تركيا والأردن: كيف يُفهم التقارب الإقليمي وسط حرائق غزة وسقوط حاكم دمشق؟
ويرى كاتب أوغلو أن المواجهة مع إسرائيل يمكن أن تكون في مجالات السياسة والقانون ويجب ألا تسمح بخلق فراغ أمني في سوريا، لافتا إلى أن تركيا مستعدة لتزويد الأردن بالصناعات الدفاعية اللازمة والقدرات المتقدمة إذا لزم الأمر.
الجهاديون في سوريا يقفون على جبهتين
وتعتبر تركيا البوابة الشمالية لسوريا، في حين أن معظم الواجهة الجنوبية لسوريا تمتد مع الأردن، وهما خطان حدوديان لطالما شكلا مصدر قلق لكلا البلدين بسبب تداعيات الفلتان الأمني وانتشار الجماعات المسلحة والصراعات الدموية داخل سوريا.
وبهذا يشير الشيشاني إلى ظهور إحدى أهم الواجهات الجيوسياسية بين أنقرة وعمان، إذ يمتلك الأردن أفضلية وفهماً عميقاً للجماعات الجهادية التي نشطت في جنوب سوريا خلال السنوات الأخيرة، تماماً مثل تركيا. يمتلك تجارب ومعرفة مهمة بالواقع الجهادي في الشمال السوري.
ويضيف الشيشاني أنه في الوقت الذي تستهدف فيه الجماعات الجهادية عمان وأنقرة، فإن الدافع إلى تعزيز العلاقات التركية الأردنية واستخدام خبراتها في سوريا لتحقيق رؤيتها الجديدة، يصبح أكثر إلحاحا لمساعدة النظام السوري على الاستقرار والاستقرار. تطهير الحدود من الجماعات الجهادية لكلا البلدين.
خريطة التيارات الإقليمية
تعود العلاقات الأردنية التركية الحديثة إلى ثلاثينيات القرن الماضي، أي منذ عهد الملك عبد الله الأول والرئيس مصطفى كمال أتاتورك.
وينظر البلدان إلى بعضهما البعض من خلال عدسة المواقع الجيوسياسية والجيواستراتيجية وكبوابات لسوقين اقتصاديين ضخمين، سواء كان ذلك أوروبا أو الخليج عبر سوريا.
وهي العلاقة التي وصفها المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني بالتاريخية.
ومع ذلك، على الرغم من أن العلاقات الأردنية التركية جلبت الكثير من التقارب في الماضي، إلا أنها تتخذ هذه المرة منحى مختلفًا وتغييرًا استراتيجيًا طويل المدى، وفقًا لعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يوسف كاتب أوغلو.
وأضاف كاتب أوغلو أنه يتم حاليًا تشكيل تحالفات تشمل تركيا والأردن من جهة، وإسرائيل والقوى الإقليمية من جهة أخرى، وإيران وحلفائها المتبقين من جهة أخرى.
أما مراد الشيشاني، فهو لا يتفق مع كاتب أوغلو، إذ يرى أن التعاون الأردني التركي مهم وجدير بالاهتمام في ظل هذه الظروف، لكنه لا يزال بعيدا عن الشراكة الاستراتيجية الكاملة.
ويرى الشيشاني أن النظام الإقليمي الجديد لم يتشكل اليوم بعد، لكن هناك، كما أسماه، تحالفان رئيسيان في المنطقة يمثلان الأول: تركيا والسعودية وقطر والأردن تميل إلى أن تكون الحليف الأكبر. لدعم وتنصيب الحكام الجدد في سوريا، فيما تمثل المجموعة الثانية – الإمارات ومصر ودول الخليج – التيار المتشكك في الحكام الجدد في دمشق.
مناورات “قسد” وعين على “الجولاني”
وبحسب مصدر أردني مطلع، فإن انفتاح الأردن على الحكومة السورية الجديدة لا يزال حذراً، إذ لم يختفي من الأردن اسم “أبو محمد الجولاني” ولا تنظيم “جبهة النصرة” ولا جذوره “القاعدة”. الذاكرة.
