إحراق 6 سفارات.. ماذا حدث في الهجوم على المقرات الأجنبية بالكونغو؟ (فيديو)
هاجم متظاهرون في جمهورية الكونغو الديمقراطية عدة سفارات أجنبية في العاصمة كينشاسا احتجاجا على تقدم متمردي حركة 23 مارس (M23) المدعومة من رواندا إلى العاصمة جوما في شرق البلاد.
ذكرت وكالة رويترز، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن سفارات عدة دول، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، تعرضت لهجوم من قبل محتجين في العاصمة الكونغولية كينشاسا.
وقالت المصادر إن الهجمات جاءت وسط احتجاجات واسعة النطاق في المدينة، حاول خلالها المتظاهرون اقتحام سفارات أوغندا ورواندا وكينيا واليابان والولايات المتحدة وفرنسا، واشتبكوا مع قوات الأمن.
هناك فوضى: تعرضت سفارات أوغندا ورواندا وكينيا واليابان والولايات المتحدة وفرنسا في كينشاسا للهجوم.
كينشاسا هي عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية وأكبر مدنها. pic.twitter.com/kHAP4LOysC
– تقرير الصدام (@clashreport) 28 يناير 2025
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية هذا الهجوم، قائلة: “هذه الهجمات غير مقبولة وقد تم عمل كل شيء لضمان سلامة وكلائنا ومواطنينا”.
وقال وزير الخارجية في تصريحات صحفية إن “السفارة الفرنسية في كينشاسا تعرضت لهجوم من قبل متظاهرين صباح اليوم، مما أدى إلى نشوب حريق تمت السيطرة عليه الآن”.
في غضون ذلك، أعلنت شرطة جمهورية الكونغو الديمقراطية أنها تمكنت من استعادة النظام في العاصمة كينشاسا، وأكدت تعزيز الإجراءات الأمنية حول جميع السفارات والمنشآت الحساسة لضمان سلامة الموظفين الدبلوماسيين والمواطنين.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين أثناء تقدمهم نحو السفارات في كينشاسا، حيث قاموا بتخريب ونهب وإشعال النار في أجزاء من مبانيها.
وأفاد صحفيون من وكالة أسوشيتد برس (AP) في الموقع أن سفارتي كينيا وأوغندا تعرضتا أيضًا للهجوم.
ومتمردو إم23 هم واحدة من نحو 100 جماعة مسلحة تكافح من أجل الحصول على موطئ قدم في شرق الكونجو الغني بالمعادن والمتاخم لرواندا في صراع مستمر منذ عقود وأدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
واتهم خبراء من الكونجو والولايات المتحدة والأمم المتحدة رواندا بدعم حركة إم23 التي تتكون في معظمها من أعضاء من جماعة التوتسي العرقية التي تركت الجيش الكونغولي قبل أكثر من عقد من الزمن.
وتسود ظروف متوترة في العاصمة الكونغولية بعد اشتباك متمردي حركة 23 مارس مع القوات الحكومية في مدينة جوما.
وقال سكان في عدة أحياء إنهم سمعوا إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات العنيفة هذا الصباح، في حين أكد مسؤول بالأمم المتحدة أن العديد من الجثث ملقاة في الشوارع وأن المستشفيات مكتظة بالجرحى.
ويأتي هذا الهجوم وسط دعوات متزايدة من السكان الأفارقة لفرنسا لمغادرة بلادهم، حيث أعلنت باريس قبل أشهر عن خطة لتقليص وجودها العسكري في غرب أفريقيا، وهو ما من شأنه أن يقلل من نفوذ القوة الاستعمارية السابقة.
قررت فرنسا إعادة النظر في وجودها في غرب أفريقيا بعد أن اضطرت إلى سحب جنودها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر بسبب توتر العلاقات بين باريس والقادة العسكريين الموجودين في السلطة في هذه الدول.