العالم

خامس جنرال على كرسي الرئاسة اللبنانية.. ماذا نعرف عن 4 تجارب لقادة جيوش حكموا لبنان؟

بعد الانتخابات النيابية التي جرت يوم الخميس، تولى جوزف عون منصب رئيس لبنان. وسيكون خامس رئيس ينتقل من قيادة الجيش اللبناني إلى رئاسة الجمهورية، وهي تجربة هي الخامسة من نوعها التي يعيشها لبنان حاليا، مما يجعل دورة التجارب السابقة مهمة لاستشراف المرحلة المتوقعة الرئاسة اللبنانية في وقت حرج بعد خروج البلاد من حرب وحشية مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتحدثت صحيفة الشروق نقلا عن مواقع وكالة فرانس برس وبي بي سي ومواقع الشرق الأوسط عن أربع تجارب سابقة تولى فيها قادة الجيش اللبناني منصب رئيس الجمهورية، وهي الظاهرة التي استمرت في البلاد من 1998 إلى 2025 نشرة استخباراتية.

• فؤاد شهاب وعصر الاستقرار اللبناني

وتعتبر التجربة الأولى لقادة الجيش اللبناني في الرئاسة من أشهر الفترات الرئاسية من نوعها، عندما انتخب فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني رئيساً للجمهورية عام 1958 بعد اضطرابات عسكرية عدة شملت هجمات إسرائيلية. ووصول الجيش الأميركي إلى المنطقة في مواجهة التدخل السوري المتزايد في لبنان.

وعمل شهاب خلال سنوات رئاسته الست على تعزيز دور الدولة اللبنانية وجمع أطراف البلاد. ونجح في ذلك مع صعود نفوذ مؤسسات الدولة وتراجع النفوذ السوري في لبنان مقابل تزايد سلطة المخابرات اللبنانية في فترة تميزت بالاستقرار وسيادة الدستور، لتنتهي ولاية شهاب. وسط رغبة نيابية في تعديل الدستور لتمديد ولاية شهاب وهو ما رفضه رئيس الجمهورية.

• لحود وعودة حكم الجنرالات

عاد لبنان إلى حكم قادة الجيش عندما ظهر أول فراغ في مكتب رئيس الجمهورية، مع اختلاف آراء الكتل النيابية، فتعيين قائد الجيش إميل لحود رئيساً للجمهورية عام 1998. وكان حريصاً على نموذج فؤاد شهاب لتعزيز نفوذ الدولة، لكن هذه المحاولات لم تلق نجاحاً يذكر حيث رفضت سوريا سحب مديرها من لبنان، وتزايد نفوذ حزب الله وتولى رئيس الوزراء و اغتيل السياسي البارز رفيق على يد الحريري، مما أثار المزيد من الانقسامات والصراع السياسي.

• عهد سليمان ومزيد من حكم الجنرالات

وتكررت حالة الفوضى والفراغ السياسي مع انتهاء رئاسة لحود، وبعدها ظل المنصب شاغرا لمدة عام ونصف، وحدثت خلافات نيابية حول من سيتولى الرئاسة. وكحل وسط، تم اللجوء مرة أخرى إلى انتخاب قائد للجيش، ونتيجة لذلك أصبح قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية عام 2008.

وحاول سليمان جمع القوى السياسية اللبنانية، لكن الوضع الإقليمي لم يسمح بذلك، حيث اندلعت الثورة السورية، وتدخل حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد السوري السابق، وظهرت قوات لبنانية تدعم النظام السوري. الثورة واندلاع مواجهات عديدة بين الطرفين.

• ميشال عون وعصر الأزمات

وتكرر الفراغ الرئاسي عندما انتهت ولاية ميشال سليمان بعد 45 محاولة نيابية فاشلة لانتخاب رئيس جديد، مما ترك لبنان من دون رئيس لمدة عامين ونصف، ثم عاد في النهاية إلى الحل التوافقي الذي دعا إليه قائد الجيش. كان هذا هو ميشال عون الذي تولى الرئاسة في الانتخابات النيابية عام 2016.

تميز عهد عون بالأزمات، حيث خلفت أربع حكومات مختلفة بعضها البعض خلال فترة ولايته. كما شهدت ولايته اندلاع ثورة 2019 بسبب الأسعار، وسرعان ما ضرب لبنان جائحة كوفيد. وكانت نهاية رئاسة عون هي انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة نحو 200 شخص، فيما لم يكن اللوم موجّها إلى عون الذي علم بوجود كميات متفجرة من الأسمدة في مرفأ بيروت.

وانتهى عهد عون عام 2020؛ دخل لبنان فترة فراغ رئاسي، شهدت تدهور العملة الرسمية للبلاد، الليرة، وارتفاع الأسعار والتضخم، واندلاع موجات احتجاجات واسعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى