خبراء: تعافي الاقتصاد المصري وتحقيق مستهدفاته مرهون بقرارات واجبة التنفيذ
• مدحت نافع: لابد من الدمج بين السياسات النقدية والمالية للتعامل مع الصدمات.. والخروج يجب أن يكون بهدف واضح
• أحمد السيد: وقف إطلاق النار في غزة وتراجع التضخم ومراجعة الصندوق.. عوامل تدعم التعافي الاقتصادي
• حسام الغايش: لتحقيق الهدف لا بد من زيادة الاستثمارات وخلق فرص العمل وتطوير القطاعات الإنتاجية
ويرى الاقتصاديون أن الاقتصاد المصري على أعتاب مرحلة جديدة من التعافي، مدفوعًا بسلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والتطورات الإقليمية والدولية. وبالنسبة لعام 2025، يتوقعون تحسنا ملحوظا في مؤشرات الأداء الاقتصادي، خاصة مع استقرار أسعار الصرف وتراجع التضخم ضمن الممر المستهدف.
دكتور. وقال مدحت نافع، الخبير الاقتصادي: “نحن بحاجة إلى مزيج من السياسات النقدية والمالية التي تضمن استعدادنا للتعامل مع الصدمات قبل حدوثها”.
وأضاف نافع لـ«المال والأعمال – الشروق» أنه في عام 2025، بالإضافة إلى خروج الدولة من المصالح الخاصة، يجب علينا أيضًا تحقيق انتعاش الاقتصاد الكلي، خاصة فيما يتعلق بالتضخم وسعر الصرف.
وأشار نافع إلى أن الخروج يجب أن يكون له أهداف وليس في مصلحة النتائج المالية، لافتا إلى أن من أهم الأهداف توفير القوى العاملة وتخصيص الموارد.
وأكد أننا بحاجة إلى مزيد من السيطرة في التعامل مع الدين الخارجي لتحقيق هدف الاستقرار الشامل، لافتاً إلى أن اتفاق رأس الحكمة العام الماضي ساهم في ذلك.
وانخفض معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 23.4%، مقارنة بـ 25% في نوفمبر الماضي، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ما يشير إلى استقرار التضخم الشهري.
وقرر البنك المركزي في اجتماعه الأخير عام 2024، تحديد أسعار الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25%. كما قرر تأجيل أهداف التضخم إلى 7% (± 2 نقطة مئوية) حتى الربع الرابع من عام 2026. في المتوسط – أي ما بين 5% إلى 9% – مع الأخذ في الاعتبار توقعات التضخم وتطوراتها الشهرية.
وتوقع بنك جولدمان ساكس أن يقوم البنك المركزي بتخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة هذا العام، لتصل إلى نحو 13% بحلول نهاية عام 2025، وفقا لتقرير من البنك في وقت سابق من هذا الأسبوع.
دكتور. يقول أحمد السيد، الخبير في الاقتصاد والمالية، إن هناك العديد من المؤشرات الإيجابية على انتعاش الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، خاصة وقف إطلاق النار في غزة، والذي نأمل أن يعيد الاستقرار الذي فقدته قناة السويس العام الماضي أكثر من 7 مليارات جنيه عام 2024، وهو ما يعادل تقريبًا إجمالي قيمة قرض صندوق النقد الدولي الذي ستقدمه مصر خلال الفترة المقبلة. ولذلك، فإن الاستفادة الكاملة من القناة مرة أخرى ستؤدي إلى مزيد من الاستقرار في تدفقات النقد الأجنبي.
وأضاف السيد لـ«المال والأعمال – الشروق»: «من ناحية أخرى، فإن تعليمات ترامب بإنهاء الصراع في روسيا وأوكرانيا سيكون لها تأثير كبير على استقرار أسعار السلع الأساسية حول العالم». إلى انخفاض معدلات التضخم، مما سيساعد على تسريع وتيرة خفض التضخم، وهو أمر مهم لتتمكن مصر من العودة إلى أسواق الدين العالمية، في حين أن خفض أسعار الفائدة المحلية هو أمر ينتظره القطاع الخاص منذ فترة طويلة. لأنه يتحمل تكاليف كبيرة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وموازنة الدولة”.
وارتباطاً بما سبق، نتوقع انخفاضاً كبيراً في معدلات التضخم اعتباراً من الشهر المقبل، متأثراً بسنة الأساس، كما أن مراجعات الصندوق تسير بشكل جيد للغاية، مما سيضمن انتظام التدفقات من الصندوق من جميع هذه المجالات.
