وأرجع مصرفيون، في حديث لايجي برس، اليوم، ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، إلى زيادة الطلب من مختلف الأطراف في ظل تطبيق آلية مرونة سعر الصرف في مصر، وزيادة التزامات النقد الأجنبي.
وارتفع متوسط سعر الدولار في البنوك اليوم إلى أكثر من 50 جنيها، بما في ذلك في البنك الأهلي المصري والبنك التجاري الدولي، أكبر البنوك المصرية في القطاع المصرفي المصري.
وجاء ارتفاع الدولار اليوم بعد أن أعلن رئيس الوزراء د. وقال مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي، السبت الماضي، إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تقلبات في المنطقة بنسبة 5% خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الحكومة لن تكرر أخطاء الماضي، عندما أدى تثبيت سعر الصرف إلى أزمات اقتصادية أجبرت البلاد على تعويم العملة وخسارة 40% من قيمتها، مؤكدا أننا مع واحد. استخدم سعر صرف مرن.
كما تزامن ارتفاع سعر الدولار مع المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر من قبل صندوق النقد الدولي تمهيدا لصرف شريحة 1.3 مليار دولار من إجمالي القرض البالغ 8 مليارات دولار.
تمويل استيراد البضائع الرمضانية
وقالت سحر الدماطي، نائب رئيس أحد البنوك الأسبق، في حوارها مع ايجي برس، إن ارتفاع سعر الدولار يرجع لعدة أسباب، منها بدء فتح الاعتمادات المستندية للاستيراد الرمضاني الإمدادات، مما أدى إلى زيادة الطلب على الدولار.
وفي الشهر الماضي، سمح البنك المركزي للبنوك بجمع الدولارات لشراء 13 سلعة غير أساسية تتطلب موافقة مسبقة لرفع جميع القيود المفروضة على تمويل الواردات بعد تدفق العملة الأجنبية.
وأوضح الدماطي أن الشركات تعمل حاليا على إغلاق مراكزها بالدولار مع نهاية العام الجاري، وهو ما ربما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار.
إغلاق مراكز الدولار للشركات بحلول نهاية العام
واتفق محمد عبد العال، الخبير المصرفي، مع سحر الدماطي، على أن بعض الشركات ستبدأ إغلاق مراكزها المالية الدولارية نهاية العام، مما سيؤدي إلى ارتفاع الدولار.
وأضاف أن زيادة مرونة سعر صرف الدولار قد يكون بسبب وجود مطالبات من قبل بعض المستثمرين الأجانب من أذون الخزانة أو مدفوعات خدمة الدين.
أظهرت بيانات الوضع الخارجي للاقتصاد المصري أن مصر مدينة بديون بنحو 33.4 مليار دولار في العام المالي الحالي الذي ينتهي في يونيو المقبل، بعد سداد نحو 32.9 مليار دولار في العام المالي الماضي.
بينما ألمح محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بالشركة الأهلية للاستثمارات المالية، إلى أن المساهمات كانت مستحقة، مما أدى إلى ارتفاع الدولار.
وترى نجلاء أن ارتفاع الدولار حدث بشكل طبيعي دون قفزات كبيرة في الأسعار، لكن بعد تجاوز حاجز الـ50 جنيها ربما يكون الحاجز النفسي لهذا الرقم قد انكسر.
أين يذهب الدولار؟
ورجح محمد عبد العال، أن يتحرك الدولار بين 49.5 جنيها و50.5 جنيها بنهاية العام الجاري والعام المقبل، دون أي قفزات مبالغ فيها.
وأوضح أن سعر صرف الدولار يتم تداوله بسعر الصرف الرسمي في البنوك سواء صعودا أو هبوطا، وهو عامل إيجابي لعدم تعدد سعر الصرف الذي شهدته مصر من قبل.
وفي مارس الماضي، لجأ البنك المركزي إلى تحرير سعر الصرف بعد تفاقم أزمة النقد الأجنبي وانتشار السوق السوداء لتداول النقد الأجنبي.
وعقب هذا القرار ارتفع الدولار نحو 60% أمام الجنيه من 30.94 جنيها إلى 50 جنيها تقريبا قبل أن يكسر فوق ذلك المستوى اليوم.
وترى سحر الدماطي أنه من الصعب التنبؤ بسعر صرف الدولار مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة، في ظل اشتداد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وأوضحت أن تحديد سعر صرف الدولار يعتمد على حجم المدفوعات التي تقوم بها مصر مقابل الإمدادات والموارد من النقد الأجنبي.
