موافقة جديدة على قروض بـ 3 مليارات دولار لمصر.. ماذا نعرف؟
وافق مجلس النواب على السماح لوزارة الخزانة باقتراض 3 مليارات دولار من القروض الجديدة من البنوك الإقليمية والاتحاد الأوروبي وسط تنفيذ إصلاحات اقتصادية وضغوط من الصراعات الخارجية وتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وتهدف هذه التمويلات، المقدمة بسعر فائدة تفضيلي وشروط سداد طويلة، إلى دعم الميزانية العامة للدولة مع مواصلة قرض صندوق النقد الدولي لمصر بقيمة 8 مليارات دولار.
صفقة بملياري دولار
وافق مجلس النواب، اليوم الاثنين، على حصول وزارة المالية على قرض بقيمة 2 مليار دولار من بنوك إقليمية وأجنبية وهي الإمارات دبي الوطني كابيتال المحدودة وستاندرد تشارترد وبنك الإمارات دبي الوطني SAEM A وآخرون.
وقال أحمد كوشوك وزير المالية، إن هذه القروض تأتي بشروط وتسهيلات مبسطة للغاية.
ويعتقد كاجوك أنه لا حرج في منح هذه القروض بشروط مواتية وبأقل من المبلغ الذي نسدده من أجل توفير الموارد – دون الضغط على السوق.
مليار دولار من الاتحاد الأوروبي
ووافق مجلس النواب أمس أيضًا على اتفاقية المرحلة الأولى لآلية دعم الاقتصاد الكلي واتفاقية تسهيل ائتماني لمواجهة العجز المالي بقيمة مليار يورو (1.05 مليار دولار) بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي.
ويعد القرض جزءًا من حزمة واسعة من المنح والتمويل منخفض الفائدة بقيمة 8 مليارات دولار على مدى أربع سنوات من 2024 إلى 2027.
والهدف من هذا التمويل هو حماية الاقتصاد المصري من التداعيات السلبية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في المنطقة.
وأدت الاضطرابات في البحر الأحمر بسبب هجمات جماعة الحوثي على سفن الشحن الدولية إلى تراجع إيرادات قناة السويس بنحو 60% هذا العام، وهو أحد أسباب لجوء مصر إلى التمويل الخارجي لسد عجز ميزان المدفوعات.
تدفقات النقد الأجنبي
وشهد الاقتصاد المصري طفرة في تدفقات النقد الأجنبي هذا العام بعد توقيع مصر اتفاقية مع الإمارات العربية المتحدة في فبراير الماضي لتطوير مشروع رأس الحكمة على البحر الأبيض المتوسط بمساحة 170 مليون متر مربع.
وتلقت مصر 35 مليار دولار من الإمارات العربية المتحدة على دفعات في النصف الأول من العام، بما في ذلك تبادل ودائع إماراتية بقيمة 11 مليار دولار تدين بها مصر على شكل أصول.
وأدت هذه التمويلات إلى انخفاض تفاقم أزمة النقد الأجنبي وعودة مصر إلى تحرير سعر الصرف في مارس الماضي بهدف إنهاء الدولرة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على الحصول على قرض بقيمة 8 مليارات دولار أمريكي. دولار لاستئناف.
مدفوعات صندوق النقد الدولي
وحصلت مصر على نحو 1.64 مليار دولار على شريحتين من قرض صندوق النقد الدولي في أبريل/نيسان بعد الانتهاء من المراجعتين الأوليين للبرنامج وفي أغسطس/آب بعد المراجعة الثالثة.
ومن المقرر أن تحصل مصر على شريحة بقيمة 1.3 مليار دولار بعد الانتهاء من المراجعة الرابعة.
تحسين الديون الخارجية
وعززت صفقة رأس الحكمة تحسن الدين الخارجي لمصر بعد أن تراجع 9.9% بمقدار 15.149 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري (يناير إلى يونيو) مقارنة بنهاية ديسمبر الماضي، مسجلا أكبر انخفاض مسجل للدين الخارجي. في تاريخ البلاد بفضل تسوية ودائع الإمارات.
وبحسب البنك المركزي المصري، انخفض إجمالي الدين الخارجي إلى نحو 152.885 مليار دولار بنهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، مقارنة بنحو 168.034 مليار دولار بنهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وقال صندوق النقد الدولي في إحدى وثائقه إن الخزانة تلقت 12 مليار دولار من إجمالي صفقة رأس الحكمة لخفض إجمالي الدين.
عبء خدمة الدين
وفي العام المقبل، تواجه مصر جدولا مزدحما لسداد ديونها – أقساط القروض والفوائد – لكنها لم تتأخر عن سداد جميع الالتزامات الخارجية المستحقة.
وبحسب تقرير الوضع الخارجي للاقتصاد المصري، فقد سددت مصر خدمة ديون بنحو 32.9 مليار دولار في العام المالي الماضي المنتهي في يونيو 2024، مقارنة بنحو 25.4 مليار دولار في العام المالي المنتهي في يونيو 2023، بنسبة زيادة قدرها 29.5 %. على أساس سنوي تحت ضغط زيادة أقساط القروض وأسعار الفائدة بنحو 7.5 مليار دولار.
وفي حين يعتزم البنك المركزي المصري سداد نحو 33.4 مليار دولار «أقساط القروض والفوائد» لخدمة الدين في العام المالي الحالي الذي ينتهي في يونيو من العام المقبل، قال تقرير الوضع الخارجي للاقتصاد المصري.