.
وأوضح أن التضخم في مصر يرجع في المقام الأول إلى طباعة النقود وأذون الخزانة، وأن الحل يكمن في زيادة الاستثمار والتشغيل وتوطين الصناعة. واقترح تحويل هيئة البريد إلى بنك. ويعني هذا أنه سيتم إنشاء 3500 فرع في كافة مناطق الجمهورية، ستتمكن من تقديم القروض والاستثمارات.
وينصح توفيق بالاستثمار في الذهب الآن، حيث من المتوقع أن تستمر أسعاره في الارتفاع في عام 2025 مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة. ويضيف أن الوقت الحالي غير مناسب لتوسيع الاستثمارات بسبب عدم وجود رؤية واضحة.