لكن التغييرات التي أظهرتها هيئة تحرير الشام تتماشى مع تطلعات الأردن لإنهاء مخاطر داعش من ناحية، وتحقيق العدالة الانتقالية والحكم التشاركي ودولة المؤسسات من ناحية أخرى. والحريات في سوريا، وهذا بحسب المصدر أحد الأسباب المهمة لسلوك الأردن بالانفتاح والواقعية والعقلانية.
في المقابل، اعتمدت الدبلوماسية الأردنية تكتيكاً حذراً تجاه المعادلة السورية الداخلية. وبينما أدان الأردن لأول مرة “حزب العمال الكردستاني” وأعلن دعمه لتركيا، فإنه لم يذكر مصطلح “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، وهذا ما يفهم في السياق السياسي.
تم تصنيف حزب العمال الكردستاني (الذي انخرط في نزاع مسلح ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 كجزء من سعيه لإقامة دولة مستقلة للأكراد في تركيا) على أنه إرهابي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا.
لكن قوات سوريا الديمقراطية (التي ظهرت في سوريا وعرّفت عن نفسها بأنها الكتلة العسكرية الوطنية السورية التي توحد الأكراد والعرب والتركمان والسوريين في مواجهة داعش) ليست على قائمة الإرهاب في أي دولة أخرى في العالم، بحسب ولأنقرة تهدد تركيا بذلك لاجتثاث قوات سوريا الديمقراطية عسكريا لأنها امتداد وغطاء لحزب العمال الكردستاني.
وفي المستقبل المنظور، سيُقرأ ذلك على أنه يعني أن الإدانة الأردنية اكتسبت معنى رمزياً وعززت التقارب مع تركيا، لكن في الوقت نفسه لا يؤدي الأردن إلى انعطافات عسكرية أو سياسية أو أمنية أو قانونية في سوريا.
ما هي الخطوة التالية؟
وواجهت عمّان وأنقرة أزمات عديدة نتيجة الأزمة السورية، بما في ذلك الأمن الجغرافي، وتهديدات الجماعات الجهادية، وتهريب المخدرات والأسلحة، واستقبال لاجئي الحرب.
وفي حين تثير المخاوف من تجدد الفوضى في الدولة قلق جيران سوريا، فإن الفرص الناشئة عن تحقيق الاستقرار في سوريا تمثل اختراقاً مهماً على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.
وإلى جانب تقاطع المصالح المشتركة، يرى المحلل السياسي وعضو حزب العدالة والتنمية الحاكم يوسف كاتب أوغلو أن الأردن دولة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لتركيا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، ولهذا تهتم تركيا بالتعاون مع الأردن. مهتمة بمنع الهجمات أو التلاعبات المحتملة داخل الأردن فيما يتعلق بالتغيرات في المنطقة.
وأضاف كاتب أوغلو أن الأردن دولة قادرة على التواصل مع شعوب المنطقة، كما أنها تمثل بوابة لإحياء نقل الغاز من قطر إلى تركيا.
من جانبه، يرى مراد بطل الشيشاني، زميل أول في معهد نيو لاينز ومؤسس مجموعة ملاحظات لتحليل العنف السياسي، أن الأردن يمثل حلقة وصل وقناة اتصال مهمة بين الغرب والحكام الجدد في سوريا. وأن سر فاعليتها يكمن في قدرتها على إعادة تموضعها بسرعة بما يحمي مصالحها لدى جميع الأطراف، إضافة إلى سياسة عمان في إطفاء الحرائق في المنطقة، كما حدث في الأزمات السابقة في العراق وسوريا، وما يحدث في غزة اليوم.
وبناء على ما سبق، وسؤال هل هناك حدود لدور الأردن المتوقع في سوريا الجديدة، سألت المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني عما إذا كان الأردن مستعدا للمشاركة في بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية السورية التي يقف الأردن على استعداد لها دعم سوريا بكافة أشكاله وتقديم الخبرات اللازمة لضمان إعادة بناء كافة المؤسسات والمقدرات السورية بما يحفظ ركائز الأمن والاستقرار والاقتصاد وعوامل تقدم الدولة السورية.