وفي ديسمبر الماضي، أعلن الصندوق أنه توصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع الحكومة المصرية بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاقية تسهيل الصندوق الممدد مع مصر، مما يسمح بصرف 1.2 مليار دولار في إطار البرنامج. وفي مارس 2023، تمت زيادة قيمة البرنامج مع مصر إلى 8 مليارات دولار على مدى 46 شهرًا.
وتابع السيد: “هذا لا يعني أن الاقتصاد سيتعافى بشكل كامل خلال عام 2025، لكن التعافي الكامل سيستغرق بالطبع وقتاً أطول وربما حتى منتصف عام 2026 إذا سارت الأمور على ما يرام، لكن من المهم على الفور البدء في بناء الاقتصاد”. خطة طويلة المدى لخلق اقتصاد قوي قادر على الصمود في وجه الأزمة”.
وأضاف: “يتعين علينا أن نهدف إلى جمع 100 مليار دولار إضافية على الأقل كل عام لتحسين قدرة الاقتصاد على سداد ديونه وقدرته على الصمود في مواجهة الأزمات. ولتحقيق ذلك نحتاج إلى إصلاحات هيكلية خاصة في مجال الاستثمار والاستثمار. ونعمل على تحسين مناخ الأعمال حتى نتمكن من إعطاء دفعة حقيقية لمختلف قطاعات الاقتصاد وجذب الاستثمارات المحلية لتحقيق الأهداف المرجوة. “
وأعلن البنك المركزي المصري، منتصف الشهر الجاري، تراجع الدين الخارجي لمصر بنحو 11.8 مليار دولار في العام المالي 2023/2024، ليصل إلى 152.9 مليار دولار في يونيو 2024، مقارنة بـ 168 مليار دولار في يونيو 2023، وبذلك أدنى مستوى له في سنتين.
ويقول حسام الغايش، خبير دراسات الجدوى الاقتصادية، إن تعافي الاقتصاد المصري يتطلب تبني مجموعة من السياسات والإجراءات المتكاملة، مؤكدا أنه من الضروري أن يكون واضحا أن الأهداف الاقتصادية تعتمد على تطوير نظام طويل الأمد. – خطة استراتيجية طويلة المدى تدمج الجهود الحكومية والشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني. خاصة وأن تحقيق هذه الأهداف يتطلب إرادة سياسية قوية ورؤية واضحة ومتابعة دقيقة للتنفيذ.
وأضاف الغايش أن زيادة حصة الاستثمار في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 25% من شأنها تعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي وجذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة تقدر بـ 10 إلى 15 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال خفض معدلات الفقر. كما 20%.
وأوضح أننا بحاجة إلى زيادة معدل النمو الاقتصادي إلى مستوى يزيد عن 5-6% سنويا وزيادة مساهمة القطاعات الإنتاجية مثل الصناعة والزراعة في الناتج المحلي الإجمالي، فضلا عن زيادة فرص العمل من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة. والمؤسسات المتوسطة الحجم والاستثمارات الكبيرة وخفض معدل البطالة إلى أقل من 7% بحلول عام 2019 وخفض عجز الموازنة والدين العام من خلال خفض عجز الموازنة العامة إلى أقل من 5% من الناتج المحلي الإجمالي وخفض الدين العام إلى نسبة الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوى مستدام أقل من 80%. تطوير القطاعات الاستراتيجية من خلال زيادة مساهمة الصناعة إلى 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز قطاع السياحة ليدر أكثر من 15 مليار دولار من الإيرادات السنوية، وتطوير قطاع الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة، ليصبح أحد أكبر مصادر الإيرادات.
وخفض صندوق النقد الدولي هذا الشهر توقعاته لنمو الاقتصاد المصري للعام الحالي والمقبل، متوقعا معدل نمو 3.6%، بانخفاض 0.5% عن توقعات نشرها في أكتوبر الماضي، وتوقعاته لعام 2026 أن تصل إلى 4.1% بانخفاض قدره 0.5%. 1% عن التوقعات السابقة.
متوسط التضخم المستهدف 7% بنهاية 2026
يدفع – خفض الدين الخارجي بمقدار 11.8 مليار دولار والهدف هو استثمار أجنبي مباشر يتراوح بين 10 و15 مليار دولار أمريكي سنويا خفض معدل الفقر إلى أقل من 20% خفض معدل البطالة إلى أقل من 7% زيادة مساهمة الصناعة إلى 20% من الناتج المحلي