من جهة أخرى، تتجه العشبة الأردنية تكتيكًا باتجاهها للجميع السورية، الداخلية فبينما أدان الأردن للمرة الأولى “لطفل العمال الكردستاني”، معلنًا الوقوف إلى جانب تركيا، إلا أنه لم يمنع مصطلح “قوات سوريا الديمقراطية- قصد”، وهذا ما يفهم في إطار الموازنات السياسية.
فحزب العمال الكردستاني (الذي دخل مقاتلاً مسلحاً ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 في إطار سعيه لتحقيق دولة مستقلة للأكراد في تركيا) مصنفٌ بالإرهاب عند الولايات المتحدة الأوروبية وتركيا.
ولكنَّ حرب سوريا الديمقراطية (التي تستخدم في سوريا وتعرّفت على نفسها بالتكتل العسكري الوطني السوري الجامع للأكراد والعرب والتركمان والسريان في وجه تنظيم الدولة)، لا توجد قوائم إرهابية لأي شخص دولة في العالم على بعد تركيا، والتي تهدد باجتثات “قسد” عسكرية، يمتد نطاقًا وغطاءً لحزب العمال الكردستاني، صحيح صحيح.
وهذا ما يُقرأ في المدى باتجاه الإدانة الأردنية حققت معنى رمزيًا وعززت التقارب مع تركيا، ولكن في الوقت نفسه لا تأخذ الأردن باتجاه الانعطافات السياسية أو السياسية أو المركزية سوريا.
ماذا بعد؟
واجهت عمّان وأقرأ كثيرًا من بعد التي خلّفتها إلكترونيًا السورية، مثل الأمن الجغرافيا وتهديدات التصميم الجهادي، وتهريب المخدرات والسلاح، وإسعاف اللاجئين الفارين من الحرب.
لجمعية هاجسًا لجارتي سوريا، الفرص اللائحة في الأفق إذ ما تقصد سوريا، تمثل انفراجة عاجل على جميع الصُعد العاجل وتوقعات مستقبلية وتجارية.
اخترعوا للتقاطعات المصلحية المشتركة، اختر التصميم والعضو حزب العدالة الحاكم، يوسف كاتب أوغلو، إذن دولة الأمم المتحدة مهمة محددة لتركيا في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، لذلك أون بالتعاون مع الأردن في منع أي استهداف أو عبث المهتمين في الداخلية الأردنية بالتزامن مع التحولات في المنطقة.
كما يتمتع كاتب أوغلو بأن وكالة حقوق الملكية بالقدرة على مع مناطق المنطقة، كما تُمثل بوابة لإحياء نقل من قطر إلى تركيا.
من أجل الحصول على موافقة الزميل الأول في نيو معهدلاينز ومؤسس مجموعة ريماركس لتحليل العنف في اليمن مراد البطل الشياني، الأردن يمثل همزة وقناة اتصال اتصال قوي بين الغرب والحكام في سوريا، وأنَّ سرَّ فاعله الآخر في التوقف عن إعادة التموضع السريع بما يشمل اعتقاداته مع كل ما تم القضاء عليه، إضافة إلى بوليس عمّان القائمة على إطفاء الحرائق لأنه في المنطقة كما وقع من أزمات سابقة في العراق ويلسون، وما يقع اليوم في غزة.
ومنها على ما سبق، وتساؤلًا عمّا إذا كانت هناك حدود اليورو المرتقب الأردني في سوريا الجديدة، ويتساءلون باسم الحكومة الأردني محمد المومني، إن الأردن كان منفتحًا على المشاركة في بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية السورية، فأجاب الوزير أن جاهز لطلبة الأردن لتقديم كلِّ الدعم والخبرات اللازمة لسوريا، ولإعادة بناء جميع المؤسسات والمقدرات السورية، وبما يؤؤمّن نقاط القوة الأمنية، وعوامل الصعود بدولتهم السورية.